لماذا الإنسان لا يشعر بثقل الدماغ؟

لماذا الإنسان لا يشعر بثقل الدماغ؟، هل سألت نفسك يومًا لماذا لا نشعر بثقل أدمغتنا على الرغم من أنها ثقيلة وتشكل جزءًا كبيرًا من جسم الإنسان؟ لا تقلق سوف نوضح لك في هذا المقال الإجابة بالتفصيل وغيرها من المعلومات المهمة.

لماذا الإنسان لا يشعر بثقل الدماغ؟

تكمن الإجابة إلى ما هو أبعد من مجرد قياس أوزان جسدية. فهناك عدد غير قليل من الأسباب التي تجعلنا لا نشعر بثقل الدماغ ومنها ما يلي:

• أولًا تتمتع أدمغتنا بسلامة هيكلية عالية بشكل استثنائي. هذا يعني أن العضلات المحيطة بهم تثبتهم في مكانهم بإحكام شديد مما يمنحنا بعض الحماية ضد القوى الخارجية ويجعلنا نشعر بقليل من كتلتها الثقيلة. ويساهم النظام المعقد بشكل مذهل والمكون من خلايا عصبية مختلفة أيضًا في هذا التأثير من خلال المساعدة في موازنة أي إجهاد إضافي في مناطق معينة لنشره بشكل متساوٍ في جميع أنحاء بنية الدماغ بأكملها. ويعمل الحاجز الدموي الدماغي أيضًا كطبقة واقية ضد الوعي مما يجعل من الصعب علينا أن نكون على دراية بالتغيرات في الضغط أو الثقل بسبب بنائه. ونظرًا لأن معظم مادة الدماغ تتكون أساسًا من الماء والأحماض الدهنية والدهون. تظل هذه المكونات مغمورة في السوائل داخل جدرانها. والتي تمثل جزءًا من إحساسنا الخفيف. وإلى جانب كل هذه الصفات الجسدية.
• تأتي المكونات النفسية التي تمنح أدمغتنا حماية إضافية من المشاعر مثل الثقل أو التعب الذي تفرضه الجاذبية على أجسادنا أي المشاعر التي تسبب التحفيز العصبي أو انخفاض الإدراك.

أسباب أن الإنسان لا يشعر بثقل الدماغ

• يمكن أن تعمل الأحداث العصبية مثل الفرح في الواقع جنبًا إلى جنب مع ردود الفعل الفسيولوجية مثل زيادة مستويات الدوبامين للحفاظ على الألياف المعرفية لدينا بأقصى قدر من الكفاءة دون أن تتعثر بسبب أي عناصر متزايدة في بنيتها بسبب القوى الخارجية.
• ولكن ربما الأهم من ذلك أن الدماغ لديه آليات طبيعية مدمجة فيه مصممة خصيصًا لحماية نفسه من الأذى، والمعروفة باسم “الروابط المثبطة” التي تقلل من النشاط في المناطق التي تعاني من الضيق أو الصدمة مع زيادة النشاط في أماكن أخرى من أجل التخفيف من الضرر الإضافي الناجم عن استمرار التعرض لهجوم ما.  تعترض هذه المسارات المعلومات المرسلة عبر المسارات العصبية قبل الشعور بالوعي عبر نقاط الترحيل المعروفة باسم الخلايا العصبية مما يسمح لنا بتجنب الألم المرتبط بـ الادراك الواعي مما يمنع الجسم من ادراك إشارات المواد الحساسة التي تنتقل عبر المخ / الدماغ مثل الثقل عند تعرضه للضغط أو الإجهاد.

• يمكن أن تساهم العوامل الخارجية مثل النظام الغذائي بشكل كبير في الشعور بثقل الدماغ. بما في ذلك استخدام الأطعمة الذكية مثل تلك الغنية بأحماض أوميغا 3 الدهنية بشكل فعال في جعل العناصر الغذائية الأساسية في تركيزات مفيدة لتخفيف الأحاسيس الضعيفة الناتجة عن أوزان الجاذبية الزائدة في حالات الأنظمة العصبية التي لا تزال غير ناضجة.

ما هو وزن دماغ الإنسان؟ ولماذا الإنسان لا يشعر بثقل الدماغ الدكتور  علي الربيعي يجيب

يزن الدماغ البشري حوالي 3 أرطال (أو 1361 جرامًا). وهي مكونة من أكثر من 100 مليار خلية عصبية ولها سعة ذاكرة تتجاوز 4 تيرابايت. على الرغم من أنها تحتوي على أكثر من 100 مليار خلية عصبية. إلا أن هذه الخلايا العصبية لا توجد بمعزل عن بعضها البعض بل تشكل بدلًا من ذلك شبكة معقدة من الاتصالات بينها والتي تمكننا من التفكير والتعلم والتذكر.

مكونات السائل النخاعي

السائل الدماغي النخاعي (CSF) هو عبارة عن سائل شفاف عديم اللون يتدفق عبر بطينات الدماغ وحول سطح الدماغ والحبل الشوكي. يتكون من عدة أنواع من الجزيئات بما في ذلك البروتينات و الهرمونات والناقلات العصبية والالكتروليت والجلوكوز. الغرض من CSF هو حماية الدماغ والحبل الشوكي من الصدمات أو العدوى بالإضافة إلى توصيل العناصر الغذائية إلى الخلايا في الجهاز العصبي المركزي (CNS) وتنظيم الضغط داخل الجمجمة والمساعدة في تنظيم توازن درجة الحموضة في الجسم والقضاء على النفايات الأيضية.

يختلف تكوين السائل الدماغي النخاعي مع تقدم العمر. يحتوي السائل الدماغي النخاعي الوليدي على تركيز متزايد من أيونات الكلوريد بالنسبة إلى السائل الدماغي النخاعي المتقدم. وبعد الولادة تتقلب تركيزات الأيونات المختلفة حتى تصل إلى مستوى البالغين خلال فترة المراهقة. في الأفراد الناضجين  يحتوي السائل النخاعي بشكل أساسي على توازن بين أيونات الصوديوم والبوتاسيوم بالإضافة إلى كميات صغيرة من أيونات الكالسيوم. غالبًا ما يزيد محتوى البروتين قليلًا مع تقدم العمر بينما تنخفض مستويات الجلوكوز. وفيما يلي تفصيل لبعض المكونات الرئيسية الموجودة في CSF النموذجي للبالغين:

مكونات الرئيسية للسائل النخاعي

• البروتينات: يشكل الألبومين معظم جزيئات البروتين الموجودة في السائل الدماغي الشوكي حيث تشكل الجلوبيولين حوالي 5-6٪ والمكونات الجزيئية الأخرى المسؤولة عن الراحة
•  الإلكتروليتات / الأيونات – الصوديوم (Na +)، البوتاسيوم (K +)، الكالسيوم (Ca2 +)، المغنيسيوم (Mg2 +).
• الهرمونات والناقلات العصبية – الجلوكاجون (حوالي 25 جالون / مل)، الهرمون المطلق للكورتيكوتروبين (CRH) (~ 0.09 بيكوغرام / مل)، النوربينفرين (حوالي 4 نانوغرام / مل)
•  الجلوكوز: بين 55 – 88 مجم / ديسيلتر
•  المركبات المتنوعة: فوسفات الكرياتين (~ 1 ميكرومول / لتر) اللاكتات (~ 0.07 مليمول / لتر).
• مركبات المسالك البولية (NH3 2-3 مليمول / لتر، HCO3 15 مليمول / لتر، اليوريا 3 م مول / لتر).

ملحوظة: يجمع الأطباء عينات من السائل النخاعي لتقييم الصحة العصبية للمريض وتؤخذ هذه القياسات في الاعتبار جنبًا إلى جنب مع مؤشرات أخرى مثل عدد الخلايا ومستويات اللاكتات وما إلى ذلك. تسمح هذه المعلومات الشاملة للأطباء باتخاذ قرارات مستنيرة فيما يتعلق بالتشخيص أو العلاجات اللازمة للأمراض التي تصيب وظائف الجهاز العصبي المركزي مثل استسقاء الرأس أو متلازمة غيلان باري وغيرها الكثير.

زيادة نسبة السائل الدماغي الشوكي

قد تتراوح الأسباب من العدوى إلى إصابات الرأس والأورام والالتهابات وغير ذلك. اعتمادًا على السبب المسؤول عن زيادة مستويات السائل النخاعي. وقد يكون من الضروري إجراء اختبارات وعلاجات إضافية. قد تؤدي زيادة السائل الدماغي الشوكي أيضًا إلى حدوث بعض المضاعفات مثل فتق الدماغ أو استسقاء الرأس أو السكتة الدماغية إذا لم تتم إدارتها بشكل مناسب. لذا من الضروري مراقبة ضغط الدم والفحوصات المنتظمة لإدارة أي آثار جانبية ناتجة عن ارتفاع مستويات السائل النخاعي بالإضافة إلى تحديد أي مخاطر مرتبطة بالحالة نفسها.

تغيرات نمط الحياة بسبب زيادة السائل الدماغي

تجدر الإشارة إلى أن تغييرات نمط الحياة التي يمكن للأشخاص الذين يعانون من زيادة في السائل النخاعي (CSF) القيام بها لإدارة أعراضهم بشكل طبيعي يمكن تطبيقها مثل ممارسة الرياضة بانتظام وتناول الأطعمة الصحية الغنية بالحبوب الكاملة والخضروات والفواكه ومصادر البروتينات الخالية من الدهون. حيث تساعد التمرينات على زيادة الدورة الدموية بينما تضمن عادات الأكل الصحية الحصول على التغذية الكافية اللازمة للحفاظ على الصحة على الرغم من تشخيص زيادة مستويات السائل النخاعي. يعتبر تثقيف المريض حول حالته جزء مهم ولكنه غالبًا ما يتم تجاهله مما يؤثر على النتائج الصحية الشاملة طويلة الأجل. وهو أمر وثيق الصلة جدًا عندما يتعلق الأمر بأولئك الذين يعيشون مع ديناميكيات CSF المتغيرة بسبب الحالات المزمنة أو الصدمات التي تؤثر على الجهاز العصبي.

إلى هنا نصل إلى نهاية موضوع اليوم عن لماذا الإنسان لا يشعر بثقل الدماغ؟ حيث تم توضيح إجابة السؤال بالتفصيل. بالإضافة إلى عرض مكونات السائل النخاعي. وننوه أن اتباع نظام حياة صحي يساعد كثيرًا في تعزيز صحة الدماغ ووقايته من الأمراض المختلفة.