صعوبات حفظ القرآن وكيفية التغلب عليها

صعوبات حفظ القرآن وكيفية التغلب عليها يواجه الكثير من الأشخاص صعوبات في حفظ القرآن الكريم. حيث تؤثر تلك الصعوبات على مستوى الحفظ والتقدم فيه. لذا سوف نتعرف في هذا المقال على تلك الصعوبات وكيفية التغلب عليها. بالإضافة إلى غيرها من المعلومات الهامة.

صعوبات حفظ القرآن وكيفية التغلب عليها

يؤكد الدكتور علي الربيعي على أن رحلة حفظ القرآن الكريم من أهم وأشرف الرحلات التي يمكن للإنسان أن يبذله عمره فيها ولكن يعتري هذا الطريق الكثير من الصعوبات التي تؤثر على الحفظ والتقدم فيه. وإليك أهم صعوبات حفظ القرآن:

مشكلة النسيان

يمكن أن يتعرض الإنسان إلى نسيان ما قام بحفظه من القرآن الكريم وقد ثبت عن النبي -صل الله عليه وسلم- أنه قال: (إنّما مثل صاحب القرآن كمثل صاحب الإبل المعقلة، إن عاهد عليها أمسكها وإن أطلقها ذهبت).

ففي ذلك الحديث الشريف شبه حامل القرآن الكريم بصاحب الناقة. وشبه القرآن العظيم بالناقة. وشبه الحفظ بالربط. وقال ابن حجر: “وخصّ البعير بالذكر. لأنّها أشد الحيوان نفوراً”. لذلك يجب أن ينظم الحافظ وقت للمراجعة مما يساعده على تمكين الحفظ. وأن يكرر تلاوة الآيات التي حفظها كثيرًا ويداوم على مراجعتها باستمرار.

مشكلة عدم تنظيم الوقت

وهي من المشاكل التي تؤدي إلى عدم القدرة على تحصيل حفظ القرآن بسبب عدم تنظيم الوقت. وهي تعد من أشهر صعوبات حفظ القرآن. والسبب فيها عدم القدرة على تنظيم ساعات اليوم بطريقة ملائمة وصحيحة من أجل تحديد وقتٍ مناسب لكل عمل مطلوب إنجازه في اليوم والليلة. نستفيد من الدين الاسلامي الحنيف في تحديد وقت خاص بكل صلاة. بالإضافة إلى تحديد وقت للصيام.

ويمكن التغلب على مشكلة عدم تنظيم الوقت من خلال عدة أمور. يجب اختيار الوقت الملائم للحفظ والاستذكار. بالإضافة إلى تحديد أوقات أخرى للحفظ وأوقات أخرى للاستذكار. والاستمرار في الحفظ وعدم الانقطاع. إلى جانب تحقيق التوازن وعدم إجهاد النفس بدون استراحة حتى يتمكن الحافظ من الاستمرار في الحفظ.

مشكلة الفتور

تعد من أبرز صعوبات حفظ القرآن وهي من الأسباب الصارفة عن حفظ ومراجعة القرآن الكريم التي تتعرض لها النفس البشرية. ويعني الفتور الملل وضعف الهمة من اتمام ما بدأ فيه. وذلك يعد من تقلبات النفس البشرية. ويمكن التغلب على تلك المشكلة من خلال أخلاص النية لوجه الله سبحانه وتعالى في الحفظ. مع الاستمرار في الدعاء والتبتّل لله عز وجل من أجل العون على المراجعة والحفظ. مع الصبر والمصابرة لأن الأمر في بدايته يبدو شاقًا. ولكنه يسهل. مع تحديد كم مناسب من الحفظ بما تطيقه النفس وعدم تكليف النفس فوق طاقتها.

مشكلة الخطأ في التلاوة

هي واحدة من صعوبات حفظ القرآن وتعني الرداءة. وهي عكس التجويد ومعناه الإتيان بالقراءة مجودة وسليمة الألفاظ. وهو يكون على عدة أقسام. وقد وضع العلماء لكل قسم منه علم يختص به ويصحح الخطأ الذي يقع فيع الحافظ ومنها. الخطأ في إتقان وضبط الحروف ويختص علم التجويد بمعالجته. أوفي الكلمة ويختص علم الصرف بمعالجته. أو في ضبط الكلام ويختص به علم الوقف والابتداء. ويمكن التغلب على تلك المشكلة من خلال التعلم من شيخ أو معلم متقن لتلاوة القرآن الكريم من أجل تعلم التجويد. بالإضافة إلى ضبط التلاوة لأنها من الأسباب الأساسية لفهم القرآن الكريم وتدبره. ويساعد فهم الآيات على الخشوع ويعتبر حكم التلاوة بالتجويد واجبًا عند البعض من أهل العلم.

مشكلة عدم التدبر والفهم

وتعد من صعوبات حفظ القرآن لأن التدبر يعني فهم الآيات مع حضور القلب وذلك يساعد على تسهيل حفظ الآيات. وللتغلب على مشكلة عدم التدبر والفهم. يجب أن يحرص القارئ على فهم ما يتلوه من الآيات القرآنية واستحضار أن الله عز وجل هو من يخاطبه. حيث ينفعل ويشعر بالآيات. حيث يفرح عند قراءة آيات الفرح والجنة ويبكي عند قراءة آيات العذاب.

علاج ضعف الهمة في حفظ القرآن كما وضح الدكتور علي الربيعي

تتخلل فترات العبادة حالة من ضعف الهمة وهو أمر لا بد منه. وذلك يمكن التخلص منه ومحاولة العودة بسرعة ولا تجعل نفسك تغلبك.

وقال علي رضي الله عنه: “إن النفس لها إقبال وإدبار فإذا أقبلت فخذها بالعزيمة والعبادة، وإذا أدبرت فأقصرها على الفرائض والواجبات”. اهـ

ولذا ينصح بالتوسط عند إقبال النفس أو إدبارها. مع تجنب حالة الإفراط أو التفريط. مع الحرص على علو الهمة والاستمرار في الحفظ بالإضافة إلى الصبر على التعلم. ومن أبرز ما يعينك على الاستمرار في الحفظ والفهم والاستزادة من العلم هو مجالسة الصالحين. بالإضافة إلى صحبة المجتهدين الذين رزقهم الله عز وجل علو الهمة والحماس في طلب العلم. لأن صحبتهم نافعة. لأن الصاحب ساحب. وكذلك الطباع سراقة.

بالإضافة إلى قراءة سير الأئمة والعلماء المتقدمين ممن علت همتهم والذين استخدمهم الله عز وجل في حفظ دينه. وفي تبليغ شريعته. حيث كانت أقدامهم في الثرى وارتفعت هممهم في الثريا. ومن أشهر الكتب التي اختصت بالحديث عن أخبارهم كتاب “نزهة الفضلاء في اختصار سير أعلام النبلاء للدكتور محمد حسن عقيل”.

دعاء ما قبل حفظ القران كما وضح الدكتور علي الربيعي

يرغب الكثير منا في حفظ القرآن الكريم لذا قبل الشروع في الحفظ عليك بالدعاء وقل: اللهم حفظني كتابك. اللهم حفظني سنة نبيك -عليه الصلاة والسلام- اللهم أعني على حفظ كتابك. اللهم يسر لي حفظ كتابك.

دعاء تيسير حفظ القرآن كما وضح الدكتور علي الربيعي

للمسلم فترات إقبال وفترات ادبار في الحفظ. حيث يشعر خلالها بالفتور لذا عليك بالدعاء للعودة مرة أخرى وإليك بعض الأدعية لتيسير حفظ القرآن الكريم:

• اللهمّ إنّي أسألك أن تُيسّر لي حفظ القرآن الكريم. وأن تُسهّل عليه استيعاب آيات الكتاب العظيم. وأن تجعلني من الحفظة المجتهدين.
• اللهمّ إنّي أسألك أن تستعملني ولا تستبدلني. وأن تتوب عليّ وتغفر لي. وأن تُكرمني بحفظ كتابك العزيز. وأن تُيسّر لي ذلك وتعينني عليه يا إلهي ويا مولاي.
• اللهمّ إنّ أمنيتي في ختم القرآن الكريم حفظًا وفهمًا تزداد في قلبي يومًا بعد يوم. وأسألك يا ربّي أن تُيسّر لي حفظه وأن تمنحني الصبر على المراجعة وقوّة الحافظة وسرعة البديهة.
• اللهمّ سهّل عليّ حفظ القرآن وفهمه. وأعني على تعلم تجويد القرآن. واجعلني من العاملين به. واجعله حجّةً لي يوم القيامة.

أدعية تثبيت حفظ القرآن كما وضح الدكتور علي الربيعي

يسعى الكثير من حفظة القرآن الكريم إلى تثبيت الحفظ. وفيما يلي  بعض الأدعية التي تساعد على تثبيت الحفظ:

• اللهمّ إنّي أسألك أن تُثبّت القرآن الكريم بآياته وكلماته وحروفه في قلبي وفي فكري. وأن تُبعد عنّي نسيانه وعدم التمكّن من استحضاره.
• اللهمّ اهدني وأصلحني وثبّت القرآن الكريم في قلبي وعقلي واصرف عنّي وساوس الشيطان. وفتن الإنس والجان. اللهمّ إنّي أسألك أن تزيدني إتقاناً لتلاوة كتابك العزيز. وأسألك أن تُكرمني بتثبيت حفظه. فلا أنسى منه شيئاً. وارزقني يا مولاي حسن تدبّر القرآن آناء الليل وأطراف النهار.

إلى هنا نصل إلى نهاية موضوع اليوم عن صعوبات حفظ القرآن وكيفية التغلب عليها حيث تم التعرف على أبرز الصعوبات التي تواجه حافظ القرآن وكيفية التغلب عليها. كما تطرق المقال إلى عرض أدعية تيسير وتثبيت حفظ القرآن الكريم.