علاج المرض النفسي بدون طبيب

يبحث الكثير عن طريقة علاج المرض النفسي بدون طبيب وذلك لعدم وجود ثقافة العلاج النفسي في مجتمعاتنا العربية. حيث يعتبرون العلاج النفسي أمر مخزي لا يمكن القيام به. والنتيجة أن المريض يظل في معاناة من المرض طوال حياته. لذا سوف نتعرف في هذا المقال على طرق علاج المرض النفسي والعلاجات المنزلية التي يمكن استخدامها للتخفيف من حدة الأعراض.  

علاج المرض النفسي بدون طبيب

في الواقع لا يمكن أبدًا علاج المرض النفسي بدون طبيب متخصص في العلاج النفسي. وذلك لأن المرض النفسي لا يعتبر مرضًا بسيطًا يمكن للإنسان تجنب أعراضه. حيث لا يقتصر الأمر أيضًا على أعراضه التي تؤثر على سلوكيات وتصرفات المريض فقط. بل تمتد أثاره السلبية على العلاقة بالأسرة والمجتمع. كما أن هناك اختلاف في العلاج النفسي من مريض إلى آخر وفقًا لنوع الاضطراب المصاب به ومدى حدته. لذا يتطلب الأمر حصول المريض على التشخيص الطبي الملائم للحالة وبعد ذلك يبدأ في تلقي العلاج.

طرق علاج المرض النفسي

هناك الكثير من الطرق التي يمكن اتباعها لعلاج المرض النفسي والتي تشمل:

الأدوية

تساعد الأدوية على تحسين الأعراض المصاحبة للاضطرابات النفسية ولكن لا تؤدي إلى التخلص منها بشكل كامل. وتعتمد الأدوية الموصوفة على نوعية الاضطراب. وتتضمن تلك الأدوية:

• الأدوية المضادة للاكتئاب: تساعد هذه الأدوية في علاج عدد من الأمراض النفسية، مثل: القلق، والاكتئاب، والحزن، بالإضافة إلى فقدان الأمل. وأيضًا سوء التركيز. وحالة فقدان الطاقة.
• الأدوية المضادة للقلق: وتنقسم هذه الأدوية إلى قسمين، ويعمل كلاهما على علاج حالات اضطرابات القلق. مثل اضطراب الهلع والقلق العام، ويعمل الأول مثل مضادات الاكتئاب ويتم تناوله لفترة طويلة.  والنوع الآخر يكون سريع المفعول إلا أنه يمكن أن يسبب الإدمان.
• الأدوية المحسنة للمزاج: تساعد تلك الأدوية في علاج بعض الاضطرابات المرتبطة بالمزاج، ومنها اضرابات ثنائي القطب، وأيضًا يمكن استخدامها مع مضادات الاكتئاب علاج الاكتئاب.
• الأدوية المضادة للذهان: تستخدم تلك الأدوية في علاج حالات اضطرابات الذهان، مثل اضطراب انفصام الشخصية.

العلاج النفسي

يقرر الطبيب النفسي نوع العلاج النفسي الملائم للحالة بعد أن يتحدث مع المريض، وتتضمن أنواع العلاج النفسي ما يلي:

• العلاج النفسي الديناميكي ويعتمد ذلك العلاج على افتراض أن هناك مشكلات ترتبط بالمشاعر والتي ليس لها أي حل وتكون نابعة من الطفولة. ويهدف ذلك العلاج إلى حلها عبر الحديث عن التجارب والمواقف التي مر بها المريض. ويستمر ذلك النوع من العلاج لعدة أشهر ويمكن أن يمتد إلى عدة أعوام.
• العلاج النفسي الشخصي يهدف ذلك العلاج إلى تحسين علاقة المريض مع الأشخاص المحيطين به من الأصدقاء والعائلة. وزيادة ثقة المريض بنفسه خلال مدة تتراوح ما بين 3-4 أشهر.

ملحوظة: يمكن استخدام العلاج النفسي الشخصي مع العلاج الديناميكي في علاج مرض الاكتئاب الناتج عن عدة أسباب. ومنها: الحزن أو فقد عزيز أو صراع العلاقات أو تغيرات في الوضع الاجتماعي كالزواج أو الأمومة.

العلاج السلوكي المعرفي

يعتمد العلاج السلوكي المعرفي على تحديد ماهية الصح والخطأ عند المريض. مع محاولة تغيير تصورات الشخص حول نفسه والأشخاص الآخرين. كما يعتبر ذلك العلاج جيد للأفراد غير القادرين أو للأشخاص الرافضين أخذ أدوية علاج الاكتئاب.

علاجات تحفيز الدماغ

يلجأ الطبيب إلى علاجات تحفيز الدماغ بعد أن تفشل طريقة العلاج بالأدوية أو العلاج النفسي، كما يهدف ذلك النوع إلى علاج مختلف الاضطرابات النفسية، مثل مرض الاكتئاب، ويتمثل: بالصدمات الكهربائية أو بتحفيز الأعصاب في الدماغ.

العلاج في مستشفيات الاضطرابات النفسية

تستدعي بعض حالات الاضطراب النفسي تلقي المريض العناية المشددة بأحد المستشفيات المتخصصة في الاضطرابات النفسية. وذلك نظرًا لفقدان السيطرة على حالة الاضطراب في المنزل أو الخوف من محاولة إيذاء المريض لنفسه أو للآخرين.

أسلوب الحياة والعلاجات المنزلية للاضطرابات النفسية

بعد التعرف على طرق العلاجات الطبيبة للاضطرابات النفسية سوف نتحدث عن العلاجات المنزلية التي يمكن أن تساهم في علاج الاضطراب النفسي وتشمل:

• التزام المريض بخطة العلاج.
• تجنب تعاطي المخدرات وشرب الكحول.
• ممارسة الأنشطة الرياضية.
• اتباع نمط حياة صحي. مثل: تناول الطعام الصحي والنوم الكافي.
• عدم اتخاذ القرارات في المواقف المهمة خلال وجود الأعراض. ففي هذا الوقت لا يمكن للمريض التفكير بشكل سليم.
• تحديد الأولويات بالإضافة إلى تنظيم الوقت.

طريقة التعايش مع الاضطرابات النفسية

يعتبر التعايش مع المرض النفسي جزء هام من علاج تلك الإضرابات النفسية، لذلك ينبغي استشارة الطبيب المختص لتحديد أساليب واستراتيجيات للتعايش، والتي يمكن أن تشمل:

• معرفة معلومات كافية حول الاضطراب، وذلك عن طريق قراءة الكتب أو من خلال تصفح المواقع التي يحددها الطبيب، كما يجب أن تتعرف العائلة أيضًا على تلك المعلومات لمعرفة ما الذي يمكن أن يمر فيه المريض.
• الاجتماع مع مجموعات تعاني من الاضطراب النفسي ذاته.
• البقاء على اتصال مع العائلة والأصدقاء قدر المستطاع.

كيف يتعامل الطبيب النفسي مع المريض

تتضمن استراتيجيات تعامل الطبيب مع المريض تهيئته لتلقي العلاج. ويتم ذلك خلال تشخيص المريض. بالإضافة إلى كيفية معاملة الطبيب للمريض. وغالبًا يتبع الأطباء عدد من الخطوات من أجل إقناع المريض بتلقي العلاج النفسي:

• تقييم الحالة الصحية والعقلية للمريض.
• كذلك إنشاء علاقة تواصل جيدة بالمريض.
• تكوين مواقف مشتركة مع الشخص لكسب الثقة.
• أيضا استخدام اللغة المناسبة والتي تظهر للمريض مدى اهتمام الطبيب.
• يطلب الطبيب الاستشارة من أحد أخصائي الصحة النفسية غيره وذلك للحصول على التشخيص الدقيق لحالة المريض.
• إقناع المريض الذي يرفض تلقي العلاج بأهمية العلاج ودوره في تحسين حالته.

كل تلك الطرق تساعد الطبيب على منح المريض النفسي الثقة بالإضافة إلى الشعور بالطمأنينة. لذا نقول إنه أنه لا يمكن علاج المرض النفسي بدون طبيب.

ما هي علامات الشفاء من المرض النفسي

بالتأكيد يمنحك الشفاء من المرض النفسي الشعور بالإنجاز وحالة جيدة. لذلك لو كنت أحد الأشخاص الناجين من الاضطرابات النفسية وتريد معرفة إذا كنت في اتجاه إيجابي. عليك معرفة بعض العلامات التي تدل على ذلك:

• قلة نوبات الغضب من أبرز علامات الشفاء من المرض النفسي أنك تكون أكثر عقلانية. بالإضافة إلى القدرة على وضع كافة الأمور في نصابها، وذلك عكس المريض النفسي الذي يعاني من تقلبات مزاجية والتي تجعله يتصرف بغضب وشراسة.
• الاهتمام بالأنشطة فبمجرد تحسن الصحة النفسية. سوف تجد تطورًا في اهتماماتك تجاه بعض الأنشطة. والعودة مرة أخرى إلى هواياتك ومواهبك، سوف تبحث أيضًا عن القيام برحلة مع عائلتك أو أصدقائك.
• زيادة مستوى التفاعل الاجتماعي يعتبر من أبرز علامات الشفاء من الاضطرابات النفسية حيث يشعر الإنسان بالراحة. بالإضافة إلى العودة إلى العيش مع الآخرين. والتواصل  معهم. أي ستشعر بأنك بحاجة إلى مزيد من المشاركات واللقاءات الاجتماعية والاحتفالات.
• اهتمام المريض بالنظافة الشخصية حيث يمنع المرض النفسي الشخص من الحفاظ على نظافته الشخصية. وبالخصوص مرض الاكتئاب. ولكن عندما تدرك قيمتك الذاتية بالمجتمع. ستبدأ مرة أخرى في الاعتناء بنظافتك ونفسك ومظهرك الشخصي.

وبذلك نكون وصلنا إلى نهاية حديثنا عن علاج المرض النفسي بدون طبيب حيث لا يمكن ذلك. فقط تساهم بعض العلاجات في التخفيف من الأعراض المصاحبة. ولكن يجب عدم التردد في اللجوء إلى طبيب للصحة النفسية.