أيهما أفضل الحفظ من البقرة أم من الناس؟

أيهما أفضل الحفظ من البقرة أم من الناس؟ سؤال يطرحه كل مسلم سوف يبدأ في حفظ كتاب الله القرآن الكريم. حيث يبدأ المصحف بسورة البقرة وهي أطول سورة في القرآن وينتهي بجزء عم بسوره القصيرة السهلة التي نرددها كثيرًا في الصلاة. وفي هذا المقال سوف نجيب عن ذلك التساؤل بالتفصيل.

أيهما أفضل الحفظ من البقرة أم من الناس؟

بالطبع البدء من سورة الناس أسهل وأسرع ويساعدك على الإنجاز. لأن النفس سوف تجد صعوبة في بداية الحفظ لذلك يجب أن تصعد في الحفظ بدايةً من السور القصيرة ووصولًا إلى السور الطويلة. أما فيما يخص المراجعة للحافظ وخاصةً غير المتقن فيفضل البدء من سورة البقرة.

أما فيما يخص الحفظ الجديد فنعم سورة البقرة سهلة إلا أن ما بعد سورة البقرة من السور سيكون فيه صعوبة مثل سورة النساء والأنعام وغيرها بعكس إذا تدرج الحافظ في الحفظ وبدأ من سورة الناس من جزء عم وما يليه وبذلك ترتقي النفس في سلم الحفظ وتتعود على الحفظ حتى إذا وصلت إلى هذه السور تجد سرعة في الحفظ. لذلك إذا شعرت بالحيرة وأيهما أفضل الحفظ من البقرة أم من الناس فالإجابة هي من سورة الناس يكون أفضل.

وصايا للبدء في حفظ القرآن الكريم كما وضح الدكتور علي الربيعي وتوضيح أيهما أفضل الحفظ من البقرة أم من الناس؟

يقدم الدكتور علي الربيعي مجموعة من الوصايا التي تسهل عليك حفظ القرآن الكريم ومنها ما يلي:

احرص على الاستماع للقرآن كل يوم

القرآن الكريم هو مشروع الدنيا والآخرة في حياة المؤمن لأن ذلك المشروع يمكن أن يغير حياتك بشكل كامل. وأول وصية عند حفظ القرآن  هي الاستماع للقرآن الكريم كل يوم. حيث يحدث سماع القرآن الكريم لك تغييرًا بنظام أداء الدماغ لديك، حيث أثبت العلماء والخبراء أن كل صوت يسمعه الشخص ويكرره لمرات عديدة يحدث تغيرًا بنظام عمل خلايا الدماغ وبالتالي يعني استماع القرآن أنك سوف تعيد برمجة الخلايا الدماغية وفقًا لكتاب الله سبحانه وتعالى وما جاء فيه  من أحكام وتعاليم. ولحدوث ذلك يجب الاستماع إلى القرآن الكريم بخشوع كامل. وذلك ما أمرنا به الله سبحانه في قوله: (وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآَنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) [الأعراف: 204].

 ليكن هدفك رضوان الله تعالى

لكل مشروع هدف معين من وراء إنشاؤه حتى ينجح ويثمر. وذلك السؤال ينبغي أن توجهه إلى نفسك قبل أن البدء في ذلك المشروع: “لماذا أحفظ القرآن؟” وهنا حاول أن تكون إجابتك أنك تحفظ القرآن الكريم حبًا في الله عز وجل وابتغاء مرضاته وأيضًا الفوز بالسعادة في الدنيا والآخرة. فلو كان ذلك هو هدفك من حفظ القرآن فتكون قد قطعت منتصف الطريق في مشوار حفظ القرآن. عليك التفكير في فوائد حفظ القرآن. وكيف له أن يغير حياتك ونظرتك كما غير حياة من الكثير من حفظته من قبلك. ويجب أن تؤمن وتثق بأن الله سوف ييسر لك حفظ كتاب الله القرآن الكريم فهو القائل: (وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآَنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ) [القمر: 17].

 ابدأ من السورة التي تحبها

ابدأ الحفظ من قصار السور ومن السورة التي تحبها وتراها سهلة وقبل الحفظ حاول الاستماع إلى السورة المراد حفظها عشر مرات أو أكثر. ثم افتح المصحف على تلك السورة وسوف تجد أنها مألوفة لك ويمكن حفظها بسهولة الحفظ لأنها سوف تنطبع بخلايا دماغك بعد أن استمعت إليها لعدة مرات. وخلال الحفظ قسم السورة إلى عدد من المقاطع. وابدأ في قراءة أو مقطع وكرره إلى أن تحفظه. ومن ثم قم بقراءة المقطع الثاني إلى أن تحفظه وهكذا بنفس الطريقة إلى أن تنتهي من حفظ السورة.

أفضل طريقة لحفظ القرآن والحفظ من البقرة بسهولة كما وضح الدكتور علي الربيعي

يوضح الدكتور علي الربيعي أفضل طريقة لحفظ القرآن من خلال اتباع بعض الخطوات خلال الحفظ وينبغي التركيز على أن تنفيذها قبل الشروع في حفظ القرآن الكريم ومنها ما يلي:

• فيجب أن تبدأ حفظ القرآن الكريم على يد شيخ متقن وذلك لتصحيح تلاوتك ومعرفة أحكام التجويد وحتى تستطيع الحفظ دون أخطاء. وهذا لأنه عند تغير نطق كلمة أو تشكيلها سوف يؤدي ذلك إلى تغيير المعنى المراد من الآيات. وأيضًا القرآن كلام الله سبحانه وتعالى ولا يمكن تغييره أو تحريفه سواء دون قصد أو بعمد.
• يمكنك تخصيص ورد يومي من الحفظ على سبيل المثال حفظ وجهين كل يوم من المصحف مع تقسيمها على وقتين مختلفين. على سبيل المثال جه بعد صلاة الفجر والوجه الثاني بعد العصر أو بعد صلاة المغرب، فإذا استمريت على ذلك يوميًا سوف تتمكن من ختم القرآن الكريم في عام واحد حفظًا متقنًا ويجب ألا تزيد عن صفحتين في اليوم الواحد. لكي لا تصعب الحفظ على نفسك وتقل إرادتك وعزيمتك. ويظل الكثير من الناس في حيرة أيهما أفضل الحفظ من البقرة أم من الناس ويقول الدكتور علي الربيعي أنه يفضل البدأ باليسير أي من سورة الناس ولكن عند المراجعة يفضل البدء من سورة البقرة حتى سورة الناس.
• أحرص على الحفظ من طبعة واحدة من المصحف حتى لا يتشتت عقلك عند الحفظ من طبعات مختلفة. وهذا لأن عقلك يقوم بحفظ شكل الصفحة وأول أية وآخر أية في الصفحة فيثبت في عقلك الحفظ وعند القيام بتسميع هذه الصفحة. فإن العقل يتخيل بشكل مباشر أن الصفحة التي يقرأ منها أمامه مما يساعد على سرعة الحفظ وتذكر الآيات. بالإضافة إلى حفظ أماكن الآيات القرآنية بكل سهولة.

أحاديث في فضل حفظ القرآن الكريم والحفظ من البقرة كما وضح الدكتور علي الربيعي

لقد وردت العديد من الأحاديث النبوية الشريفة التي توضح فضل القرآن الكريم بالإضافة إلى الحث على حفظه. وفيما يلي بعض الأحاديث:

• قال رسول الله صل الله عليه وسلم: (الَّذي يقرأُ القرآنَ وهو ماهرٌ به مع السَّفَرةِ الكِرامِ البَررةِ، والَّذي يقرأُ القرآنَ وهو عليه شاقٌّ فله أجران).
• قال رسول الله صل الله عليه وسلم: (لا حَسَدَ إلَّا في اثْنَتَيْنِ: رَجُلٌ عَلَّمَهُ اللَّهُ القُرْآنَ، فَهو يَتْلُوهُ آناءَ اللَّيْلِ، وآناءَ النَّهارِ، فَسَمِعَهُ جارٌ له، فقالَ: لَيْتَنِي أُوتِيتُ مِثْلَ ما أُوتِيَ فُلانٌ، فَعَمِلْتُ مِثْلَ ما يَعْمَلُ).
• قال رسول الله صل الله عليه وسلم: (اقْرَؤُوا القُرْآنَ فإنَّه يَأْتي يَومَ القِيامَةِ شَفِيعًا لأَصْحابِهِ).
• قال رسول الله صل الله عليه وسلم: (مَثَلُ المُؤْمِنِ الذي يَقْرَأُ القُرْآنَ، مَثَلُ الأُتْرُجَّةِ، رِيحُها طَيِّبٌ وطَعْمُها طَيِّبٌ، ومَثَلُ المُؤْمِنِ الذي لا يَقْرَأُ القُرْآنَ مَثَلُ التَّمْرَةِ، لا رِيحَ لها وطَعْمُها حُلْوٌ).
• قال رسول الله صل الله عليه وسلم: (ما اجتمَعَ قومٌ في بيتٍ من بيوتِ اللَّهِ يتلونَ كتابَ اللَّهِ، ويتدارسونَهُ فيما بينَهم إلَّا نزلَت عليهِم السَّكينةُ، وغشِيَتهُمُ الرَّحمةُ، وحفَّتهُمُ الملائكَةُ، وذكرَهُمُ اللَّهُ فيمَن عندَهُ).
• قال رسول الله صل الله عليه وسلم: (من قرأ حرفًا من كتابِ اللهِ فله به حسنةٌ والحسنةُ بعشرِ أمثالِها، لا أقولُ ألم حرفٌ، ولكن ألفٌ حرفٌ، ولامٌ حرفٌ، وميمٌ حرفٌ).
• قال رسول الله صل الله عليه وسلم: (إنَّ للَّهِ أَهْلينَ منَ النَّاسِ قالوا: يا رسولَ اللَّهِ، من هُم؟ قالَ: هم أَهْلُ القرآنِ، أَهْلُ اللَّهِ وخاصَّتُهُ).

إلى هنا نصل إلى نهاية موضوع اليوم عن أيهما أفضل الحفظ من البقرة أم من الناس؟ حيث تم الإجابة عن ذلك السؤال بالتفصيل. بالإضافة إلى ذكر مجموعة من الوصايا للبدء في حفظ القرآن الكريم من الدكتور علي الربيعي.