كمية الكافيين المسموح بها يوميًا وتأثيره على الدماغ

يتساءل الكثير من الأشخاص عن كمية الكافيين المسموح بها يوميًا وتأثيره على الدماغ لأن الكافيين من المواد المنبهة للدماغ. ويوجد في الشاي والقهوة اللذان يتم احتساؤهما دائمًا لتنشيط الدماغ. ولكن ما هي الكمية المسموح بها؟ وما هو تأثيره على الدماغ هذا ما سنتعرف عليه في هذا المقال.

كمية الكافيين المسموح بها يوميًا وتأثيره على الدماغ

الكافيين هو أحد أكثر أنواع المنبهات استخدامًا في العالم، ويوجد في كل شيء من القهوة والشاي ومشروبات الطاقة والأدوية. ولكن ما هي كمية الكافيين المسموح بها ؟ بالنسبة للبالغين الأصحاء يمكن الحصول على الكافيين بنسبة 400 مللي جرام. قد يؤدي تجاوز هذا المقدار إلى آثار جانبية غير جيدة مثل الأرق والعصبية واضطراب المعدة وسرعة ضربات القلب أو التهيج. قد تكون هذه التأثيرات أكبر اعتمادًا على حساسية الفرد للكافيين.

في الجرعات المعتدلة يمكن للكافيين أن يحسن اليقظة والتركيز ومدة الانتباه. بمجرد تناول الكافيين يمكن أن يرفع ضغط الدم ومعدل ضربات القلب ويزيد من الطاقة. وهناك أيضًا آثار أخرى لاستخدام الكافيين مثل تحسين المزاج والتركيز.

وفي الوقت نفسه يمكن أن يؤدي الإفراط في تناول الكافيين في الواقع إلى ارتفاع مستويات التوتر مما يؤدي إلى استجابات مليئة بالقلق. كما أن التمارين الشاقة المصحوبة بجرعات عالية من الكافيين يمكن أن تؤدي إلى الجفاف. لذلك من الأفضل عدم الإفراط في تناول المشروبات التي تحتوي على الكافيين. والالتزام بكمية الكافيين المسموح بها لأنه يمكن أن يؤدي إلى الشعور بالقلق لدى أولئك الذين يعانون من حالات صحية مثل الألم العضلي الليفي أو متلازمة التعب المزمن بسبب الحساسية المتزايدة عند تناول المنشطات مثل الكافيين. بالإضافة إلى ذلك غالبًا ما يساهم في اضطرابات النوم حيث يصبح عقلك أكثر يقظة عندما يكون تحت تأثيره في وقت لاحق من اليوم قبل النوم مباشرة. مما يجعل من الصعب الاسترخاء والنوم بشكل طبيعي.

لذا في حين أن القهوة والمشروبات الأخرى المحتوية على الكافيين جيدة في حال تم تناولها باعتدال ولكن حاول استبدال القهوة بشاي الأعشاب دون أي محتوى إضافي من الكافيين مثل البابونج أو النعناع بدلًا من الكافيين وكلاهما يساعد على الاسترخاء والحصول على نوم ليلي أفضل إذا تم تناوله قبل النوم مباشرة.

هل الكافيين ينشط الدماغ

بعد التعرف على كمية الكافيين المسموح بها سوف نلقي الضوء على سؤال هل الكافيين ينشط الدماغ؟ ولكن يجب أن ننوه أن العلاقة بين الكافيين والدماغ معقدة وكانت لفترة طويلة مصدر نقاش. على الرغم من كونه أحد أكثر المنبهات استهلاكًا في العالم، إلا أن الآلية الدقيقة التي يؤثر بها الكافيين على الدماغ لا تزال غير معروفة إلى حد كبير. على الرغم من إجراء العديد من الدراسات حول هذا الموضوع. لا يزال هناك الكثير لنعرفه حول كيفية تأثير الكافيين بالضبط على مناطق مختلفة من الدماغ.

كما تشير معظم الأبحاث إلى أنه عندما يتم تناول الكافيين بجرعات معتدلة (100-200 ملجم) فإنه يتسبب في زيادة اليقظة والانتباه بسبب آثاره التحفيزية على الجهاز العصبي المركزي. ويتضمن ذلك تحفيز أنظمة التنظيم العصبي مثل الدوبامين والنورادرينالين التي تساعد على تنظيم الوظيفة الإدراكية والمزاج والتحفيز. ومع ذلك في الجرعات العالية (400-500 مجم) قد يكون لها آثار جانبية سلبية مثل زيادة القلق وضعف التركيز.

وتشير النتائج المستخلصة من دراسات متعددة إلى أن الكافيين لا يوفر بالضرورة أي فوائد معرفية تدوم طويلًا للمستخدمين بخلاف زيادة التركيز واليقظة مؤقتًا أثناء المهام التي تتطلب مجهودًا ذهنيًا أو تركيزًا. كما هو الحال مع جميع المواد ذات نفس التأثير. وتختلف استجابات الأفراد للكافيين اختلافًا كبيرًا بسبب الاختلافات في مستويات التمثيل الغذائي والحساسية. لذلك من المهم توخي الحذر عند استخدامه إذا كنت تعاني من الحساسية أو لا تتحمل الجرعات الكبيرة منه.

بشكل عام بينما لا يزال هناك الكثير لمعرفته حول كيفية تأثير الكافيين على أدمغتنا على وجه التحديد على المستوى الكيميائي العصبي. تشير الأبحاث إلى أن الجرعات المعتدلة يمكن أن تنتج بالفعل تأثيرات مفيدة على عمليات الانتباه والتي يمكن أن تساعد في تحسين التركيز أو شحذ مهارات التفكير في ظل ظروف أو مهام معينة لذلك يجب الالتزام بكمية الكافيين المسموح بها وعدم الإفراط في تناول المشروبات التي تحتوي على الكافيين.

تأثير الكافيين على الجهاز العصبي

الكافيين مادة منبهة يوجد بشكل طبيعي في نباتات القهوة والشاي والكاكاو. تم استهلاكه من قبل البشر لعدة قرون وأصبح يستخدم على نطاق واسع لقدرته على زيادة الانتباه واليقظة.

• وفي السنوات الأخيرة كشفت الأبحاث أن الكافيين يمكن أن يكون له تأثير عميق على الجهاز العصبي سواءً في زيادة الإثارة بشكل مباشر أو بشكل غير مباشر من خلال التأثير على الأنظمة الفسيولوجية الأخرى.
• كما يرتبط الكافيين بمستقبلات الأدينوزين في الخلايا العصبية التي تنشط الجهاز العصبي المركزي. وبالتالي فإنه يمنع المواد المعروفة باسم الناقلات العصبية من تنشيط هذه المستقبلات التي عادة ما تجعلنا نشعر بالتعب أو النعاس. يؤدي هذا بشكل فعال إلى إيقاف استجابة الجسم الطبيعية للنوم المريح.
• على هذا النحو يحفز الكافيين اليقظة العقلية عن طريق تحسين التركيز بالإضافة إلى تقليل التعب.

أهم الدراسات حول كمية الكافيين المسموح بها

تشير الدراسات إلى أن زيادة كميات الكافيين قد تؤدي إلى تحسين الحالة المزاجية بالإضافة إلى تحسين الأداء الإدراكي. على سبيل المثال. تشير دراسة أجريت عام 2012 إلى أن الجرعات المعتدلة من الكافيين تعمل على تحسين استرجاع الذاكرة والإبداع أثناء المهام التي تنطوي على حل المشكلات والتفكير المعقد.

 مع الحد الأدنى من الآثار الجانبية التي تم الإبلاغ عنها من قبل المشاركين الذين لديهم مستويات أعلى من استهلاك الكافيين. وتدعم الدراسة أيضًا فكرة أن الأفراد لا يطورون تحملًا لتأثيرات الكافيين بمرور الوقت حيث لم يكن هناك فرق بين المستخدمين المعتادين وغير المعتادين عندما يتعلق الأمر بالتركيز أو درجات اليقظة قبل أو بعد استهلاكهم لجرعات معتدلة من الكافيين.

علاوة على ذلك يبدو أن الكافيين ينشط عصبونات الدوبامين وهو ناقل عصبي آخر في الدماغ يؤثر على المتعة مما يفسر سبب استمتاع الكثير من الناس بشرب القهوة أو تناول المشروبات التي تحتوي على الكافيين بشكل يومي.

على الرغم من الآثار الإيجابية التي تم الإبلاغ عنها في بعض الدراسات فمن المهم ملاحظة أن الإفراط في تناول المشروبات التي تحتوي على الكافيين بانتظام (أكثر من 600 مجم / يوم) وعدم الالتزام بكمية الكافيين المسموح بها قد يرتبط بآثار جانبية غير مرغوب فيها بما في ذلك التهيج والأرق والصداع أو صعوبة التركيز حيث يصبح جسمك معتادًا على مستويات أعلى من الكافيين وهي ظاهرة تسمى أحيانًا الحساسية.

وبذلك نكون وصلنا إلى ختام مقال اليوم عن كمية الكافيين المسموح بها يوميًا وتأثيره على الدماغ حيث تم توضيح تأثير المشروبات التي تحتوي على الكافيين على الجهاز العصبي. وأهم الدراسات حول الكافيين. وننصح بالاعتدال عند تناول المشروبات التي تحتوي على الكافيين حتى لا تفرط في آليات الاستجابة الطبيعية لجسمك ويتأثر توازنك الصحي الطبيعي. كما يمكنك استبداله بشاي الأعشاب الطبيعية المفيدة والمهدئة.