هل اضطراب الهلع المصحوب باكتئاب اضطراب عقلي

هل اضطراب الهلع المصحوب باكتئاب اضطراب عقلي ؟ سؤال يحير الكثير من الأشخاص وخاصةً من يعانون من اضطراب الهلع أو مرض الاكتئاب. دعني أسألك هل تعرضت من قبل لنوبة من الهلع أو الخوف الشديد بشكل مفاجئ وغير المبرر؟ وهل صاحب ذلك تسارع في ضربات القلب أو أي أعراض بدنية أخرى؟ هذه العلامات وغيرها تدل على أنك تعاني من نوبة من الهلع، وقد تكون مصابًا بحالة يطلق عليها اضطراب الهلع.

هل اضطراب الهلع المصحوب باكتئاب اضطراب عقلي

يمكن الإصابة بنوع من الاكتئاب المحفز من خلال اضطراب القلق مثل اضطراب الهلع أو اضطراب القلق العام أو اضطراب يعرف بقلق الانفصال. ومن الجدير بالذكر أنه قد تم تشخيص إصابة الكثير من الأفراد باضطراب القلق ومرض الاكتئاب السريري معًا. ويمكن أن تتحسن أعراض الحالتين من خلال الاستشارة النفسية أي (العلاج النفسي) أو الأدوية مثل مضادات الاكتئاب أو كلا العلاجين معًا.

ما هي نوبة الهلع؟ الدكتور علي الربيعي يجيب

نوبة الهلع هي عبارة عن نوبة مفاجئة يشعر خلالها المريض بالخوف الشديد الذي يؤدي إلى تحفيز ردود فعل جسدية شديدة على الرغم من عدم وجود أي خطر، ويمكن أن تكون نوبة الهلع مخيفة جدًا؛ حيث يشعر المريض أنه على وشك الموت، ومن الجدير بالذكر أن الكثير من الأشخاص يتعرضون لنوبة أو اثنتين من نوبات الهلع طوال حياتهم، وبعد ذلك تختفي بعد انتهاء المواقف التي تؤدي إلى الضغط النفسي.

ما هو اضطراب الهلع؟ الدكتور علي الربيعي يوضح

يعني اضطراب الهلع التعرض لنوبات متكررة وغير متوقعة من الشعور بالخوف المستمر، والتي يمكن أن تستغرق مدة طويلة.

مؤكد أن نوبات الهلع تؤثر بشكل كبير على نوعية حياة المصاب، إلا أن أساليب العلاج يمكن أن تكون أكثر فعالية.

أعراض نوبة الهلع كما وضح الدكتور علي الربيعي

عادةً تبدأ نوبة الهلع بشكل مفاجئ دون سابق إنذار، وقد تحدث نوبات الهلع في أي وقت وتصل إلى ذروتها في عشر دقائق. حيث يشعر المريض بالإرهاق والتعب بعد أن تهدأ نوبة الهلع، وإليك أهم الأعراض التي يعاني منها المريض:

• يشعر المريض باقتراب خطر أو حدوث كارثة وشيكة.
• الخوف من الموت أو فقد ألسطره.
• تسارع في ضربات القلب.
• التعرق.
• الارتعاش.
• ضيق التنفس.
• فرط التنفس.
• الرعشة.
• الهبات الساخنة.
• الغثيان.
• تشنجات البطن.
• آلام الصدر.
• الصداع.
• الدوار.
• الشعور بالإغماء.
• ضيق بالحلق.
• صعوبة في البلع.
• وأسوء شيء في هذه النوبات خوف المريض من تكرارها.

أسباب اضطراب الهلع كما وضح الدكتور علي الربيعي

السبب الحقيقي لاضطراب الهلع غير معروف ولكن العوامل التالية يمكن أن تساهم في التعرض لنوبات الهلع:

• العوامل الوراثية.
• التعرض لضغط نفسي شديد.
• الحساسية النفسية.
• كما تشير الأبحاث إلى أن استجابة الجسم البشري الطبيعية في المواقف المختلفة بالمقاومة أو بالفرار في حال مواجهة الأخطار يمكن أن تساهم في الإصابة بنوبات الهلع.

ما هي عوامل الخطورة لاضطراب الهلع؟ الدكتور علي الربيعي يجيب

تبدأ أعراض وعلامات اضطراب الهلع خلال فترة المراهقة المتأخرة أو عند البلوغ المبكر، وعادةً تصيب النساء بشكل أكبر من الرجال، ومن أهم عوامل الخطورة العوامل التالية:

• التاريخ العائلي.
• تعرض الشخص لضغط نفسي كبير.
• وفاة أحد الأقارب أو الأحباب أو إصابته بداء خطير.
• التغييرات الكبيرة التي يمكن أن تطرأ على حياة الفرد مثل استقباله لمولود جديد.
• وجود تاريخ من تعرض المريض للإيذاء الجنسي أو البدني خلال الطفولة.
• تعرض المريض لتجربة صادمة شديدة مثل التعرض إلى حادث أو التعرض لاعتداء جنسي.

كم تدوم نوبة القلق؟

تعرف نوبات القلق (Panic attacks) أيضًا بنوبات الهلع، وهي عبارة عن نوبات من الخوف الشديد، والتي تصل إلى ذروتها فقط في عشر دقائق وقد تستمر نوبة الهلع إلى مدة أقصاها 30 دقيقة. ويمكن أن تسبب عدد من الأعراض مثل تسارع في ضربات القلب، بالإضافة الدوخة وضيق التنفس، وتوتر العضلات.

 ماذا يحدث للجسم بعد نوبة الهلع؟

تزيد الإصابة بنوبات الهلع من معدل ضربات القلب وسريان الدم إلى العضلات، ويرجع ذلك إلى التدفق الكبير لهرمون الأدرينالين بمجرى الدم، ولكي تتحقق تلك الزيادة في سريان الدم تعمل الأوعية الدموية على الانقباض، مما يؤدي إلى رفع معدل ضربات القلب.

اضطراب القلق هل هو مرض مزمن؟

طبقًا لمنظمة الصحة النفسية يعرف القلق المرضي بأنه شعور بالقلق المزمن والشد العصبي، ويمكن أن يصاحبه تغيرات بالجسم مثل زيادة مستوى ضغط الدم أو سرعة ضربات القلب. ويعد واحدًا من الأمراض العقلية الأكثر انتشارًا حول العالم.

مضاعفات اضطراب الهلع

في حالة ترك اضطراب الهلع بلا علاج يمكن أن يعاني المريض من خوف شديد هذا بالإضافة إلى التعرض للعديد من نوبات الهلع، وبالتالي يعيش المريض في حالة من الخوف الدائم والتي يمكن أن تدمر له حياته، أما عن المضاعفات التي يمكن أن تسببها نوبات الهلع فتشمل ما يلي:

• إصابة المريض بأنواع من الرهاب.
• تجنب المريض للمواقف الاجتماعية.
• مشاكل سواء في العمل أو في المدرسة.
• الاكتئاب.
• زيادة مخاطر محاولة الانتحار.
• تعاطي المخدرات أو شرب الخمور.
• المشكلات المالية.

المعايير التشخيصية للإصابة باضطراب الهلع

لكي يصنف شخص على أنه مصاب باضطراب الهلع يجب توافر المعايير الإحصائية والتشخيصية للاضطرابات النفسية (DSM):

• التعرض إلى نوبات من الهلع المتكرر وغير المتوقع.
• الشعور بقلق مستمر قد يدوم لمدة شهر أو لأكثر من ذلك بعد التعرض إلى نوبة من الهلع.
• أن تكون نوبات الهلع غير ناتجة عن حالة إدمان المخدرات، وليست نتيجةً لحالة مرضية أخرى.

العلاج النفسي لاضطراب الهلع

يعتبر العلاج النفسي أحد أهم الاختيارات الفعالة التي تساهم في علاج اضطراب الهلع، كما يساعد العلاج النفسي في فهم طبيعة تلك النوبات واضطراب الهلع بالإضافة إلى تعلم كيفية التأقلم معها. وسوف يساعدك خلال الجلسات اختصاصي العلاج على إعادة التمثيل لأعراض نوبات الهلع التي تصيبك بشكل تدريجي ولكن يتم ذلك في مكان داعم وآمن، وبمجرد أن تكون الأحاسيس البدنية لنوبة الهلع غير مهددة يتم التعافي من نوبات الهلع.

علاج اضطراب الهلع بالأدوية

يمكن أن تساهم الأدوية في التخفيف من الأعراض المرافقة لنوبات الهلع، وحالة الاكتئاب المصاحبة للنوبات وتشمل الأدوية التالية:

• مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRI): وتلك المجموعة هي عبارة عن مضادات اكتئاب، ومن أبرز الأدوية دواء فلوكستين (بروزاك) بالإضافة إلى دواء باروكستين (باكسيل وبيكسيفا)، ودواء سيرترالين (زولوفت)، وننوه إلى عدم تناول هذه الأدوية إلا تحت إشراف طبي لتجنب تفاقم الحالة.
• مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين والنورابينيفرين (SNRI): وهي عبارة عن فئة أخرى من أدوية مضادات الاكتئاب، ويطلق على العقار المثبط المستخدم لإعادة امتصاص السيروتونين والنورابينيفرين دواء فينلافاكسين هايدروكلورايد (إيفكسور إكس آر).
• البنزوديازيبينات: وهي عبارة عن مهدئات خفيفة تنتمي إلى مضادات الاكتئاب، وتتضمن ألبرازولام (نيرافام وزانكس)، بالإضافة إلى كلونازيبام (كلونوبين) ودواء لورازيبام (أتيفان).
• وإذا ثبت أن هذه الأدوية غير فعالة فيمكن أن يوصي الطبيب المعالج باستبدالها بعقار آخر أو يمكن الجمع بين عدة أدوية لزيادة فاعليتها، ويجب أن تدرك جيدًا أن الأمر يمكن أن يستغرق أسابيع عدة إلى أن تلاحظ تحسن في الأعراض، بالإضافة إلى ذلك لا ينصح أبدًا بتناول تلك الأدوية في حالات الحمل خاصةً وفي حالات معينة.

وبذلك نكون قد أجبنا عن سؤال هل اضطراب الهلع المصحوب باكتئاب اضطراب عقلي بالإضافة إلى عرض أهم أعراض الهلع وأسبابه. كما تطرق المقال إلى توضيح طرق العلاج.