تعلّم التفكير الناقد: كيف يؤثر على تطوير العقل؟

التفكير النقدي هو مهارة مهمة في أي مجال من مجالات الدراسة أو المسار الوظيفي وتعلم كيفية التفكير النقدي يمكن أن يستغرق وقتًا وممارسة. الخبر السار هو أن التفكير النقدي يمكن تعلمه وتطويره مثل أي مهارة أخرى. وفي هذا المقال سوف نتعرف على طرق تعلّم التفكير الناقد: كيف يؤثر على تطوير العقل؟ بالإضافة إلى مهارات التفكير الناقد.

تعلّم التفكير الناقد: كيف يؤثر على تطوير العقل؟

 فيما يلي عدة طرق يمكنك من خلالها البدء في تحسين مهارات التفكير النقدي لديك اليوم:

قم بتحليل طريقة تفكيرك من تعلّم التفكير الناقد

قبل اختبار مهارات التفكير النقدي المكتشفة حديثًا على الآخرين من الجيد أن تحصل على بعض الممارسات لتحليل أفكارك وقراراتك. لست مضطرًا لأن تقتصر على القرارات الكبيرة فقط. يمكن أن يكون شيئًا بسيطًا مثل “لماذا أرتدي هذا القميص اليوم؟” انتبه إلى الأسباب الكامنة وراء أفكارك ومنطقك وحكمك أثناء الأنشطة اليومية.

سيساعدك هذا على اكتساب فهم أفضل لما يدور في ذهنك عند اتخاذ القرارات ويسمح لك بفرصة لممارسة التقييم المنطقي للخيارات المختلفة قبل الاستقرار على أحدها.

التعلم من الآخرين من طرق تعلّم التفكير الناقد

يمكن أن تكون مشاهدة كيف يتفاعل الأشخاص ذوو مهارات التفكير النقدي العظيمة مع المواقف الصعبة أمرًا مدهشًا للغاية. استمع وراقب الأشخاص الذين أتقنوا فن التفكير النقدي مثل الأساتذة أو المديرين أو المحترفين ذوي الخبرة في أي صناعة تهمك. التعلم بالقدوة ليس مفيدًا فقط في شحذ مهاراتك الخاصة ولكنه أيضًا يساهم في تعلّم التفكير الناقد كما يمنحك رؤى جديدة لتقنيات حل المشكلات التي ربما لم تفكر بها من قبل.

خذ وقتًا للتفكير من خطوات تعلّم التفكير الناقد

 يمنحنا أخذ فترات راحة منتظمة فرصة مؤقتة للابتعاد عن سلسلة الأفكار المعتادة وتقييم الأشياء بموضوعية. حاول ألا تقفز بسرعة كبيرة إلى الاستنتاجات أثناء لحظات الأزمات أو الأوقات التي تتطلب استجابات سريعة.

التفكير في جميع الخيارات المتاحة قبل اتخاذ قرار إن أمكن. غالبًا ما يتطلب فهم الصورة الأكبر قدرًا من الموضوعية أكثر مما قد نمتلكه بشكل طبيعي في أوقات معينة لذا فإن أخذ 10 دقائق من اليوم للتفكير يمكن أن يساعد بشكل كبير في تطوير مهارات التفكير النقدي القوية بمرور الوقت.

 الانخراط في المشكلات المعقدة

 بمجرد أن تشعر بالراحة عند الملاحظة والتفكير في المشكلات المختلفة فإن الانخراط بشكل هادف في المشكلات التي تتطلب حلولًا متعددة هو المفتاح في تعلّم التفكير الناقد. ابحث عن المهام في العمل أو المدرسة التي تتطلب عمليات تفكير إبداعية وابحث في القضايا المعقدة حول العالم.

واقرأ كتابات فلسفية واطرح أسئلة صعبة عند الاستماع إلى محادثات أو مناظرات هذه كلها أنواع من الأنشطة التي من المؤكد أنها ستتحدى عقلك.

توسيع قاعدة المعرفة الخاصة بك

 صدق أو لا تصدق تشكل المعرفة جزءًا أساسيًا في القدرة على التفكير النقدي. يساعد توسيع قاعدة معارفنا على فهم المواقف بشكل أفضل من وجهات نظر مختلفة مما يجعل عملنا أسهل عند محاولة اكتشاف علاقات السبب والنتيجة الكامنة. وبالتالي فإن الأشخاص الذين يمتلكون خلفيات متنوعة يميلون إلى الأداء بشكل أفضل عندما يتعلق الأمر بمعالجة المشكلات الصعبة مقارنة بأولئك ذوي الخبرة المعرفية المحدودة.

كيف يؤثر تعلّم التفكير الناقد على تطوير العقل

التفكير الناقد هو العملية الذهنية للتحليل والتقييم والتفكير الموضوعي والعقلاني في موقف معين. وهو يستلزم تكوين أحكام منطقية والنظر بعناية في جميع الحقائق والتفاصيل المطروحة. وتشكيل الاستنتاجات وفقًا للأدلة وتطبيق هذه الاستنتاجات في الممارسة.

• الفائدة الأولى والأكثر أهمية لتعلّم التفكير الناقد أنه يسمح لنا بتقييم المواقف بشكل أكثر فعالية من أجل التوصل إلى قرارات أفضل. مع زيادة القدرة على فهم سبب ظهور مشاكل معينة وكيف يمكننا المضي في حلها. يصبح اتخاذ القرار أسهل بشكل كبير.
• ليس هذا فقط ولكن من خلال تعلّم التفكير الناقد يمكننا تجنب التحيز في عملية التفكير التي تساعد بشكل كبير عندما يتعلق الأمر بحل المشكلات. إن القدرة على فهم كل جانب من جوانب الموقف قبل الحكم على أحدهما يحسن بشكل كبير قدرتنا على إصدار أحكام جيدة عند مواجهة المواقف الصعبة.
• يمكن أن يساعدنا تعلّم التفكير الناقد في تكوين آرائنا ومعتقداتنا بشكل أفضل حول مواضيع مختلفة من خلال اتخاذ موقف محايد حتى عند مواجهة أفكار أو ادعاءات متضاربة. من خلال الموازنة بين الحجتين لمعرفة أيهما أكثر منطقية بدلاً من الإيمان الأعمى بما يعتقده الآخرون.
• يمكننا الخروج بأحكامنا الأخلاقية الخاصة التي تعكس حقًا معتقداتنا وقيمنا. يعمل هذا النوع من التقييم غير المتحيز أيضًا على تحسين قدرتنا على القراءة بين السطور واختيار معلومات مهمة من أي نص مكتوب يؤدي إلى تحسين القدرة على التعلم في مواضيع مثل التاريخ أو الفلسفة حيث يميل الناس إلى استخلاص استنتاجات مختلفة بناءً على الحقائق المقدمة.

مهارات التفكير الناقد

يعتبر التفكير الناقد أداة لا تقدر بثمن لأنه يمكّن المرء من إدراك المعلومات التي يفكر فيها بصريًا وتحليليًا. يتم تعريفه على أنه أسلوب لحل المشكلات يجمع بين التفكير المنطقي وحل المشكلات واتخاذ القرار مع مراعاة النتائج والآثار المحتملة.

يساعدنا التفكير النقدي على فهم بيئتنا بشكل أفضل وكيف تعمل من أجل اتخاذ القرارات بشكل أكثر فعالية. يمنحنا القدرة على تحليل عقلانية المواقف وتطوير الحجج التي يمكن أن تؤدي إلى تغيير إيجابي أو حلول وفيما يلي أهم مهارات التفكير الناقد:

طرح الأسئلة

يتضمن التفكير النقدي في جوهره طرح أسئلة للحكم على دقة الافتراضات أو تحديد موثوقية الأدلة. يمكن أن تتراوح هذه الأسئلة من استفسارات بسيطة مثل “ما نوع الدليل الذي يدعم هذه الفكرة؟” أو “ماذا يعني هذا بالنسبة لي؟” إلى أسئلة أكثر تعقيدًا حول مسار العمل مثل “ما الخيار الأفضل؟” أو “هل يجب علي اتباع هذا النهج؟”.

في كلتا الحالتين يشجع التفكير النقدي الأفراد على تجاوز الحقائق والنظر في التفسيرات الأخرى التي قد تكون موجودة والتي يمكن أن تساعدهم في الوصول إلى استنتاجات أكثر اعتبارًا ومبررة.

النظر إلى سياقات أكبر

يتضمن أيضًا التفكير الناقد القدرة على النظر إلى سياقات أوسع من وجهات نظر متعددة. هذا يساعد على تحديد القضايا المحتملة من منظور معين على سبيل المثال. إذا تم تمثيل جانب واحد فقط من الحجة فقد يتم تجاهل الاحتمالات الأخرى. إن إدراك تحيزاتك المعرفية عند النظر إلى شيء ما يلعب أيضًا دورًا رئيسيًا ومحاولة عدم السماح للمعتقدات الشخصية بتحديد حكم الفرد على موضوع معين يجعل اتخاذ القرار أكثر عدلاً عند حساب جميع المعلومات ذات الصلة.

على هذا النحو فإن دمج مهارات التفكير النقدي في أي عملية صنع قرار يمكن أن يمنع الأخطاء من خلال المساعدة في توضيح الأهداف ووضع الخطط التي تهدف إلى تحقيقها أثناء تقييم البدائل على طول الطريق.

تساعد القدرة على التقييم المنطقي للمشكلات في الكشف عن الحلول بحيث يكون التنفيذ أسهل بكثير عندما تتم مراجعة الأفكار الأصلية بشكل مناسب.

في الختام يعد تعلّم التفكير الناقد من الأشياء المهمة لتحسين قدرة الفرد بشكل كبير على التفكير المعقد واتخاذ القرار والتعلم والتواصل وجميع المهارات الأساسية لأي شيء نقوم به اليوم تقريبًا. لا يمكن التقليل من أهمية التفكير الناقد حيث يمكن استخدام تطبيقاته كل يوم بغض النظر عن مدى صغر حجم المهمة المطلوب تنفيذها وبالتالي تدفعنا نحو تحقيق كل ما نريده مع إشراك عقولنا بشكل مستمر مما يساعد في خلق فرص جديدة.