ما يحدث للجسد والدماغ بعد سهر الليل كله دون نوم

قد يكون البقاء مستيقظًا طوال الليل دون نوم أمرًا مغريًا خاصةً إذا كان الشخص يحاول الدراسة لاختبار مهم أو إنهاء مشروع. لكن من المهم أن نفهم أن عدم الحصول على قسط جيد من الراحة يمكن أن يكون له عواقب وخيمة على الجسم والدماغ. بعد السهر طوال الليل يبدأ الدماغ في التباطؤ والضبابية. مما يضعف قدرته على التفكير بسرعة وبدقة. ويصبح استدعاء الذاكرة أكثر صعوبة أيضًا مما يجعل امتصاص وفهم المواد الجديدة شبه مستحيل. لذا سوف نجيب عن سؤال ما يحدث للجسد والدماغ بعد سهر الليل كله دون نوم بالتفصيل في السطور التالية.

ما يحدث للجسد والدماغ بعد سهر الليل كله دون نوم

الآثار الجانبية الجسدية للحرمان من النوم مقلقة بنفس القدر. أولئك الذين لا يحصلون على قسط كافٍ من النوم قد يعانون من الأعراض التالية:

• الصداع والتعب.
• الجفاف وصعوبة التركيز.
• التهيج.
• وإجهاد العين.
• وضعف جهاز المناعة. وهي أعراض تعادل تقريبًا أعراض التسمم.
• بمرور الوقت يمكن أن يؤدي الحرمان من النوم المزمن إلى زيادة خطر الإصابة بالسكتة الدماغية وأمراض القلب والأوعية الدموية عن طريق رفع مستويات ضغط الدم.
• ·       ينتج الجسم أيضًا عددًا أقل من البروتينات المقاومة للعدوى عند حرمانه من النوم هذا يؤدي إلى إجهاد شديد على جهاز المناعة وزيادة فرص الإصابة بالمرض مع مرور كل يوم.

• بصرف النظر عن الإرهاق الجسدي فإن قلة النوم تجلب معها أيضًا تحديات عقلية كبيرة: قد تظهر نوبات الهلع وكذلك القلق والاكتئاب بعد فترة طويلة من الأرق. بدون الحصول على قسط كافٍ من النوم المريح كل ليلة تزداد هذه المشاعر مما يؤدي إلى تقلبات مزاجية حادة تتخللها نوبات من الغضب أو الحزن دون سبب معين. يمكن أن يؤثر ذلك على العلاقات الشخصية وكذلك العلاقات المهنية في العمل أو المدرسة.

ما هي مخاطر السهر في الليل وما يحدث للجسد والدماغ

عندما يبقى الشخص مستيقظًا طوال الليل دون نوم فهناك بعض التغييرات المهمة التي تحدث في جسده ودماغه. بدون راحة كافية يمكن أن تكون التأثيرات طويلة المدى. وقد تؤدي إلى تغيير الأداء اليومي للفرد. إن فهم سبب أهمية الحصول على قسط كافٍ من النوم. وعواقب تخطي ذلك أمر بالغ الأهمية لأي فرد يرغب في الاعتناء بصحته العامة.

ضعف حدة الذهن ما يحدث للجسد والدماغ

سهر الليل كله دون نوم يمكن أن يقلل بشكل كبير من حدة الذهن وكذلك اليقظة. مما يجعل التفكير المنطقي والتركيز على المهام أكثر صعوبة. كما أن مدى الانتباه وقدرات اتخاذ القرار تعاني أيضًا بسبب قلة النوم. من الناحية الجسدية تكون أوقات رد الفعل أبطأ بكثير من المعتاد. لذا لا تعمل ردود الفعل كما ينبغي. نتيجة لهذه المشكلات يميل الناس إلى أن يصبحوا أكثر عرضة للأخطاء والحوادث على مدار اليوم عندما لا يحصلون على قسط كافٍ من النوم.

ضعف جهاز المناعة ما يحدث للجسد والدماغ من قلة النوم

بمرور الوقت يمكن أن يؤدي سهر الليل كله دون نوم أو السهر المزمن إلى نتائج سلبية أخرى أكثر خطورة مثل ضعف الجهاز المناعي

 وزيادة مخاطر مشاكل الصحة العقلية مثل الاكتئاب أو القلق ومشاكل الذاكرة. وصعوبة أكبر في التعافي من المرض أو كما تم ربط الفترة غير الكافية من النوم بارتفاع احتمالية الإصابة بارتفاع ضغط الدم أو أمراض القلب التاجية في وقت لاحق من الحياة.

اضطراب الهرمونات

كما أن قلة الراحة الجيدة تؤدي إلى اضطراب هرمونات الإنتاج المنتظمة مثل التستوستيرون والهرمونات التي تنظم الشهية. يمكن أن يفسر هذا التأثير سبب زيادة مستويات الجوع لدى أولئك الذين يظلون مستيقظين في الليل مقارنة بالآخرين الذين لا يزالون ينامون بشكل بشكل جيد كل ليلة.

لسوء الحظ يمكن أن يؤدي ذلك إلى تعزيز عادات الأكل غير الصحية وزيادة الوزن غير الضرورية بمرور الوقت إذا لم تتم إدارة هذه الرغبة الشديدة بشكل صحيح من قبل الأفراد الذين يسهرون طوال الليل.

أعرض انسحاب

يمكن أن تظهر أعراض الانسحاب المشابهة لتلك التي تظهر مع تعاطي المخدرات عندما يظل شخص ما مستيقظًا في وقت متأخر جدًا من الليل. ينتج عن ذلك أحاسيس مثل التهيج أو الدوخة أو الغثيان. بينما يشعر معظم الناس بالإجهاد بعد النوم طوال ساعات الصباح بعد الشعور بالإرهاق طوال الليل بسبب الإرهاق. لا يعني ذلك دائمًا أنهم سيشعرون بتحسن بعد ذلك لأن التداعيات يمكن أن تستمر لفترة أطول من المتوقع نظرًا لشدتها وطولها.

كيفية التغلب على سهر الليل كله دون نوم

إذا كنت مثل الملايين من الأشخاص الآخرين الذين يجدون أنفسهم مستيقظين لوقت متأخر دون نوم ليلة بعد ليلة أو يعانون من مشكلة سهر الليل كله دون نوم حيث ينتج عن ذلك الشعور بالتعب والإرهاق. إلا أن هناك خطوات للتغلب على سهر الليل كله دون نوم ومنها ما يلي:

تحديد السبب

تتمثل الخطوة الأولى في التغلب على السهر دون نوم في تحديد السبب الأساسي. بالنسبة لبعض الناس يمكن أن يكون الأرق هو السبب الرئيسي. إذا كان هذا هو الحال بالنسبة لك فتحدث إلى طبيبك أو أخصائي طبي آخر حول العلاجات المحتملة. يمكن أن يكون العلاج السلوكي المعرفي (CBT) أيضًا علاجًا فعالًا للأرق فهو يساعدك على تغيير الأفكار والسلوكيات السلبية المرتبطة بالأرق.

معرفة الأعراض

يمكن أن يؤدي التوتر والقلق والاكتئاب أيضًا إلى صعوبات في النوم. إذا كنت تعاني من مشكلات تتعلق بالصحة العقلية ففكر في التحدث إلى الطبيب عن أعراضك. قد يساعد الاعتناء بصحتك العقلية في التخفيف من بعض المشكلات التي تسبب لك صعوبة في النوم ليلاً. بالإضافة إلى ذلك. حاول تنفيذ بعض أنشطة الاسترخاء في روتينك اليومي مثل اليوجا أو التأمل. قد تساعدك هذه الأنشطة على الاسترخاء وتهيئة نفسك لنوم أفضل ليلاً.

إدارة يومك

هناك طريقة أخرى لمقاومة سهر الليل كله دون نوم وهي إدارة إيقاعك اليومي لأن ساعة الجسم الطبيعية التي تنظم أشياء مثل عندما نشعر بأقصى قدر من اليقظة وأقل يقظة على مدار 24 ساعة. لزيادة اليقظة طوال اليوم. حافظ على روتين ثابت على مدار جميع الأيام. اذهب إلى الفراش في نفس الوقت كل يوم (حوالي الساعة 10 مساءً) لإعادة ضبط الساعة الداخلية بالشكل الأمثل. عامل رئيسي آخر في إعادة ضبط هذه الساعة البيولوجية بنجاح هو التعرض لأشعة الشمس أثناء النهار استهدف حوالي 30  دقيقة كل يوم.

التخلص من المشتتات

أخيرًا تأكد من أن أي أنشطة قبل النوم لا تحتوي على تنبيه أي الشاشات الرقمية مثل أجهزة التلفزيون أو الهواتف الذكية لأنها تنبعث منها ضوء أزرق ساطع يمكن أن يمنع إنتاج الميلاتونين (الهرمون المسؤول عن وضعنا في حالة راحة عميقة ). استبدل هذه الأجهزة الرقمية بالكتب أو بنوع من نشاط الاسترخاء بدلاً من ذلك يمكنك القراءة قبل النوم لأنها مفيدة بشكل خاص في مساعدتك على الاسترخاء.

في الختام يتطلب الأمر ممارسة وجهد ولكن مع مرور الوقت يصبح التغلب على سهر الليل كله دون نوم أمرًا ممكنًا بالتأكيد. فقط تذكر أن تكون لطيفًا مع نفسك عند العمل على عادات صحية. وبذلك نكون وصلنا إلى نهاية موضوع اليوم عنما يحدث للجسد والدماغ بعد سهر الليل كله دون نوم حيث تعرفنا على مخاطر السهر بالإضافة إلى كيفية التغلب على تلك المشكلة.