أعراض الوسواس القهري وكيفية العلاج منه

تنتشر العديد من الأمراض النفسية في هذا العصر ولكل نوع منها أعراضه وأسبابه، ونحن في هذا المقال نتحدث عن أعراض الوسواس القهري وكيفية العلاج منه حيث يعتبر من الأمراض النفسية الشائعة بين الناس. لذا يجب معرفة علاماته وأسبابه لتحديد طرق العلاج المناسبة.

أعراض الوسواس القهري وكيفية العلاج منه

اضطراب الوسواس القهري (OCD) هو اضطراب قلق يتميز بأفكار تداخلية وسلوكيات متكررة وتصورات مشوهة للواقع. عادة ما يكون الأشخاص المصابون بالوسواس القهري منشغلين ويركزون على أفكار أو طقوس معينة يجب عليهم إكمالها بشكل متكرر من أجل إدارة حالة القلق التي يشعرون به. وتشمل أعراض الوسواس القهري ما يلي:

• أنماط السلوك المتكررة مثل غسل اليدين أو عد الأشياء أو فحص الأشياء فهي من أبرز أعراض الوسواس القهري.
• ومن أهم أعراض الوسواس القهري الشكوك والمخاوف المتعلقة بمواقف أو أشياء معينة.
• إذا كان شخص ما مصابًا بالوسواس القهري فقد يعاني أيضًا من الخوف من الجراثيم وصعوبة التخلص من الأشياء والسلوك والمعتقدات غير المنطقية.
• قد يكون لدى الشخص أفكار وسواسية تدور حول العنف والخطر بالإضافة إلى الشعور بالذنب والعار من السلوكيات القهرية التي يقومون بها وهي أحد أهم أعراض الوسواس القهري.
• قد يشعر الأشخاص المصابون بهذه الحالة أيضًا بقدر هائل من التوتر قبل إكمال أي سلوك.

وعادةً ما يتضمن علاج الوسواس القهري العلاج النفسي مثل العلاج السلوكي المعرفي (CBT). وفي العلاج المعرفي السلوكي يتعلم المرضى التعرف على معتقداتهم غير المنطقية عن أنفسهم وبيئتهم. ثم تحدي تلك المعتقدات بمعتقدات أكثر واقعية. يمكن أيضًا استخدام الأدوية للسيطرة على أعراض الوسواس القهري ولكن فعاليتها على المدى الطويل لا تزال غير مؤكدة. بالإضافة إلى ذلك يمكن أن يساعد العلاج الأسري الأفراد على بناء وعي أكبر بمشاعرهم وكيف تؤثر على العلاقات في بيئة المنزل.

تقنيات الاسترخاء مفيدة أيضًا في تقليل التوتر المرتبط بأعراض الوسواس القهري مثل تمارين التنفس أو ممارسات التأمل.

في الختام من المهم أن نفهم أنه لا يوجد نهج واحد يناسب الجميع عندما يتعلق الأمر بعلاج الوسواس القهري. ومع ذلك يوصى دائمًا بالحصول على المساعدة المهنية من أجل تحديد أفضل مسار للعلاج يناسب حالة كل مريض.

أسباب الوسواس القهري

اضطراب الوسواس القهري (OCD) هو اضطراب نفسي معقد ومتعدد الأوجه يؤثر على آلاف الأشخاص حول العالم. والسبب الدقيق لاضطراب الوسواس القهري غير معروف حتى الآن. لكن يعتقد العديد من الخبراء أن له علاقة بالتغيرات في بنية الدماغ والوصلات العصبية. كما تشير الأبحاث إلى أن هناك العديد من العوامل التي قد تساهم في اضطراب الوسواس القهري بما في ذلك الوراثة والبيئة وكيمياء الدماغ.

عامل الوراثة

تلعب الوراثة دورًا مهمًا في الإصابة بالوسواس القهري ومدى شدة أعراضه. تشير الدراسات إلى أن بعض الجينات يمكن أن تجعل الشخص أكثر عرضة لتجربة الوساوس خاصةً إذا كان أحد أفراد الأسرة المباشرين مصابًا بالاضطراب، فإن خطر إصابة الفرد به يزداد بشكل كبير.

العوامل البيئية

يمكن أن تلعب العوامل البيئية أيضًا دورًا في إثارة أعراض الوسواس القهري. على سبيل المثال قد تؤدي مواجهة أحداث مرهقة متعددة أو تحولات كبيرة في الحياة إلى زيادة تعرض الشخص للسلوكيات القهرية أو الأفكار غير المنطقية. بالإضافة إلى ذلك فإن وجود أي نوع من التنشئة المؤلمة يمكن أن يؤدي بشخص ما إلى الابتعاد عن الواقع من خلال إظهار السلوك المتكرر أو استخدام أسلوب التجنب والذي قد يصبح في النهاية عادات من التفكير المنطوي على الوسواس القهري.

كيمياء الدماغ

تعد كيمياء الدماغ عاملًا آخر يمكن أن يكون سببًا في أعراض الوسواس القهري وهذا هو السبب في أن بعض الأشخاص يتناولون أدوية مثل مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs). حيث يساعد هذا النوع من الأدوية على موازنة المواد الكيميائية مثل السيروتونين والدوبامين في الدماغ والتي يعتقد أنها مسؤولة عن سلوكيات قهرية محددة مميزة لهذا الاضطراب.

عدم معرفة المريض بأنه يعاني من الوسواس القهري

أخيرًا قد يكون الافتقار إلى معرفة الفرد للمشكلة عندما يتعلق الأمر باضطراب الوسواس القهري أيضًا. بمعنى آخر قد لا يدرك الأفراد المصابون بهذه الحالة أن بعض السلوكيات غير عقلانية أو غير ضرورية لأنهم بطبيعتهم لا يعترفون بهذه الحقيقة بسبب أنماط تفكيرهم المشوهة المرتبطة بالإكراه في حد ذاته. وبالتالي يستمرون في الانخراط في أنشطة متكررة دون الكثير من الوعي الذاتي بتأثيرها على مستوى سير حياتهم.

بشكل عام على الرغم من أنه لم يتم العثور على سبب محدد لاضطراب الوسواس القهري. إلا أن الأبحاث تشير إلى عوامل مختلفة تساهم في كل من المستويين البيولوجي والنفسي بما في ذلك الجينات والبيئة جنبًا إلى جنب مع كيمياء الدماغ وعدم وجود نظرة ثاقبة لنمط تفكير الفرد الذي يؤدي إلى تكرار أفعال معينة بشكل غير منطقي.

طرق علاج الوسواس القهري نهائيًا

اضطراب الوسواس القهري (OCD) هو اضطراب نفسي يؤثر على ملايين الأشخاص في جميع أنحاء العالم. ويمكن أن يؤثر سلبًا على نوعية حياتهم بعدة طرق. من الجدير بالذكر أن علاج الوسواس القهري ممكن لكنه يتطلب فهمًا شاملًا للاضطراب والالتزام بالعلاجات. وفيما يلي بعض الطرق لعلاج اضطراب الوسواس القهري بشكل نهائي:

العلاج السلوكي المعرفي (CBT)

 العلاج المعرفي السلوكي هو العلاج الأكثر استخدامًا للوسواس القهري. ويتضمن العمل مع معالج لتحديد الأفكار والسلوكيات غير الملائمة المرتبطة بالاضطراب. ثم تحدي تلك الأفكار السلبية بتفكير أكثر إيجابية. ويعمل العلاج السلوكي المعرفي أيضًا على بناء عادات جديدة يمكن أن تحل محل تلك المتعلقة بالوسواس القهري.

منع الاستجابة للتعرض

وهو نوع من التدخل العلاجي المصمم خصيصًا لمرضى الوسواس القهري. إنه ينطوي على تعريض المرضى تدريجيًا لمحفزات الخوف أو الخوف أثناء قمع أي حوافز قهرية قد تكون لديهم أثناء القيام بذلك. يعمل ERP من خلال مساعدة المرضى على تعلم كيفية إدارة أعراض الوسواس القهري عن طريق تغيير الطريقة التي ينظرون بها إلى مخاوفهم وهواجسهم.

مجموعات الدعم

 تعتبر مجموعات الدعم جزءًا أساسيًا من إدارة أي حالة مزمنة بما في ذلك الوسواس القهري لأنها توفر فوائد لا حصر لها مثل التحفيز والتجارب المشتركة والتفاعل مع الأشخاص الآخرين الذين يتعاملون مع مخاوف مماثلة. حيث يقدمون أولئك الذين يعانون من الوسواس القهري إلى مجتمع وبالتالي يكون من الآمن مشاركة الخبرات دون أي أحكام أو وصمة عار ويمكن أن يكون ذلك مفيدًا جدًا في علاج الاضطراب بشكل دائم.

الأدوية

 من المعروف أن بعض الأدوية تساعد في تخفيف الأعراض المرتبطة بالوسواس القهري مثل مضادات الاكتئاب مثل Prozac أو Luvox أو مضادات الذهان مثل Risperdal أو Abilify عند استخدامها مع أشكال أخرى من العلاج مثل العلاج المعرفي السلوكي والعلاج الوقائي من التعرض للاستجابة كما هو مذكور فوق.

وبذلك نكون وصلنا إلى نهاية مقالنا عن أعراض الوسواس القهري وكيفية العلاج منه حيث تم التعرف على أشهر علامات الوسواس القهري وأسبابه بشكل مفصل. بالإضافة إلى طرق علاج الوسواس القهري نهائيًا. وأخيرًا يجب استشارة الطبيب المختص في حالة الشعور بالأعراض السابق ذكرها من أجل سرعة العلاج وحل المشكلة وعدم تفاقمها.