هل كل ما يعرفه علماء الأعصاب عن الدماغ البشري مجرد وهم كبير

هل كل ما يعرفه علماء الأعصاب عن الدماغ البشري مجرد وهم كبير لا شك أن الدماغ البشري هو عضو معقد وغامض بشكل لا يصدق. وفي السنوات الأخيرة حقق علماء الأعصاب تقدمًا كبيرًا في فهم كيفية عمله والمعلومات التي يخزنها ويعالجها. ومع ذلك بدأ بعض الخبراء في التساؤل عما إذا كان كل ما نعرفه عن الدماغ هو في الواقع مجرد وهم.

هل كل ما يعرفه علماء الأعصاب عن الدماغ البشري مجرد وهم كبير

فكرة أن معرفتنا بالدماغ البشري قد تكون محدودة تنبع من عاملين:

• الأول أن فهمنا الحالي لا يمثل سوى جزء صغير من السعة الكلية للدماغ.
• وثانيًا أن قدرتنا المحدودة على الوصول إلى أجزاء معينة من الدماغ تعني أن استنتاجاتنا. قد تكون مبنية على معلومات غير كاملة.

لجعل الأمور أكثر تعقيدًا تشير الأبحاث إلى أن مناطق مختلفة من الدماغ البشري تخزن أنواعًا مختلفة من البيانات. ولكن من الصعب قياس هذه الاختلافات بدقة أو تقييم تأثيرها على السلوك.

من الممكن أن الكثير مما نعتقد أننا نعرفه عن الدماغ البشري هو مجرد وهم تم إنشاؤه من خلال التقليل من إمكاناته ونطاقه الحقيقيين. وقد أدت هذه الفكرة إلى تكهنات مثل Panpsychism. وهي تمثل فكرة أن التجربة الواعية هي خاصية أساسية لكل مادة. والتي أعادت إشعال النقاشات حول مواضيع مثل الإرادة الحرة والحتمية في الآونة الأخيرة.

على الرغم من هذه الشكوك هناك أيضًا من يؤمن بأخذ نظرة متفائلة تجاه أبحاث علم الأعصاب ويعتقدون أن الفهم الحديث. يوفر لنا نظرة ثاقبة حول كيفية عمل الدماغ البشري.

بشكل عام بالنظر إلى قلة فهمنا لهذا النظام المعقد من الآمن أن نقول إن هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به قبل تحديد ما إذا كانت المعرفة الحالية تمثل الواقع حقًا. أو ما إذا كان العلماء يخلقون وهمًا عند تفسير البيانات من التجارب التي أجريت على مثل هذه المسألة المعقدة وبالتحديد الدماغ البشري.

ما هي دراسات علماء الأعصاب عن الدماغ البشري

يهتم علماء الأعصاب بفهم الأساس البيولوجي للدماغ ووظائفه. حيث يدرس علماء الأعصاب علم التشريح وعلم وظائف الأعضاء والكيمياء للجهاز العصبي المركزي وتأثيره على السلوك والعاطفة والتطور واللدونة العصبية.

 يسعى البحث في علم الأعصاب إلى فهم كيفية تشفير المعلومات ومعالجتها وتخزينها واسترجاعها من الدماغ. باعتباره الأساس البيولوجي لجميع العمليات العقلية من التعلم والذاكرة إلى فهم اللغة واتخاذ القرار وبالتالي فإن الدماغ البشري هو مجال رائع لا نهاية له للعلماء والباحثين.

في أبسط مستوياته الأساسية يدرس علم الأعصاب الخلايا العصبية وهي عبارة عن خلايا متخصصة تتواصل عن طريق إرسال إشارات كهروكيميائية عبر هياكل تسمى المحاور. وعندما تتفاعل خليتان من الخلايا العصبية معًا فإنها تشكل تشابكًا مشتركًا بينهما مما يسمح بمشاركة المعلومات بينهما. كما تشكل الخلايا العصبية شبكات لأنها تتعلم المزيد عن بيئتها وتمكين السلوكيات المعقدة بما في ذلك الإدراك وأنماط التفكير واتخاذ القرار والتعلم وتكوين الذاكرة.

ومن خلال فهم كيفية تشكيل هذه الشبكات للدوائر العصبية بالإضافة إلى المسارات التي تسمح لنا بحل المشكلات المعقدة أو إنشاء الأفكار. يمكننا البدء في فهم سبب حدوث سلوكيات معينة أو عدم حدوثها في مواقف معينة.

تركز أبحاث علم الأعصاب أيضًا على التغيرات البيوكيميائية في الدماغ الناتجة عن أحداث مثل المرض أو الصدمة. وقد تمكن علماء الأعصاب من اكتشاف الاختلافات بين العقول السليمة وأولئك الذين يعانون من حالات مثل اضطراب طيف التوحد (ASD) بالإضافة إلى مرض الزهايمر (AD) ومرض الاكتئاب واضطراب نقص الانتباه (ADD) أو اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD). من خلال دراسة هذه الأمراض على المستويين الهيكلي والوظيفي. فإنه يسمح للباحثين بتحديد العلاجات الممكنة أو تطوير استراتيجيات تعتمد على تحديد المناطق المتأثرة بهذه الاضطرابات.

تقدم البحث في علم الأعصاب

سمح البحث في مجالات مختلفة من علم الأعصاب بتحقيق تقدم كبير في مجالات مثل الروبوتات حيث يتم تطوير الآلات بقدرات مماثلة للإنسان عندما يتعلق الأمر بفهم المهام مثل التنقل في التضاريس غير المألوفة أو التعرف على الأشكال داخل الأشياء التي يتم رؤيتها أمامهم.

يتم الآن إحراز تقدم مماثل في تقنيات وإجراءات طبية معينة مثل التحفيز العميق للدماغ لعلاج أمراض مثل مرض باركنسون أو السيطرة الطبية على الألم المزمن الذي يعاني منه الأفراد الذين يعانون من حالات مثل التهاب العصب الثلاثي وهي حالة تنتج عن الصدمة بسبب تلف العصب الوجهي.

ما هي أنواع الأعصاب

الأعصاب هي خلايا متخصصة في الجهاز العصبي تنقل الإشارات الكهربائية من الجهاز العصبي المركزي (CNS) إلى أجزاء أخرى من الجسم. وهناك ثلاثة أنواع رئيسية من الأنسجة العصبية: الحسية، والحركية، واللاإرادية والتي تتكون كل منها من خلايا عصبية أكثر تحديدًا مسؤولة عن مسارات الإغاثة المرتبطة بشكل مباشر أو غير مباشر بالدماغ بناءً على النوع ومهمته الفردية.

يساعد هذا النظام في تنسيق السلوكيات الضرورية مما يجعلها ممكنة مثل الحركة نفسها وتنظيم الأشياء. بخلاف ذلك من وعينا الواعي الذي يساعدنا على التكيف في البيئات المتغيرة.

من أين تخرج الأعصاب الدماغية

الأعصاب الدماغية هي جزء من مجموعة من الأعصاب اللاإرادية (ANS). والأعصاب الدماغية هي المسؤولة عن التحكم في الوظائف الأساسية اللازمة للحياة وتنظيمها مثل التنفس والهضم وردود الفعل الفسيولوجية الأخرى المتعلقة بالبقاء على قيد الحياة. بينما يقع معظم الجهاز العصبي المحيطي خارج الدماغ والحبل الشوكي بينما الأعصاب الدماغية تقع في الداخل.

تنشأ هذه الأعصاب في pons cerebri أو جذع الدماغ (الجزء السفلي من الدماغ). والذي يحتوي على عدة أجزاء بما في ذلك النوى والمسالك والألياف وكلها تعمل في جميع أنحاء الجسم وتربط أنظمة مختلفة مع الخلايا العصبية من الجهاز العصبي المركزي.

الأعصاب الدماغية المعنية تقع في الأعصاب القحفية في 12 مجموعة عادةً تلك المختصة بالمعلومات الحسية من الأعضاء الخارجية كما توفر الخلايا العصبية الحركية للتحكم في حركة الغدد والخلايا العصبية اللاإرادية السابقة وضمن هذه المجموعات الرئيسية توجد عدة أعصاب أصغر تعرف مجتمعة باسم الأعصاب القحفية التي تنشأ في نوى محددة داخل محور جذع الدماغ. والتي ترتبط مباشرة بـ 6 مناطق من هذا المحور تشمل: الحواس الخاصة في مناطق V1-V2 (الرؤية)، التذوق في N7، الرائحة في N9-11 (الشم)، حركة الرقبة V3-V4 (الأعصاب العنقية السابع والتاسع)، الحساسية العامة أو الحركة VI -الثاني عشر.

تعد قدرة هذه الهياكل العصبية على الاستجابة السريعة أمرًا ضروريًا للعمل الطبيعي. قد يؤدي تلف هذه الشبكات الحساسة إلى حدوث خلل وظيفي شديد أو حتى الموت إذا كانت تعاني من ضمور أو تعطل بسبب الإصابة أو المرض. وفقًا لذلك يمكن أن تساعد المعرفة المكتسبة من خلال فهم مصدرها الأصلي في شرح الاضطرابات السلوكية وتحديد العلاجات المحتملة بشكل أسرع.

إلى هنا نصل إلى نهاية موضوع اليوم عن هل كل ما يعرفه علماء الأعصاب عن الدماغ البشري مجرد وهم كبير حيث تمت الإجابة عن ذلك التساؤل بشيء من التفصيل. بالإضافة إلى عرض بعض الدراسات الخاصة بعلم الأعصاب والدماغ البشري. كما تطرق المقال إلى عرض أنواع الأعصاب.