ما هو الغذاء الرئيسي للدماغ

ما هو الغذاء الرئيسي للدماغ سؤال يطرحه الكثير من الناس. وخاصةً الأشخاص الذين يحرصون على تعزيز صحة دماغهم. لذلك سوف نتعرف في هذا المقال على إجابة مفصلة لذلك السؤال. بالإضافة إلى توضيح أهمية التغذية السليمة سواءً للدماغ أو الجسم.

ما هو الغذاء الرئيسي للدماغ

يعتبر الدماغ البشري من أكثر الأعضاء استهلاكًا للطاقة. لأن الجلوكوز هو المصدر الأساسي لتلك الطاقة. وهو الغذاء الرئيسي للدماغ. أظهرت إحدى الدراسات التي تم نشرها في مجلة Trends in Neurosciences سنة 2014 أن كتلة الدماغ البشري تمثل حوالي 2% من وزن الجسم البشر. كما أنه يعتبر مستهلكًا أساسيًا لسكر الجلوكوز. حيث يستهلك حوالي 20% من الطاقة المأخوذة من الجلوكوز. وكل 100 جرام من الأنسجة المكونة للدماغ تستهلك حوالي 5.6 مليغرامات من الجلوكوز في الدقيقة الواحدة.

كما أوضحت أن عملية الأيض التي تتم للجلوكوز توفر لوظائف الدماغ الفسيولوجية الطاقة اللازمة. وذلك عن طريق إنتاج مُركب أدينوسين ثلاثيُّ الفوسفات (بالإنجليزية: Adenosine triphosphate) الذي يختصر بـ ATP. وهو يعد المركب الرئيسي الذي يحافظ على سلامة الخلايا العصبية والخلايا غير العصبية. إلى جانب إنتاج النواقل العصبية. لذلك يعتبر تنظيم استهلاك عنصر الجلوكوز الذي ينعكس أيضًا على أيضه بالجسم أمر هام جدًا لفسيولوجية الدماغ. حيث يندرج تحت اضطراب أيض الجلوكوز بالدماغ تحته الكثير من الأمراض التي يمكن أن تؤثر على الدماغ نفسه. وعلى باقي أعضاء الجسم. ومن الجدير بالذكر أن سكر الجلوكوز يتوفر في الكربوهيدرات المعقدة بشكل كبير التي تعتبر من أفضل مصادره. وذلك نظرًا لمساهمتها في تحرير تلك الطاقة ببطء. بالإضافة إلى مساعدة الدماغ البشري على العمل بشكل مستقر. وهناك أنواع من الكربوهيدرات متوفرة في الأطعمة النشوية مثل: أرز الحبوب الكاملة وخبز الحبوب الكاملة. بالإضافة إلى معكرونة الحبوب الكاملة.

ما هي الأطعمة المفيدة للدماغ؟ الدكتور علي الربيعي يجيب

يساهم تناول الغذاء الصحي المتوازن في التأثير على الدماغ. وذلك عن طريق تحسين الذاكرة ووظائف الدماغ. وعملية التركيز والأيض حيث يمتص الدماغ المغذيات من الغذاء المتناول. وفيما يلي أهم الأطعمة الصحية المهمة للدماغ:

التوت الأزرق من الغذاء الرئيسي للدماغ

حيث أظهرت الدراسات التي تم اجراؤها على الحيوانات أنَ تناول الحيوانات التوت الأزرق قد ساهم في التقليل من فرص تعرض أدمغتها إلى الإجهاد التأكسدي. إلى جانب تقليله من آثار الأمراض التي ترتبط بالعمر مثل: مرض ومرض الخرف (بالإنجليزية: Dementia) ومرض الزهايمر. وقد أشارت دراسة تم نشرها في مجلة Annals of Neurology سنة 2012 إلى أن فاكهة التوت الأزرق تشتمل على الفلافونويدات وخاصةً الأنثوسياندين (بالإنجليزية: Anthocyanidins) الذي يعمل زيادة استهلاكه على التقليل من مستويات القصور الإدراكي. أو حالة الاختلال المعرفي (بالإنجليزية: Cognitive decline) عند النساء المسنات.

الأفوكادو من الغذاء الرئيسي للدماغ

 يعزز تناول الأفوكادو من صحة الدماغ وذلك لأنه مصدر هام للدهون الأحادية وغير المشبعة التي تساعد على التقليل من ارتفاع ضغط الدم. وبالتالي يؤدي إلى التقليل من خطر الإصابة بما يعرف بالقصور الإدراكي (بالإنجليزية: Cognitive decline) في الدماغ. كما أشارت بعض الدراسات التي تم نشرها في مجلة Journal of Diabetes Research في سنة 2015، إلى أن تناول الفئران التي تعاني من داء السكري للمكملات الخاصة بزيت الأفوكادو يمكن أن يقلل من خطر التعرض  للخلل الوظيفي في ما يعرف بميتوكندريا الدماغ. الذي ينجم عن الإصابة بداء السكري. كما تساهم في التقليل من حالة الإجهاد التأكسدي.

الكركم

يعتبر الكركم مكون أساسي في مسحوق الكاري. كما يتسم بلونه الأصفر الداكن. وله الكثير من الفوائد للدماغ. حيث أشارت دراسةٌ تم نشرها في مجلة Annals of Indian Academy of Neurology سنة 2008 إلى أن تناول الكركم يمكن أن يساعد على التخفيف من حدة مرض الزهايمر وذلك بسبب احتوائه على مركب الكركومين النشط (بالإنجليزية: Curcumin) وخصائصه المضادة للالتهابات والأكسدة.

عصير الرمان

يعتبر عصير الرمان مصدر قوي لمضادات الأكسدة وذلك لاحتوائه على نسب عالية من مركب الفينول الذي يقلل من خطر تعرض الدماغ إلى أضرار الجذور الحرة. وقد أشار بعض الأطباء إلى أنه لا يوجد جزء من الجسم البشري عرضةً للإصابة بضرر الجذور الحرة مثل الدماغ. وقد أشارت إحدى الدراسات التي تم نشرها في مجلة Neurobiology of Disease في سنة 2006 إلى أن تناول الفئران المصابة بالزهايمر لمستخلص عصير الرمان يمكن أن يساهم في خفض تراكم ببتيد بيتا النشواني (بالإنجليزية: Amyloid beta)، وهو يعد المقوم الرئيسي للويحات في أدمغة الأشخاص المصابون بمرض الزهايمر. لذلك قد يفيد عصير الرمان في حالات داء الزهايمر. إلا أنه لا زال هناك حاجة إلى إجراء مزيد من  البحوث والدراسات لتأكيد ذلك التأثير.

القهوة: تعتبر القهوة من المصادر المهمة المضادة الأكسدة. والتي تدعم كثيرًا صحة الدماغ وخاصةً مع التقدم في العمر. وقد أشارت بعض الدراسات التي تم نشرها في مجلة Practical neurology في سنة 2015 إلى أن تناول القهوة ساهم في التقليل من خطر الإصابة بأحد الأمراض التالية: مرض الزهايمر والقصور الإدراكي والسكتات الدماغية بالإضافة إلى مرض باركنسون.

البروكلي من الغذاء الرئيسي للدماغ

 يعتبر البروكلي من أهم الخضروات التي تحتوي على أقوى المركبات النباتية مثل مضادات الالتهابات ومضادات الأكسدة. التي تساعد على التقليل من خطر تلف وتدمير خلايا الدماغ. إلى جانب احتوائه على نسبة كببرة من فيتامين ك. لذا يوفر الكوب الواحد منه أو حوالي 91 غرام منه ما يتجاوز الـ 100% من الكمية الموصى بها يوميًا من فيتامين ك. وتضح أهمية ذلك الفيتامين الذائب في الدهون في تشكيل الشحميات السفينجولية (بالانجليزية: Sphingolipid). وهي تعتبر إحدى أنواع الدهون الموجودة بكثافة في داخل الدماغ.

وقد أوضحت دراسة تم نشرها في مجلة BioMed Research International في سنة 2013 أن غالبية النتائج التي دعمت من التأثيرات الوقائية والمضادة للالتهابات والأكسدة ضد داء السرطان في الفئران كان السبب هو استهلاك مستخلص الماء الخاص ببراعم البروكلي. ولكن ما زال هناك حاجة إلى إجراء مزيد من الأبحاث والدراسات السريرية من أجل تقييم أثر تناول البروكلي بشكل كامل على الدماغ وعلى الجهاز العصبي للإنسان.

أهمية التغذية السليمة للدماغ والجسم كما وضح الدكتور علي الربيعي

يعتبر الدماغ من أكبر الأعضاء في الجسم البشري. وأيضًا الأكثر تعقيدًا. حيث يشتمل على ما يتجاوز الـ 100 مليارٍ من الأعصاب المتصلة فيما بينها. من خلال تريليونات من الاتصالات التي يطلق عليها المشابك العصبية (بالإنجليزية: Synapses). ومن الجدير بالذكر أن تناول غذائي صحي متكامل ومتوازن كجزءٍ هام من أسلوب الحياة الصحي  يساهم بشكل كبير في تحسين وظائف الدماغ والقلب أيضًا. بالإضافة إلى التقليل من خطر الإصابة بالكثير من الحالات الخطيرة ومنها: السكتات الدماغية ومرض الزهايمر بالإضافة إلى مرض السكري من النوع الثاني. كما يساعده ذلك على التحكم في الأعراض العصبية. لذا يجب الحرص على تناول الغذاء الصحي والابتعاد عن الوجبات السريعة والسكريات والأطعمة التي تؤثر على صحة الدماغ بالسلب.

إلى هنا نصل إلى نهاية موضوع اليوم عن ما هو الغذاء الرئيسي للدماغ حيث تم التعرف على أهم الأطعمة التي تساهم في تحسين مستوى الدماغ. بالإضافة إلى أهمية التغذية السليمة المتوازنة في تعزيز سلامة الدماغ والحفاظ عليه من الأمراض.