ما تأثير ارتفاع ضغط الدم على وظائف الدماغ؟

يمكن أن يكون لارتفاع ضغط الدم تأثيرات متنوعة على الدماغ. اعتمادًا على طول فترة وجوده ومدى ارتفاع ضغط الدم. التأثير الأكثر خطورة هو حالة تسمى اعتلال الدماغ الناتج عن ارتفاع ضغط الدم. والتي يمكن أن تحدث عندما يرتفع ضغط الدم بسرعة ويظل مرتفعًا لفترة طويلة. يمكن أن تؤدي هذه الحالة إلى حدوث ارتباك أو نوبات أو تغيرات في السلوك. لذا سوف نتعرف بالتفصيل على تأثير ارتفاع ضغط الدم على وظائف الدماغ وأعراضه ومتى يكون ارتفاع ضغط الدم مزمنًا ويحتاج إلى علاج.

ما تأثير ارتفاع ضغط الدم على وظائف الدماغ؟

لا تؤدي الزيادات قصيرة المدى في ضغط الدم عادةً إلى تلف مباشر لخلايا الدماغ. ولكنها يمكن أن تكون ضارة بطرق أخرى. يؤدي ارتفاع ضغط الدم بشكل عام إلى انخفاض الدورة الدموية في الأعضاء بما في ذلك الدماغ.

تشير الدراسات إلى أنه بمرور الوقت يزداد الإجهاد المزمن بسبب هذا التدفق المنخفض وأن هذا قد يزيد من التعرض للاضطرابات المرتبطة بالخرف مثل مرض الزهايمر أو الخرف الوعائي. يمكن أن يؤدي الارتفاع السريع في ضغط الدم إلى تمزق شبكات الأوعية الدقيقة التي تزود الدم المؤكسج في جميع أنحاء الدماغ. مما يؤدي إلى أعراض مؤقتة مثل الدوار أو صعوبة في التركيز أو تذكر الأشياء.

لذلك فإن تأثير ارتفاع ضغط الدم على وظائف الدماغ على المدى الطويل يزيد من تراكم الترسبات في الشرايين بسبب زيادة مستويات الكوليسترول من الإجهاد التأكسدي الناجم عن الالتهاب في مكان آخر داخل الجسم. نظرًا لتراكم هذه اللويحة يمكن أن تمنع الدم الغني بالأكسجين من الوصول إلى مناطق الدماغ المسؤولة عن التحكم في الوظائف الحركية وقدرات الإدراك. وكلها ضرورية للعيش بشكل طبيعي. مما يسبب ضعفًا مثل الدوخة وفقدان التوازن وصعوبة التركيز أو التفكير المعقد.

تظهر الأبحاث أن الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم معرضون لخطر ضعف سرعة معالجة المعلومات وعجز الذاكرة والوظائف التنفيذية. وانخفاض طلاقة الكلام إلى جانب انخفاض إجمالي الدرجات في الاختبارات المعرفية العالمية مقارنة بأولئك الذين يعانون من ضغط شرياني متوسط.

أخيرًا هناك تأثير ارتفاع ضغط الدم على وظائف الدماغ والذي يكمن في طبقة هيكلية أكثر تتعدى المشكلات الدماغية التي تؤدي وظائف الأعصاب بما في ذلك السكتة الدماغية.

حيث  تزيد من المخاطر عن طريق تحطيم الأوعية الصغيرة داخل رأسك مما يؤدي إلى نزيف وأضرار مختلفة تؤثر بشدة على المناطق ذات الصلة وبالتالي من المهم لمرضى السكري مراجعة طبيبهم إذا حدث أي شعور مرتبط بذلك لذا فإن العلاجات في الوقت المناسب ستوقف المزيد من تأثير ارتفاع ضغط الدم على وظائف الدماغ.

أعراض ارتفاع ضغط الدم العصبي

ارتفاع ضغط الدم العصبي هو حالة ناتجة عن ارتفاع ضغط الدم الانقباضي بشكل غير طبيعي (SVP) الناجم عن استجابة الجسم للإجهاد النفسي. يمكن أن يتجلى هذا في أعراض خفية وليست دقيقة. وتشمل الأعراض المبكرة لارتفاع ضغط الدم العصبي ما يلي:

• التهيج والشعور بالتوتر المستمر والدوار والصداع. قد يشعر الناس بمزيد من الحساسية تجاه الضوء والصوت. حتى الضغوطات العاطفية البسيطة يمكن أن تؤدي إلى تأثيرات جسدية مثل الاهتزاز أو الخفقان.
• تزداد حدة الآثار الجسدية بمرور الوقت إذا لم يتم علاج الحالة بشكل صحيح. نظرًا لارتفاع SVP  كما تبدأ أعراض أخرى في الظهور مثل ألم الصدر. وضيق التنفس والغثيان والقيء. والاضطرابات البصرية ونوبات الإغماء.
• يصاب الشخص بالتعب بسهولة وقد يعاني من العرق البارد أو الارتعاش عندما يكون تحت ضغط عقلي.
• لا يتوقف الضرر الناتج عن ارتفاع ضغط الدم العصبي عند الشعور بعدم الراحة الجسدية. يمكن أن يؤدي أيضًا إلى إصابة الأعضاء الحيوية مثل القلب والكلى والرئتين إذا تركت دون علاج لفترات طويلة من الزمن.
• يزيد ارتفاع ضغط الدم أيضًا من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية وأمراض القلب التاجية.

من المهم تحديد العلامات التحذيرية لارتفاع ضغط الدم العصبي مبكرًا حتى يمكن معالجتها على الفور من خلال تعديل النظام الغذائي أو الأدوية التي يصفها الطبيب. حيث تعتبر التغييرات الشاملة في نمط الحياة مهمة للغاية أيضًا. من الضروري خفض مستويات القلق من خلال التأمل والتمارين الرياضية (خاصة اليوجا). يجب متابعة هذه التمارين جنبًا إلى جنب مع العلاج الطبي من أجل ضمان النتائج المثلى.

متى يكون ارتفاع ضغط الدم مزمن

ارتفاع ضغط الدم هو حالة طبية مزمنة تؤثر على الكثير من الناس كل عام. يتم تعريفه على أنه حالة يجب أن يعمل فيها القلب بجهد أكبر من المعتاد لدفع ما يكفي من الدم المؤكسج في جميع أنحاء الجسم. عندما يكون ضغط  الدم مرتفعًا جدًا حتى أثناء الأنشطة العادية يمكن أن يسبب ضررًا كبيرًا ودائمًا إذا ترك دون علاج. أفضل طريقة لتحديد متى يصبح ارتفاع ضغط الدم مزمنًا هي الانتباه إلى تاريخك الشخصي والعائلي للمرض.

إذا كان لديك تاريخ طبي حالي من ارتفاع ضغط الدم أو تم تشخيص أحد أفراد أسرتك بارتفاع ضغط الدم. فمن المحتمل أن تظهر قراءاتك خطرًا مرتفعًا وتؤدي في النهاية إلى ارتفاع ضغط الدم المزمن. بالإضافة إلى ذلك يمكن أن تقترن عوامل مثل مستويات التوتر والسمنة وسوء النظام الغذائي مع الوراثة. حيث تلعب جميعها أدوارًا في المساهمة في صراع مدى الحياة مع ارتفاع ضغط الدم المتكرر.

قد يؤدي كلًا من التدخين والإفراط في استهلاك الكحول. وعدم ممارسة التمارين الرياضية بانتظام أو مشاكل قلبية موجودة مسبقًا مثل قصور القلب الاحتقاني أو اضطرابات صمام القلب إلى الإصابة بارتفاع ضغط الدم المزمن. وإذا كان هناك بالفعل استعداد لارتفاع ضغط الدم لفترة طويلة بسبب الجينات أو عادات نمط الحياة فمن المرجح أن يستمر ارتفاع ضغط الدم دون علاج مناسب.

علاج الضغط المرتفع العصبي

ارتفاع ضغط الدم العصبي هو حالة يحدث فيها ارتفاع ضغط الدم بسبب التوتر والقلق. يمكن أن يؤدي إلى مشاكل طبية خطيرة إذا تركت دون علاج. لذلك من المهم معالجة الحالة في أسرع وقت ممكن. وهناك مجموعة متنوعة من العلاجات المتاحة لارتفاع ضغط الدم العصبي.

• الخطوة الأولى في علاج ارتفاع ضغط الدم العصبي هي تحديد مصدر التوتر واتخاذ خطوات للحد منه. قد يتضمن ذلك تقنيات الاسترخاء مثل التنفس العميق أو ممارسة اليقظة. تشمل الخيارات الأخرى العلاج وتغيير نمط الحياة مثل زيادة النشاط البدني وتقليل استهلاك الكحول أو إجراء تغييرات في العمل مثل تقليل ساعات العمل أو أخذ فترات راحة منتظمة من المهام التي تسبب القلق..

• غالبًا ما تستخدم الأدوية لعلاج ارتفاع ضغط الدم العصبي. يمكن أن تساعد على استرخاء العضلات حول الشرايين. مما يجعلها أقل تفاعلًا وتخفض ضغط الدم.
• قد تساعد بعض العلاجات الطبيعية أيضًا في علاج ارتفاع ضغط الدم العصبي. على سبيل المثال من المعروف أن مكملات المغنيسيوم تقلل الأعراض مثل صداع التوتر. بينما من المعروف أن فيتامين ب 6 يقلل من ضغط الدم الانقباضي لدى الأفراد المصابين بارتفاع ضغط الدم الخفيف.
• الأعشاب مثل الثوم لها تأثيرات مضادة لارتفاع ضغط الدم أيضًا بسبب قدرتها على توسيع الشرايين والسماح بتحسين الدورة الدموية في الجسم مما يؤدي إلى انخفاض مستويات ضغط الدم بشكل عام أيضًا.

إلى هنا نصل إلى نهاية موضوع اليوم عن ما تأثير ارتفاع ضغط الدم على وظائف الدماغ؟ حيث تعرفنا على أضراره وطرق العلاج. وبغض النظر عن العلاج الذي تختاره لارتفاع ضغط الدم العصبي من المهم اتباع نصيحة طبيبك خاصة عند تناول الأدوية. حتى تنجح أي خطة علاجية في تخفيف الأعراض بشكل فعال دون أي مضاعفات تحدث بعد ذلك سواء من الفترة الأساسية. أو الآثار الجانبية ذات الصلة بالعلاجات نفسها.