لماذا نشعر أننا رأينا هذا المكان من قبل؟

هل شعرت من قبل أنك قد شاهدت هذا الموقف أو المكان أو الشخص من قبل؟ شعور غريب ينتاب البعض ولكن لماذا نشعر أننا رأينا هذا المكان من قبل؟ إنها ظاهرة يطلق عليها Déjà vu أو ديجافو سوف نتعرف عليها بالتفصيل في السطور التالية بالإضافة إلى أسبابها وكيفية التخلص منها.

لماذا نشعر أننا رأينا هذا المكان من قبل؟

هل سمعت من قبل عن ديجا فو؟ إنه عندما يشعر المرء أنه قد مر بموقف من قبل، على الرغم من أنه قد يواجهه لأول مرة. يعتقد البعض أنها مجرد خدعة للعقل بينما يقترح البعض الآخر أنها قد تكون ناجمة عن نوع من الذاكرة اللاواعية.

هناك بعض النظريات حول سبب تجربتنا للديجافو. والأكثر شيوعًا أنه مجرد خطأ في الذاكرة قصيرة المدى لأدمغتنا بسبب أوجه التشابه بين حالتين. تعتقد أذهاننا خطأً أننا رأينا بالفعل أو اختبرنا سيناريو واحدًا من قبل. ربما كان شيئًا مشابهًا رأيناه ذات مرة أثناء المرور قد أثار إدراكًا غير واعٍ لهذا الوضع الجديد. يقترح البعض نظريات ميتافيزيقية: ربما توجد بالفعل أكوان متعددة وجداول زمنية أو حقائق موازية حيث من المحتمل جدًا أننا قد نجد أنفسنا في الواقع نمر بسيناريوهات مماثلة.

يكمن التفسير الفسيولوجي للديجافو في كيفية عمل الذاكرة. على وجه التحديد فيما يتعلق بالتذكر مقابل الألفة. التذكر هو عندما تتعرف أدمغتنا على بعض المحفزات الحالية على أنها مرتبطة بحدث من ماضينا ويمكن أن تثير الصور والأفكار المرتبطة بها حيث تميل إلى إثارة ردود فعل عاطفية قوية بينما تحدث الألفة عندما نتعرف على بعض جوانب الأشياء ولكننا غير قادرين على الاتصال بسبب تجاربنا الماضية. قد يكون افتراضنا الغريزي على ما يبدو أن الديجافو يحدث بسبب تفسير خارق للطبيعة قد يكون ناتجًا عن الاستجابات العاطفية المفاجئة المرتبطة بهذه الذكريات جنبًا إلى جنب مع الشعور الغامر بالألفة مما يؤدي إلى هذا المفهوم لنوع من التدخل الصوفي.

ما هو سبب ظاهرة الديجافو ولماذا نشعر أننا رأينا هذا المكان من قبل؟

لا يزال سبب deja vu لغزا إلى حد كبير حتى يومنا هذا. لكن الباحثين اقترحوا عدة نظريات لشرح سبب تجربة الناس لها. أحد التفسيرات الأكثر شيوعًا هو أن deja vu يحدث عندما يتم تعطيل جزء من وظائفنا المعرفية بطريقة ما. حيث تقترح فكرة أخرى أننا قد نصل بالفعل إلى ذكريات منسية عندما تكون لدينا هذه التجارب الغريبة. بينما تقترح فكرة أخرى أن دماغنا يسمح لنا بالتعرف على أوجه التشابه بين موقف وآخر دون معرفة السبب. كما يمكن أن يكون سببه مشاكل عصبية أو مسارات عصبية غير طبيعية في الدماغ.

يؤكد بعض الخبراء أن deja vu يحدث عندما يصبح الناس واعين للحظة بواقعهم الحالي وذكرياتهم من الماضي. من الممكن أن تتداخل هاتان الحالتان للحظة. مما ينتج عنه مشاعر ليست جديدة تمامًا ولا مألوفة تمامًا في نفس الوقت. تشير نظريات أخرى إلى أنه قد يكون هناك أكثر من حالة منا موجودة في أكوان أو أبعاد متوازية حيث قد يحدث شيء مشابه في كلتا الواقعتين في وقت واحد ويسبب شعورًا بالألفة مع عدم وجود تفسير منطقي لمصدره.

بغض النظر عن سببها فإن deja vu هي ظاهرة غريبة لا تزال بعيدة عن الفهم العلمي حتى يومنا هذا. بينما توجد نظريات مختلفة حول أصلها. ولكن لم يتم إثبات صحة أي منها بشكل قاط وهي حقيقة تضيف فقط إلى الغموض وراء هذا اللغز.

كيف تتخلص من الديجافو

كما ذكرنا من قبل لماذا نشعر أننا رأينا هذا المكان من قبل؟ وأنه ظاهرة يطلق عليها ديجافو وهي إحساس يخلق الانطباع بأنك عايشت اللحظة الحالية من قبل. يمكن أن تحدث بشكل عشوائي أو تنجم عن البيئة أو الذكريات أو المشاعر المرتبطة بها. وعلى الرغم من عدم وجود طريقة للتخلص تمامًا من deja vu ، إلا أن هناك بعض الأساليب التي يمكنك استخدامها لتقليل حدوثها وشدتها.

كن حاضرًا في اللحظة

متى واجهت ظاهرة ديجافو توقف وفكر فيما يحدث الآن. غالبًا ما تحدث ظاهرة Deja vu عندما يضيع الفرد في أفكاره ويتوقف عن التواجد في اللحظة الحالية. في حالة حدوث الديجافو. حاول تركيز انتباهك على شيء آخر. وفهم مكانك الآن وما يحدث خارج رأسك فهذا يدرب عقلك على الاستمرار في التركيز على الواقع بدلاً من الاعتماد على الذكريات أكثر من اللازم.

خذ وقتًا بعيدًا عن التكنولوجيا

يمكن أن يؤدي قضاء الكثير من الوقت في النظر إلى الشاشات إلى فترات من التشتت مما قد يتسبب في حدوث لحظات غير متوقعة من déjà vu. ويساعدنا أخذ فترات راحة منتظمة من التكنولوجيا على البقاء على أرض الواقع وفصل كل المحفزات حتى ترتاح أدمغتنا. مما يسمح باليقظة والممارسة والتعرف على الأنماط كتجارب كاملة بدلًا من الأحداث المنفصلة.

ممارسة تمارين اليقظة

تساعد تمارين اليقظة مثل التأمل وتمارين التنفس، واليوجا، وكتابة اليوميات على ترسيخ عقل الفرد في الواقع من خلال توفير أدوات مثل نقاط التركيز لإعادة الوعي إلى وعي اللحظة الحالية عندما تحدث تحولات مفاجئة في اللحظات أو الذكريات التي مررت بها سابقًا.

الديجافو حقيقة أم هلوسة

بينما يعزو البعض حدوث deja vu إلى قوى خوارق أو هواجس فقد أظهر العلم أن هذا الشعور الغريب هو على الأرجح نتيجة خلل مؤقت في وظيفة ذاكرة الدماغ. يفترض الباحثون أنه عندما يختبر الدماغ ألفة فعلية يحدث تأخير بين جزء دماغ الشخص الذي يتعرف على موقف معين وإدراك نفس الشخص الواعي لهذا الإدراك. يتسبب هذا التأخر الطفيف في شعور بعض الناس بإحساس غريب كما لو كانوا في موقف مشابه من قبل.

تم توثيق حالة Deja vu لأول مرة من قبل “إميل بويراك” في عام 1876ومع ذلك لم يكن الأمر بقوة حتى كتب عالم النفس سيغموند فرويد مقالته عام 1896 عن التحليل النفسي حيث تم الاعتراف بـ deja vu كظاهرة مهمة تستحق مزيدًا من الدراسة. منذ ذلك الحين حاولت العديد من الدراسات الكشف عن السبب الكامن وراء هذه الظاهرة. مع تركيز الباحثين على نظريتين أساسيتين: تزامن الذاكرة العصبية والمعرفية.

حيث تقترح النظرية العصبية أنه عندما نختبر deja vu يتم تنشيط دماغنا وإعادة تنشيطه من التجارب السابقة عبر الذكريات الخاطئة الموجودة في العقل اللاواعي ومع ذلك يجادل المشككون في أن هذه النظرية تعتمد بشكل كبير على أدلة لا يمكن ملاحظتها. حيث توفر فرضية مزامنة الذاكرة المعرفية منظورًا علميًا قائمًا على الأدلة التي تمت ملاحظتها سابقًا.

خاتمة لماذا نشعر أننا رأينا هذا المكان من قبل؟

وفي ختام مقال اليوم عن لماذا نشعر أننا رأينا هذا المكان من قبل؟ نجد أن كل ما قد يسبب ظاهرة ديجافو سواء أكان ذلك أوهامًا أو خللًا في أدمغتنا يظل غير مفسر إلى حد كبير ولكنه غريب بلا شك. قد يكون من المستحيل التوصل إلى استنتاجات قوية حول معناها أو أصلها. ولكن في الوقت الحالي يمكننا مواصلة استكشاف أسبابها ومتى تحدث لأنها تثير فضولنا وتحيرنا  إذًا هناك حاجة إلى مزيد من البحث والدراسات حول تلك الظاهرة الغريبة التي يشعر بها الكثير من الأشخاص حول العالم.