اضطراب نفسي يهدد بنية الدماغ دعوة للاستيقاظ

في السنوات الأخيرة ركزت الكثير من الأبحاث حول تأثير الاضطرابات النفسية على الإدراك وبنية الدماغ. وهناك اضطراب أقل شهرة يمكن أن يؤثر على بنية الدماغ. بالإضافة إلى اضطراب نفسي يهدد بنية الدماغ دعوة للاستيقاظ. لذا سوف نلقي عليه الضوء في هذا المقال بالإضافة إلى أهم الدراسات حول هذا الموضوع.

اضطراب نفسي يهدد بنية الدماغ دعوة للاستيقاظ

يعد اضطراب فقدان الشهية العصبي اضطراب نفسي يهدد بنية الدماغ وهو اضطراب في الأكل يتسم برفض الطعام للحفاظ على وزن صحي والخوف من زيادة الوزن. وله تأثير كبير على بنية الدماغ. حيث أشارت الدراسات الحديثة إلى وجود دليل على حدوث تغيرات في حجم الدماغ عندما يكون لدى شخص ما هذه الحالة.

كثيرًا ما يعاني الأفراد المصابون بفقدان الشهية العصبي من مشاكل في الوظائف الإدراكية مثل صعوبة التركيز والأداء التنفيذي. خلصت الأبحاث التي أجريت إلى أن هذا قد يكون بسبب انخفاض حجم المادة الرمادية أو ضعف نشاط الشبكة العصبية داخل أجزاء معينة من الدماغ المسؤولة عن هذه الوظائف.

تم العثور على المناطق الأكثر تضررًا لتكون مناطق مرتبطة بمناطق العاطفة مثل اللوزة الحصين وقشرة الفص الجبهي. على الرغم من وجود العديد من الهياكل الأخرى عبر دراسات مختلفة.

سلطت بعض الدراسات الضوء على وجود علاقة بين انخفاض حجم المادة البيضاء والإصابة بفقدان الشهية العصبي. بسبب تلف أو غياب أغلفة المايلين على طول الألياف العصبية مما يؤدي إلى انخفاض الاتصال بين مناطق مختلفة من الدماغ. تشير التغييرات الهيكلية في التسلسل الهرمي العصبي إلى أنه يمكن أن تحدث إعاقات أكثر حدة حتى لدى الأفراد الذين لم يتم تشخيصهم بعد بفقدان الشهية السريري. وتشير هذه النتائج إلى أن التغييرات في الجهاز العصبي ربما تكون أحد العوامل التي تهيئ الأفراد للإصابة بفقدان الشهية العصبي السريري.

يمكن أن تؤدي آثار سوء التغذية الناجم عن سوء التغذية أيضًا إلى تفاقم هذه العيوب الهيكلية ولا سيما التأثير على المناطق المسؤولة عن التحكم في المزاج والتفكير. مثل الحصين وقشرة الفص الجبهي التي تؤثر بشكل كبير على مستويات أدائها.

من الواضح أن البحث في استكشاف كيفية تأثير فقدان الشهية العصبي على العمليات الإدراكية والعاطفية يمكن أن يعزز فهمنا لسبب إصابة بعض الأفراد باضطراب يقودنا إلى الاقتراب من إيجاد استراتيجيات تدخل علاجي فعالة تركز على تحسين الأداء العام لدى المصابين باضطراب نفسي يهدد بنية الدماغ.

اضطراب أقل شهرة يوثر على بنية الدماغ

تلف الدماغ البنيوي (SBD) هو حالة خطيرة يحدث فيها تلف للدماغ نتيجة لصدمة أو مرض. يمكن أن يحدث هذا النوع من الضرر بسبب السكتة الدماغية أو إصابات الدماغ الرضحية (TBI) أو تمدد الأوعية الدموية أو استسقاء الرأس أو الورم أو التهاب الدماغ أو التهاب السحايا. غالبًا ما يؤدي اضطراب القلق الاجتماعي إلى إعاقات شديدة ويمكن أن تؤثر بشدة على الذاكرة وقدرات التفكير والكلام والحركة الجسدية.

الشكل الأكثر شيوعًا لـ SBD هو الضمور القشري أو انخفاض عدد الخلايا العصبية في مناطق القشرة الدماغية. غالبًا ما ينتج عن هذا النوع من الضرر إعاقات معرفية مثل النسيان وصعوبة التركيز أو استيعاب المفاهيم. بالإضافة إلى المشكلات المتعلقة بالإدراك والمهارات الحركية. قد يعاني الأفراد المصابون بالضمور القشري من تقلبات مزاجية شديدة أو صعوبة في التواصل العاطفي مع الآخرين.

في بعض الحالات يمكن أن يؤدي SBD إلى تغييرات فسيولوجية دائمة في تنظيم الشبكات العصبية للدماغ. قد تشمل هذه الآثار تغييرات كبيرة في مستويات الذكاء وكذلك صعوبات في الحفاظ على التوازن والتنسيق. بالإضافة إلى ذلك ليس من غير المألوف أن يصاب شخص يعاني من اضطراب المزاج الشخصي الحاد بالاكتئاب أو مشاكل الصحة العقلية الأخرى مثل القلق والأفكار الانتحارية.

على الرغم من أن فهمنا بخصوص SBD محدود في الوقت الحالي. إلا أن هناك حاجة إلى مزيد من البحث في هذا المجال لفهم تأثيره على حياة الناس بشكل أفضل وكيف يمكن معالجته بشكل فعال. من الضروري أن يتلقى الأفراد الذين عانوا من أي نوع من الصدمات عناية طبية فورية حتى يمكن تقييم حالتهم بدقة وتوصيف الأدوية إذا لزم الأمر.

 كما يعد التدخل المبكر أمرًا أساسيًا عندما يتعلق الأمر بالحد من المزيد من الضرر الناجم عن إصابات الدماغ الهيكلية لذا فإن الوقت حقًا جوهري عند إدارة هذا الاضطراب المعقد.

أهم الدراسات حول اضطراب نفسي يهدد بنية الدماغ

يبدأ عادةً اضطراب فقدان الشهية العصبي خلال فترة المراهقة ويمكن أن يسبب صعوبات جسدية ونفسية واجتماعية كبيرة. لا تزال تعقيدات هذه الحالة غير مفهومة تمامًا لكن العديد من الدراسات البحثية ألقت الضوء على أسباب وآثار وعلاج فقدان الشهية العصبي وإليك أهم الدراسات حول هذا الموضوع.

الدراسة الأولى

صدرت الدراسة الأولى في عام 2002 من قبل باحثين في كلية الطب بجامعة هارفارد. هدفت هذه الدراسة إلى تحديد ما إذا كانت العوامل النفسية والاجتماعية قد لعبت دورًا في الإصابة بفقدان الشهية العصبي. درس الباحثون 18 شخصًا تم تشخيصهم بالاضطراب. وقارنوهم بـ 18 شخصًا يتمتعون بصحة جيدة.

 أظهرت النتائج أن الأفراد الذين تعرضوا لعوامل الخطر النفسي والاجتماعي مثل تدني احترام الذات وعدم الرضا الشديد عن صورة الجسم كانوا أكثر عرضة للإصابة بفقدان الشهية من أولئك الذين لم يتعرضوا لمثل هذا التعرض.

الدراسة الثانية

في عام 2006 نظرت دراسة أخرى في العوامل الوراثية المرتبطة بفقدان الشهية العصبي. قام فريق من الباحثين من مستشفى ماساتشوستس العام بفحص عينات الحمض النووي لـ 362 شخصًا يعانون من فقدان الشهية وقارنوها بأولئك الذين ليس لديهم تاريخ أو تاريخ عائلي من اضطرابات الأكل.

حددوا العديد من المناطق الجينومية التي يبدو أنها مرتبطة بالتنوع في القابلية للإصابة بهذا المرض. تم العثور على تعدد أشكال النوكليوتيدات الفردي (SNP) في منطقة واحدة والتي ارتبطت بخطر الإصابة بفقدان الشهية مقارنة بالمشاركين الأصحاء بدون وجودها.

 في حين أن هناك حاجة إلى مزيد من البحث فمن المحتمل أن يؤدي إلى علاجات موجهة للأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بهذا الاضطراب بناءً على الجينات الخاصة بهم وحدها.

الدراسة الثالثة

في عام 2013 سعت دراسة للتحقيق فيما إذا كان علاج الشخص الذي يعاني من فقدان الشهية سيقلل من معدلات الوفيات المرتبطة بهذه الحالة أم لا على أمل ما سيحدث إذا تم تقديم العلاج في وقت مبكر مقابل بعد التشخيص من أجل اتخاذ قرارات علاج أفضل للأشخاص الذين يعانون من فقدان الشهية العصبي.

تابعت هذه الدراسة 415 مريضًا على مدار 5 سنوات بعد خروجهم من المستشفى بعد العلاج في 14 عيادة مختلفة عبر الدنمارك والسويد: ما يقرب من نصفهم بين 0-1 سنة بعد الاستشفاء الأولي بينما تم إدخال ثلثيهم إلى المستشفى مرتين على الأقل قبل نهاية فترة المتابعة ( خمس سنوات).

وأشارت النتائج إلى أن أولئك الذين عولجوا على المدى القصير في غضون عام واحد بعد الخروج من المستشفى كان لديهم أقل معدلات وفيات مما يعني أن التدخل المبكر قد يزيد من فرص الشفاء بينما تأخير أو تجاهل الأعراض قد يزيد من معدل الوفيات الأمراض ذات الصلة بين مرضى فقدان الشهية.

في الختام بحثت دراسات علمية متعددة جوانب مختلفة من فقدان الشهية العصبي مثل أسبابه المحتملة. وتأثيره على معدلات الوفيات وعلاقته بالحالات النفسية الأخرى مثل القلق والاكتئاب. لأنه اضطراب نفسي يهدد بنية الدماغ دعوة للاستيقاظ. وقد اكتشف الباحثون أيضًا روابط محتملة بين الجينات والمخاطر البيئية عندما يتعلق الأمر بتطوير هذا الاضطراب الذي يمكن أن يساعد الأطباء في توجيه التدخلات الوقائية تجاه المجموعات المعرضة للخطر أو توفير علاجات محددة في المستقبل.