كيمياء الضحك وتأثيرها على الجسم والعقل

كيمياء الضحك وتأثيرها على الجسم والعقل، في السنوات الأخيرة بدأ العلم في إلقاء نظرة فاحصة على سبب كون الضحك مفيدًا لنا. وتأثيره على الجسم والعقل في حين أنه قد لا توجد إجابة واحدة محددة لهذا السؤال فإن البحث يربط الضحك بالعمليات الكيميائية المختلفة التي تحدث في أجسادنا وأدمغتنا. على وجه الخصوص يبدو أن للضحك تأثيرات قوية على الحالة المزاجية والصحة العقلية بسبب هرمونات ونواقل عصبية معينة يتم تنشيطها أثناء نوبة ضحك حقيقية. لذا سوف نتعرف في هذا المقال على كيمياء الضحك وتأثيرها على الجسم والعقل.

كيمياء الضحك وتأثيرها على الجسم والعقل

يمكن العثور على نقطة البداية للعديد من التأثيرات المفيدة التي تأتي من كيمياء الضحك وتأثيرها على الجسم والعقل في هرمونات تسمى الأندورفين. يشار إلى الأندورفين أحيانًا باسم “هرمون الشعور بالسعادة”. حيث يتم إطلاقه أثناء التجارب الإيجابية مثل النشاط البدني.

لكن فيما يتعلق بالضحك على وجه التحديد تعمل هذه الهرمونات مثل المسكنات الطبيعية. توفير الشعور بالعافية والمساعدة في تخفيف أعراض القلق والاكتئاب. تم إثبات ذلك من خلال فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي التي تُظهر نشاطًا متزايدًا في مركز متعة الدماغ عندما يسمع الناس النكات أو المشاهد الكوميدية مما يؤدي إلى تنشيط مسارات الأندورفين الرئيسية.

السيروتونين وعلاقته بكيمياء الضحك وتأثيرها على الجسم والعقل

عملية كيميائية أخرى مثيرة للاهتمام أثارها الضحك هي إنتاج السيروتونين. يشتهر السيروتونين بدوره كمنظم للمزاج يساعدنا على الشعور بالاسترخاء والرضا بعد تجربة المشاعر الشديدة السلبية والإيجابية بما في ذلك الضحك. للوهلة الأولى قد يبدو هذا غير منطقي. لماذا يجعلنا شيء ممتع بشكل طبيعي نشعر بالإحباط أو الاسترخاء؟ اتضح أن هذا قد يكون استجابة تطورية لتنظيم وعينا المتزايد أثناء المواقف التي تنطوي على تفاعلات اجتماعية وروح الدعابة بين أفراد مجموعة مثل المزاح أو ممارسة الألعاب معًا. إنه يسمح لنا بالاستمرار في التركيز على المهام المهمة مع الشعور أيضًا بالرضا بشكل عام عن الحياة. مما يساهم في النهاية في تحقيق مستويات أعلى من الإنتاجية بين الأفراد.

فوائد كيمياء الضحك وتأثيرها على الجسم

من أعظم المزايا بلا شك امتلاك القدرة على الضحك. يمكن أيضًا اعتبار الضحك سمة جذابة. من الممكن تكوين صداقات جديدة وحل المشكلات بسهولة أكبر علاوة على ذلك أظهرت الدراسات أن أولئك الذين يبتسمون بانتظام ويضحكون غالبًا ما يميلون إلى العيش حياة أكثر صحة وأطول من أولئك الذين لا يعبرون عن فرحهم بهذه الطرق. وفيما يلي إيجابيات الضحك.

تعزيز ثقتنا بأنفسنا

أحد الجوانب الإيجابية للضحك هو أنه يعزز ثقتنا بأنفسنا وبالتالي يجعلنا نشعر بتحسن تجاه أنفسنا. عندما نطرح النكات أو نقوم بانطباعات فكاهية يحدث تبادل غير معلن بيننا وبين أقراننا حيث نقوم بالترفيه عنهم ويخبروننا إما عقليًا أو لفظيًا أن ما قلناه للتو كان مضحكًا. في كثير من الأحيان سوف يجعلنا هذا نشعر بالتقدير والقبول. كما يساعد الضحك بشكل أساسي في رفع قيمتنا الإدراكية في البيئات الاجتماعية والتي تعتبر جزءًا لا يتجزأ عند محاولة زيادة الجاذبية بين الأقران أو زملاء العمل.

تقليل التوتر

وجد العلماء أن الضحك أيضًا يطلق الأندورفين في أدمغتنا مما يقلل من مستويات التوتر ويريح العضلات المتوترة كما يشير العلم إلى أن الضحك لا يقلل فقط من الشعور بالاكتئاب بل يمكن أن يساعد أيضًا في إدارة المصادر الخارجية للتوتر سواء كانت عقليًا أو جسديًا وكلها أشياء مفيدة بشكل واضح على المدى القصير والطويل.

معلومات مهمة عن الضحك

من الناحية الكيميائية الحيوية يحدث الضحك عندما نتعرض لشيء يحفزنا على الضحك يمكن أن يكون أي شيء مثل نكتة أو عرض كوميدي إلى المزاح استجابة لهذا المنبه تفرز أدمغتنا بعض الهرمونات والناقلات العصبية التي تخلق شعورًا عامًا بالسعادة. اثنان من الهرمونات يشاركان في هذا التفاعل الكيميائي الحيوي للضحك هما السيروتونين والدوبامين. يساعد السيروتونين على تنظيم مزاجنا ومشاعر السعادة بينما يخلق الدوبامين أحاسيس المتعة.

• علاوة على ذلك يؤدي الضحك إلى إطلاق مادة الأندورفين في الجسم والتي تعمل كمسكنات طبيعية للألم. يقلل الأندورفين من الألم (غالبًا من خلال تخفيف التوتر) عن طريق منع الرسائل بين الدماغ والجسم مع إنتاج طاقة سلبية. يمنحنا الأندورفين أيضًا شعورًا بالنشوة بعد الضحك مما يعزز إحساسنا بالسعادة.
• يعزز هذا الارتفاع الطبيعي أيضًا مستويات المناعة مع زيادة المقاومة للقلق أو الاكتئاب بالإضافة إلى مواجهة المواقف العصيبة أو أي أنشطة مقاومة نواجهها في أنماط حياتنا اليومية. أظهرت بعض الدراسات النفسية أن مستويات الأندورفين قد تؤثر على المدة التي نضحك فيها حيث ترتبط المستويات المرتفعة بنوبات ضحك طويلة الأمد.

• إن كيمياء الضحك لا تتوقف عند هذين الناقلين العصبيين والهرمونات. هناك العديد من الجزيئات الأخرى المشاركة في هذا التفاعل أيضًا حيث يلعب الأوكسيتوسين (المعروف أيضًا باسم هرمون الحب) دورًا مهمًا في بناء العلاقات بين الناس من خلال جعلهم يثقون ببعضهم البعض بسهولة أكبر. فالضحك يخلق إحساسًا بالتواصل مع الآخرين لأنه يزيد من مستويات الأوكسيتوسين في الجسم والتي تعزز بعد ذلك مشاعر التقارب بين الأفراد.
• وبالمثل يساعد الكورتيزول أيضًا في تحفيز الضحك المرتبط بالعاطفة فهو يعمل على أنظمة المكافأة داخل أدمغتنا مما يساعدنا على الارتباط بشكل أفضل مع الآخرين مما قد يؤدي إلى تعزيز الصداقات أو حتى إثارة الاهتمامات حيث يلفت الضحك الانتباه نحو المواقف السعيدة. بينما يعطينا أسبابًا تجعلنا متحمسين بشأن لحظات الحياة القصيرة حتى لو بدت غير مستحقة للوهلة الأولى.

كثرة الضحك في علم النفس وكيمياء الضحك وتأثيرها على الجسم

الضحك هو أحد إن لم يكن أهم جوانب علم النفس البشري. لقد ثبت في العديد من الدراسات أنه يجلب العديد من الفوائد للصحة العقلية. الضحك جزء فريد من حياتنا يجمع الناس معًا في لحظات سعيدة ويبني علاقات قائمة على الفكاهة.

من وجهة نظر تطورية يفترض العلماء أن الضحك كان بمثابة نوع من التواصل غير اللفظي بين البشر قبل تطوير أشكال أكثر تعقيدًا. لم يساعد ذلك الأشخاص في التعبير عن شعورهم فحسب بل سمح لهم أيضًا بالترابط من خلال التجارب المشتركة والفكاهة. على هذا النحو عندما يضحك شخص ما على نفس النكتة التي يضحك بها شخص آخر يمكن أن تكون ذكريات جيدة. وتنمي الثقة بين الأشخاص. يجعل الضحك الناس يشعرون بأنهم متصلون بالآخرين مما يساعد على بناء علاقات إيجابية بسرعة.

وجدت الدراسات أيضًا أن الضحك يزيد من إفراز الدوبامين في الدماغ (المادة الكيميائية المحفزة على المتعة) والتي يمكن أن تؤدي إلى الشعور بالبهجة أو النشوة.

عند الضحك يتم إفراز الأندورفين أيضًا مما يساعد في تقليل الألم المرتبط بالقضايا النفسية مثل الاكتئاب أو القلق. بالإضافة إلى ذلك يقلل الضحك من مستويات التوتر بشكل عام من خلال تمرين العضلات وتخفيف التوتر الجسدي مما يمكن أن يحسن مزاجنا واسترخائنا.

ومع ذلك ربما يكون الأهم من مجرد آثاره الفسيولوجية على الجسم هو قدرته على العمل كصمام راحة لمشاعر مثل الغضب أو الحزن التي قد تسبب لنا الأذى إذا تركت دون رادع. في كثير من الأحيان عندما نبدأ في الضحك لا نعرف بالضرورة السبب إنه مجرد إطلاق اندفاعي لما تم تخزينه سابقًا بداخلنا دون وعي.

في الختام تلعب كيمياء الضحك وتأثيرها على الجسم والعقل دورًا أساسيًا في علم النفس البشري لذا يجب تقديره لكل الفوائد العظيمة التي يقدمها لنا من الناحية العقلية والجسدية. وليس فقط مجرد الاستمتاع مع الأصدقاء والعائلة أثناء المحادثات.