كيف يؤثر الإجهاد والضغط العصبي على العقل والجسم

كيف يؤثر الإجهاد والضغط العصبي على العقل والجسم. الإجهاد والضغط العصبي هو جزء لا مفر منه من الحياة. يمكن أن يكون سببها مجموعة متنوعة من المواقف مثل إجراء الاختبارات أو مواجهة وفاة أحد أفراد أسرتك أو التعامل مع مشكلات مالية. على الرغم من أنه من الطبيعي أن تشعر بالتوتر في مواقف معينة إلا أن التوتر المزمن أو الشديد يمكن أن يكون له تأثير سلبي على صحتك العقلية والجسدية. والسؤال هنا كيف يؤثر الإجهاد والضغط العصبي على العقل والجسم هذا ما سنوضحه بالتفصيل في هذا المقال.

كيف يؤثر الإجهاد والضغط العصبي على العقل والجسم

عندما تشعر بالتوتر يقوم جسدك بتنشيط استجابة معينة حيث ينتج الجسم هرمونات مثل الكورتيزول والأدرينالين لتمنحك تدفقًا للطاقة بحيث يمكنك التصرف بسرعة في هذه الحالة بالذات. هذا التفاعل الفسيولوجي مفيد في نوبات الضغط القصيرة. ومع ذلك إذا تم تنشيط هذه الاستجابة كثيرًا فقد تصبح ضارة بصحتك.

يتأثر عقلك أيضًا سلبًا بالتوتر. يمكن أن يؤثر الإجهاد على مناطق الدماغ المسؤولة عن التحكم في الحالة المزاجية واتخاذ القرار مما يؤدي إلى سوء التقدير والتهيج. يمكن أن يسبب أيضًا الإجهاد والضغط العصبي تغيرات في إفراز الناقل العصبي والتي يمكن أن تؤدي إلى الاكتئاب والقلق والأرق. الأشخاص الذين يتعرضون لضغط طويل الأمد أو مزمن هم أكثر عرضة لمشاكل الذاكرة بسبب تلف الخلايا الذي يحدث في منطقة الحصين في الدماغ (المنطقة المسؤولة عن تخزين الذكريات). أيضًا للإجهاد آثار جسدية على أجزاء كثيرة من الجسم بما في ذلك:

• يزيد الإجهاد المزمن من مستويات ضغط الدم مما يزيد الضغط على القلب. لقد وجد أن أولئك الذين يعانون من نوبات متكررة من التوتر هم أكثر عرضة للمعاناة من حالات مثل السكتة الدماغية والنوبات القلبية.
• الإجهاد يؤدي إلى إطلاق الحمض الذي يسبب عسر الهضم واضطرابات الجهاز الهضمي الأخرى.
• عندما تكون تحت ضغط مستمر تنتج أجسامنا مستويات أعلى من الكورتيزول مما يجعلنا أقل مقاومة للعدوى.
• يؤدي التعرض للتوتر لفترات طويلة إلى تقلص العضلات باستمرار مما يؤدي إلى الألم في جميع أنحاء الجسم.
• يضعف الإجهاد دفاعات بشرتك مما يجعلك عرضة لحالات مثل الأكزيما والصدفية وحب الشباب.

ملحوظة: من المهم أن نتعلم كيفية إدارة ضغوطنا بفعالية حتى لا نصبح ضحايا لآثاره النفسية والجسدية القوية على عقولنا وجسمنا. لن يؤدي تطوير آليات التأقلم مثل تمارين التنفس العميق أو التمارين المنتظمة إلى تقليل الأعراض فحسب. بل يؤدي أيضًا إلى زيادة الإنتاجية في كل من الحياة الشخصية وحياة العمل لذلك ستؤتي ثمارها بالتأكيد عند القيام بها بشكل صحيح.

ماذا يحدث للجسم عند التعرض لحالة الإجهاد والضغط العصبي

عندما يشعر الناس بالإجهاد والضغط العصبي تمر أجسامهم بسلسلة من التغيرات الجسدية والعاطفية. يؤدي الإجهاد إلى استجابة سريعة للجسد. ويطلق سلسلة من الهرمونات التي تحفزنا على العمل. تضعنا هذه العملية في حالة مثالية للاستجابة السريعة والفعالة للتهديد.

من الناحية الجسدية

جسديًا يزيد التوتر من معدل ضربات القلب وضغط الدم. في بعض الحالات يمكن أن يتسبب أيضًا في ضيق التنفس والصداع وضيق الصدر والخفقان وزيادة التعرق.

يمكن أن يؤثر الإجهاد أيضًا على عملية التمثيل الغذائي. يمكن أن تنخفض مستويات الجلوكوز في الدم فجأة بسبب إفراز الهرمونات مثل الكورتيزول والأدرينالين. بالإضافة إلى ذلك. قد يصبح الجهاز الهضمي بطيئًا أو يعاني الشخص من الغثيان أو مشاكل الجهاز الهضمي مثل الإمساك أو الإسهال بسبب إعطاء جسمك الأولوية للطاقة تجاه الاستجابة للتوتر بدلاً من الهضم.

من الناحية المعرفية

قد يؤدي الإجهاد إلى زيادة الضباب العقلي الناجم عن ضعف تدفق الدم نحو مناطق معينة في قشرة الفص الجبهي مما يؤدي إلى صعوبة التركيز أو الانتباه. كما ربطت الدراسات الإجهاد المزمن بضعف سعة الذاكرة العاملة وأوقات رد الفعل البطيئة في الاختبارات. وعندما يتعلق الأمر باتخاذ القرار في ظل الظروف العصيبة.

 فإن هذه القرارات تميل إلى أن تكون رجعية أكثر منها قرارات مدروسة بعناية تعرف باسم “التحيز التأكيدي” حيث تبحث فقط عن ما يؤكد ما تؤمن به بالفعل. على الأرجح بسبب التفكير غير العقلاني الناجم عن طريق مستويات الكورتيزول خلال الأحداث المجهدة بشدة.

أعراض الإجهاد والتوتر

من المهم التعرف على العلامات والأعراض حتى يمكن تحديد العلاجات والحلول من أجل تخفيفها. فهناك أعراض جسدية وعقلية للإجهاد والضغط العصبي والتوتر ومنها ما يلي:

• جسديًا يمكن أن تشمل بعض علامات الإجهاد أوجاعًا عامة وآلامًا أو صداعًا أو ألمًا أو ضيقًا في الصدر أو غثيانًا أو فقدان الشهية أو الإفراط في الأكل. بالإضافة إلى الأرق أو النوم الزائد  وتسارع ضربات القلب.
• ·       قد تشمل المؤشرات العقلية ضباب الدماغ. صعوبة في التركيز ذاكرة ضعيفة والأفكار المتسارعة أو عدم القدرة على إكمال فكرة واحدة. التفكير السلبي أو اجترار أخطاء الماضي.
• نفسيًا الشعور بالإرهاق أو التشتت في كثير من الأحيان أمر شائع وكذلك القلق المستمر بشأن المهام أو الأحداث المحتملة. قد يكون التهيج موجودًا دون معرفة السبب. يمكن أيضًا الشعور بالحزن الذي ليس له سبب واضح من وقت لآخر بسبب المستويات العالية من التوتر التي تتعرض لها داخليًا.

علاج الإجهاد والضغط العصبي

الإجهاد والتوتر العصبي من الأسباب الشائعة للضيق النفسي ولكن من الممكن تعلم استراتيجيات للحد من هذه المشاكل والتعامل معها. حيث يعد الشعور بالإجهاد والضغط العصبي وسط الضغوط الخارجية والداخلية جزءًا طبيعيًا من الحياة ومع ذلك عندما يصعب التعامل مع التوتر والقلق يمكن أن يكون من المفيد للغاية القيام بعدة استراتيجيات للوصول إلى صحة نفسية إيجابية.

استخدام تقنيات معينة للتعرف على الإجهاد والضغط العصبي

تتمثل الخطوة الأولى في التعرف على كيفية تأثير الإجهاد والضغط العصبي على الصحة العقلية في تعلم تقنيات أساسية يمكن استخدامها خلال لحظات الإجهاد أو المواقف المجهدة للغاية. تتضمن هذه التقنيات التركيز على اللحظة الحالية وأخذ أنفاس عميقة مع تحديد 3 أشياء يمكنك رؤيتها و 3 أشياء يمكنك الشعور بها و 3 أشياء يمكنك سماعها – بدلاً من السماح للمخاوف بشأن الأحداث المستقبلية أو الماضية بالتأثير على التركيز.

توفير مساحة لنفسك للتعامل مع المواقف المختلفة

 من الطبيعي أن تتراكم المشاكل في العلاقات ولكن يجب أن يكون هناك مساحة للرعاية الذاتية حتى لا يتم إهمال الاحتياجات. إن استخدام أدوات الذكاء العاطفي مثل فهم سبب المبالغة في رد الفعل. والاستجابة دون إصدار أحكام. والاستماع دون مقاطعة والتعامل مع الصراع بشكل بناء. سيساعد في إنشاء علاقات صحية مع المصداقية والثقة في جوهرها.

ممارسة الأنشطة البدنية

أخيرًا يؤدي ممارسة نشاط بدني مثل اليوجا أو الجري إلى إفراز الأندورفين الذي يقلل من مستويات الكورتيزول مع توفير منفذ لإطلاق الأفكار والعواطف قبل أن تتطور إلى مستويات هائلة من القلق. بالإضافة إلى ذلك يمكن أن تساعد أنشطة التهدئة البسيطة مثل كتب التلوين أو اليوميات في تقليل مستويات التوتر عند ممارستها بشكل منتظم.

في ختام موضوعنا عن كيف يؤثر الإجهاد والضغط العصبي على العقل والجسم نجد أنه من خلال امتلاك رؤية واضحة عن تأثير الإجهاد على أجسادنا وعقولنا يمكننا أن ننمي تغييرًا متفائلًا دائمًا يجعل الحياة أسهل على الرغم من الصعوبات التي تواجهها. تساعد الممارسات الواعية مثل تمارين التأمل والتنفس جنبًا إلى جنب مع استراتيجيات التواصل المبنية على الاحترام على إعادة تدريب المواد الكيميائية العصبية التي تثير التوتر عند اعتمادها بانتظام.