هل الألعاب الإلكترونية تؤثر على التركيز؟

هل الألعاب الإلكترونية تؤثر على التركيز؟

المحتويات إخفاء

هل الألعاب الإلكترونية تؤثر على التركيز؟ في العصر الحديث. أصبحت الألعاب الإلكترونية جزءًا لا يتجزأ من حياة الكثيرين. سواء كانوا أطفالًا، مراهقين، أو حتى بالغين.

 تتراوح هذه الألعاب بين البسيطة والمعقدة. وتوفر للمستخدمين تجربة ترفيهية مشوقة. ومع ذلك، أثارت الألعاب الإلكترونية جدل كبير حول تأثيراتها على الأفراد. خصوصًا فيما يتعلق بالتركيز والانتباه. فهل تحسن الألعاب الإلكترونية من قدرات التركيز، أم تضعفها؟.

هل الألعاب الإلكترونية تؤثر على التركيز؟

القسم الأول فهم التركيز وأهميته:

ما هو التركيز؟ التركيز هو قدرة العقل على توجيه الانتباه نحو مهمة معينة دون التشتت. وهو مهارة ضرورية للنجاح في مختلف جوانب الحياة، بما في ذلك الدراسة، العمل. والأنشطة اليومية.

أهمية التركيز في الحياة اليومية

  • تحقيق الأهداف: يساعد التركيز على تحقيق الأهداف بكفاءة أكبر.
  • زيادة الإنتاجية: يمكن التركيز الجيد من إنجاز المزيد في وقت أقل.
  • تعزيز العلاقات: يساعد التركيز على التواصل الفعال وفهم الآخرين بشكل أفضل.

القسم الثاني الألعاب الإلكترونية وتأثيراتها الإيجابية على التركيز

1. هل الألعاب الإلكترونية تؤثر على التركيز؟ تحسين ردود الفعل السريعة: تتطلب العديد من الألعاب الإلكترونية استجابات سريعة ودقيقة. مما يعزز قدرة اللاعب على معالجة المعلومات بسرعة واتخاذ قرارات فورية.

على سبيل المثال. الألعاب الحربية أو ألعاب السباق تتطلب مهارات عالية في التفاعل مع الأحداث.

2. تعزيز الانتباه الانتقائي: تساعد الألعاب الإلكترونية على تدريب الدماغ على التركيز على أهداف معينة مع تجاهل المشتتات، وهي مهارة تعرف بـ “الانتباه الانتقائي”.

3. تطوير مهارات حل المشكلات: تتطلب بعض الألعاب الإلكترونية. مثل ألعاب الألغاز والاستراتيجيات، التفكير النقدي وحل المشكلات. مما يمكن أن يحسن من قدرات التركيز.

4. تعزيز التعلم عبر الترفيه: هناك العديد من الألعاب التعليمية التي تشجع على التعلم بطرق مبتكرة. مما يساعد على تعزيز الانتباه لدى الأطفال. 

هل الألعاب الإلكترونية تؤثر على التركيز؟ وما هي التأثيرات السلبية للألعاب الإلكترونية

1. زيادة التشتت: قد تؤدي الألعاب الإلكترونية. خصوصًا عند الإفراط في استخدامها. إلى انخفاض القدرة على التركيز في المهام اليومية.

 يعود ذلك إلى تعويد العقل على التحفيز المستمر في الألعاب، مما يجعل الأنشطة الأخرى تبدو مملة.

2. تأثيرات الإدمان: إدمان الألعاب الإلكترونية يعتبر مشكلة شائعة. يؤدي هذا الإدمان إلى استنزاف الوقت والطاقة. مما يُؤثر سلبًا على التركيز في الأنشطة الأخرى مثل الدراسة أو العمل.

3. ضعف التركيز على المدى الطويل: قد يؤدي الاستخدام المفرط للألعاب إلى تغييرات في الدماغ تؤثر على القدرة على التركيز لفترات طويلة.

وجد أن الأشخاص الذين يمضون ساعات طويلة في اللعب يعانون من صعوبة في التركيز على الأنشطة التي تتطلب انتباهاً ممتداً.

4. قلة النوم: قد يؤدي اللعب المفرط إلى السهر وقلة النوم. وهو ما يؤثر بشكل كبير على التركيز والانتباه خلال النهار.

القسم الرابع: العوامل المؤثرة في العلاقة بين الألعاب الإلكترونية والتركيز

1. نوع اللعبة: تختلف تأثيرات الألعاب الإلكترونية بناءً على نوعها. فالألعاب التعليمية أو الإستراتيجية قد تعزز التركيز. بينما الألعاب التي تفتقر إلى الهدف الواضح قد تسبب التشتت.

2. مدة اللعب: اللعب لفترات قصيرة ومعتدلة يمكن أن يكون له فوائد إيجابية. بينما اللعب المفرط قد يؤدي إلى تأثيرات سلبية.

3. الفئة العمرية: تؤثر الألعاب الإلكترونية على التركيز بشكل مختلف بين الأطفال. المراهقين، والبالغين. فالأطفال قد يكونون أكثر عرضة للتأثيرات السلبية بسبب ضعف التحكم الذاتي.

هل الألعاب الإلكترونية تؤثر على التركيز؟ نصائح للاستفادة من الألعاب الإلكترونية

1. تحديد وقت اللعب: ينصح بتحديد وقت معين للعب يوميًا لتجنب الإفراط.

2. اختيار الألعاب المناسبة: اختر ألعابًا تعليمية أو تلك التي تعزز مهارات التفكير والتركيز.

3. تحقيق التوازن: يجب تحقيق توازن بين وقت اللعب والأنشطة الأخرى مثل الدراسة، الرياضة، والتفاعل الاجتماعي.

4. متابعة الأهل: على الأهل مراقبة استخدام الأطفال للألعاب الإلكترونية والتأكد من أنها لا تؤثر سلبًا على تركيزهم أو دراستهم.

الألعاب الإلكترونية هي سلاح ذو حدين. يمكن أن تكون وسيلة لتحسين التركيز وتطوير المهارات إذا تم استخدامها بشكل معتدل ومدروس.

ومع ذلك، فإن الإفراط في اللعب قد يؤدي إلى تأثيرات سلبية على التركيز والصحة النفسية والجسدية.

هل الألعاب الإلكترونية تؤثر على التركيز؟ لذا، من المهم التعامل مع الألعاب الإلكترونية بحذر لتحقيق أقصى استفادة منها وتجنب أضرارها، التوازن هو المفتاح لتحقيق ذلك.

تشير الدراسات الصحية إلى أن ألعاب الفيديو تؤثر بشكل كبير على مناطق أساسية في الدماغ، وهي المناطق التي تلعب دورًا حيويًا في عمليات التعلم والدراسة.

تشمل القشرة الجبهية (Prefrontal Cortex). والحصين (Hippocampus)، واللوزة الدماغية (Amygdala).

وقد أكد خبراء متخصصون أهمية هذه المناطق في بناء وتطوير المهارات المعرفية والسلوكية. مما يجعل تأثير هذه الألعاب على الدماغ موضوعًا حيويًا يستدعي مزيدًا من البحث والتدقيق.

الاهتمام البحثي بتأثير الألعاب الإلكترونية

 هل الألعاب الإلكترونية تؤثر على التركيز؟ قد حظيت الألعاب الإلكترونية باهتمام واسع من قبل الباحثين والدراسات العلمية التي سلطت الضوء على تأثيراتها المباشرة

وغير المباشرة على سلوك المستخدمين. وخاصة بين الفئات العمرية الأصغر مثل الأطفال والمراهقين والشباب.

 يأتي هذا في ظل الشعبية المتزايدة لهذه الألعاب. التي تتميز بآليات تفاعلية وتقنيات متطورة تزيد من جاذبيتها وإدمانها.

ومع تزايد انتشار هذه الألعاب، أصبح فهم تأثيراتها على الدماغ والجوانب السلوكية والعقلية أكثر إلحاحًا.

تنمية الذكاء والتركيز: نتائج متباينة

على الرغم من الانتقادات الشائعة التي تتهم ألعاب الفيديو بإضعاف القدرات العقلية وتقليل التركيز. إلا أن بعض الدراسات أشارت إلى نتائج مغايرة تمامًا.

 هل الألعاب الإلكترونية تؤثر على التركيز؟ فقد أظهرت إحدى الدراسات التي أجريت في جامعة براون الأميركية أن الألعاب الإلكترونية قد تسهم في تنمية الذكاء وتحفيز القدرات العقلية.

قام الباحثون بإجراء اختبارات شملت مجموعتين: الأولى من عشاق الألعاب الإلكترونية. والثانية لأشخاص لا يمارسونها بانتظام.

وأشار الباحث يوكا ساساكي، أحد المشرفين على الدراسة، إلى أن النتائج أظهرت تفوق القدرات البصرية لعشاق الألعاب الإلكترونية مقارنة بغيرهم.

كما أشار إلى ملاحظة تطور ملحوظ في سرعة استجابة أحد محبي الألعاب الإلكترونية في تعلم العزف على البيانو، مما يعكس تأثير الألعاب في تحسين التنسيق بين الحواس والمهارات الحركية

الاعتقادات السلبية: خلصت الدراسة إلى أن ألعاب الفيديو ليست بالضرورة مضيعة للوقت كما يعتقد البعض.

 بل إنها قد تحمل فوائد معرفية وسلوكية لبعض المستخدمين، ما يعزز من أهمية التعامل معها بشكل متوازن ومدروس.

هذه النتائج أثارت اهتمام الخبراء، ودفعتهم للتأكيد على ضرورة فهم التأثيرات المعقدة لهذه الألعاب بدلاً من إصدار أحكام مسبقة عنها.

إدمان الألعاب الإلكترونية وتأثيراته على الدماغ والسلوك

إدمان الألعاب الإلكترونية يُعدّ ظاهرة متنامية في العصر الرقمي الحديث. وقد لفتت هذه الظاهرة انتباه الباحثين لدراسة تأثيراتها على وظائف الدماغ وسلوك الإنسان.

فقد أشارت دراسة علمية حديثة إلى أن الإدمان على ألعاب الفيديو يؤثر بشكل سلبي على وظائف الدماغ. حيث يفقد المدمن القدرة على التركيز. مما يؤثر على أدائه في المهام اليومية الأخرى.

أبحاث حول الإدمان على الألعاب

وفي هذا السياق، قدمت العالمة النفسية الأسترالية أوليفيا ميتكالف أدلة ملموسة تؤكد أن ممارسة الألعاب بشكل مفرط قد يُعتبر شكلاً من أشكال الإدمان.

واعتمدت ميتكالف في بحثها على جمع عينات متنوعة شملت ثلاث مجموعات: الأولى من مدمنين على ألعاب الفيديو، الثانية من لاعبين معتدلين يمارسون الألعاب دون إدمان. والثالثة مجموعة ضابطة ممن لا يمارسون الألعاب على الإطلاق.

اختبار لتحليل تأثير الإدمان

أجرت ميتكالف اختبارًا لقياس قدرة المشاركين على الاستجابة للكلمات المرتبطة بألعاب الفيديو، وكشفت النتائج أن مركز الانتباه لدى مدمني الألعاب يميل لإعطاء أولوية كبيرة للمعلومات المتعلقة بالألعاب.

وأوضحت قائلة: “حتى إذا حاول المدمن عدم التفكير في الألعاب، فإن ذهنه يستمر في التركيز عليها دون إرادته.”

التحيز الانتباهي وإدمان الألعاب

وفسّرت ميتكالف هذه الظاهرة بكونها تعبيرًا عن “التحيز الانتباهي”. وهي حالة شائعة لدى مدمني مواد أخرى مثل الهيروين، التبغ، الكحول، والقمار.

وأكدت أن هذا التحيز يلعب دورًا محوريًا في تعزيز الإدمان وتطويره.

 وأضافت: “كل نوع من الإدمان، سواء كان على مادة أو سلوك، يحمل مخاطر فريدة.

 أما إدمان الألعاب فيتميّز بالوقت الهائل الذي يمكن أن يقضيه الأفراد في اللعب دون إدراك للأضرار الناجمة عن ذلك.”

وعندما سُئلت ميتكالف عن العلاقة بين طول وقت اللعب والإدمان. أوضحت أن قضاء وقت طويل في ممارسة الألعاب ليس بالضرورة مؤشرًا على الإدمان.

وأشارت إلى أن معظم لاعبي ألعاب الفيديو يستمتعون بها دون أن يواجهوا أي آثار سلبية. حتى لو قضوا أيامًا يلعبون لساعات طويلة.

اضطراب الألعاب الإلكترونية في التصنيف الدولي للأمراض

في خطوة تعكس الأهمية المتزايدة لهذه الظاهرة، صنفت منظمة الصحة العالمية (WHO) في منتصف عام 2018. اضطراب الألعاب الإلكترونية ضمن التصنيف الدولي للأمراض (ICD-11).

 وبحسب تعريف المنظمة يُعرف اضطراب الألعاب بأنه نمط سلوكي يتميز بصعوبة التحكم في الوقت الذي يقضيه الفرد في ممارسة الألعاب. مع إعطاء الأولوية للألعاب على حساب الأنشطة والمهام الأخرى المهمة.

تُظهر هذه الدراسات والملاحظات أن الإدمان على الألعاب الإلكترونية ليس مجرد هواية مفرطة، بل قد يكون حالة مرضية تتطلب التوعية والاهتمام.

 ومع ذلك، تبقى معظم حالات ممارسة الألعاب طبيعية وغير مضرة، بشرط الحفاظ على توازن صحي بين اللعب والحياة اليومية.

يؤكد الخبراء أن الحكم على تأثير الألعاب الإلكترونية على الدماغ ليس أمراً يمكن حسمه بشكل قاطع، إذ أنها ليست جيدة بشكل مطلق ولا سيئة تماماً.

 ويعتمد هذا التأثير بشكل أساسي على عدة عوامل. أبرزها مدة الوقت الذي يقضيه الطفل في اللعب، ونوع الألعاب التي يفضلها، بالإضافة إلى شخصيته وسماته الفردية.

الألعاب الإلكترونية 

هناك مجموعة من المتغيرات التي تلعب دوراً كبيراً في تحديد طبيعة هذا التأثير على الدماغ. ولذلك، يشدد الخبراء على أهمية وضع ضوابط للتحكم في المحتوى والوقت الذي يقضيه الطفل في اللعب، بحيث لا يؤثر ذلك سلباً على أدائه الدراسي ولا يفقده في الوقت ذاته متعة اللعب والترفيه.

 ومن المهم أيضاً تلبية احتياجاته الترفيهية بطرق مفيدة تثري وقته وتنمي مهاراته، وفي إطار النصائح المقدمة. يشير الخبراء إلى ضرورة أن تشارك الأسرة في اختيار الألعاب المناسبة لأطفالهم.

ويُفضل التركيز على الألعاب التي تنطوي على التفكير وحل الألغاز. إذ تساهم هذه الألعاب في تعزيز الذكاء وتنمية القدرات العقلية والمعرفية والذهنية للأطفال. مما ينعكس إيجابياً على تطورهم الفكري.

كذلك، يُنصح بتفضيل الألعاب التي تبتعد عن إثارة التوتر أو القلق لدى الأطفال.

ومن جهة أخرى، ينبغي تنظيم أوقات جلوس الأطفال والمراهقين أمام الشاشات. بحيث يتم تحديد أوقات محددة لذلك دون تجاوز الحد المعقول.

 بالإضافة إلى ذلك، ينصح الخبراء بحث الأطفال على ممارسة الأنشطة البدنية والحركة خلال أوقات فراغهم. بما يُساعدهم على تعزيز صحتهم البدنية والنفسية، ويعود عليهم بالنفع والفائدة على المدى الطويل.

أضرار الألعاب الإلكترونية

الألعاب الإلكترونية تعد وسيلة ترفيه شائعة للكثيرين، لكنها ليست خالية من الأضرار والمخاطر، خاصة عند الإدمان عليها.

 وفيما يلي عرض مفصل لأبرز الأضرار الناتجة عن ممارسة الألعاب الإلكترونية بشكل مفرط:

1. المشكلات الصحية

تُسبب الألعاب الإلكترونية مجموعة من المشكلات الصحية، التي تنتج عن الجلوس لساعات طويلة أمام الشاشات، والقيام بحركات متكررة خلال اللعب. ومن أبرز هذه المشكلات:

الإجهاد المفرط

الممارسات المتكررة، خاصة في الألعاب التي تتطلب استخدام اليدين والذراعين باستمرار، تؤدي إلى إجهاد كبير في العضلات والأوتار، ومن الإصابات الشائعة المرتبطة بذلك:

متلازمة النفق الرسغي: حالة تنتج عن الضغط المتكرر على أعصاب اليد.

التهاب غشاء الوتر الضيق (إصبع الزناد): إصابة تحدث نتيجة الحركة المفرطة والمتكررة للإصبع، مما يسبب صعوبة في تحريكه بشكل طبيعي.

إصابات أخرى مثل آلام الرقبة والكتف والظهر.

مشكلات العين: الجلوس المطوّل أمام الشاشات، خاصة دون استخدام إضاءة مناسبة أو استراحات منتظمة، يؤدي إلى:

إجهاد العين: شعور بالحرقة أو الجفاف بسبب التحديق المستمر.

مشكلات في الرؤية: مثل الصداع وضعف التركيز.

المشكلات النفسية: الإدمان على الألعاب الإلكترونية يمكن أن يسبب اضطرابات نفسية خطيرة مثل متلازمة اضطراب ألعاب الإنترنت (IGD)

 حيث يعاني المصابون بها من صعوبة في التحكم في الوقت المخصص للألعاب، مما يؤثر على حياتهم الشخصية والاجتماعية.

قلة النوم والأرق: ممارسة الألعاب لفترات طويلة، خاصة في ساعات الليل، تؤدي إلى اختلال في دورة النوم الطبيعية، مما يسبب قلة النوم المزمنة التي تؤثر على الصحة العامة والتركيز والإنتاجية.

زيادة الوزن: اللعب المستمر لساعات طويلة دون ممارسة أي نشاط بدني قد يؤدي إلى انخفاض في معدل الحركة اليومية، وبالتالي زيادة الوزن نتيجة الخمول وقلة النشاط البدني.

إفراز الدوبامين والإدمان: الألعاب الإلكترونية تعتمد على توفير تجارب ممتعة ومليئة بالإثارة، مما يحفز الدماغ على إفراز المزيد من مادة الدوبامين.

ومع الوقت، يعتاد الدماغ على هذه الكميات المرتفعة من الدوبامين، مما يجعل اللاعب يبحث عن المتعة فقط من خلال الألعاب، وهو ما يزيد من خطر الإدمان عليها.

إهدار الوقت والطاقة

يُعد إهدار الوقت والطاقة من أبرز الآثار السلبية المرتبطة بالألعاب الإلكترونية، إذ يقضي اللاعبون ساعات طويلة غارقين في عوالمهم الافتراضية، حيث تتطلب الكثير من هذه الألعاب التزامًا زمنيًا كبيرًا لاستكمالها والوصول إلى مراحلها المتقدمة.

هل الألعاب الإلكترونية تؤثر على التركيز؟ هذا الالتزام المفرط يؤدي إلى إهمال الأنشطة الأساسية في حياة اللاعبين، مثل الدراسة، العمل، أو حتى التواصل الاجتماعي.

وقد يصل الأمر بالبعض إلى التخلّي عن واجباتهم اليومية الضرورية، فقط لتحقيق الفوز في مراحل اللعبة أو إكمال المهام المطلوبة.

توجد بعض الألعاب التي تفرض على اللاعب المشاركة المنتظمة والمتكررة. لتجنب خسارة نقاط أو تقدم تم تحقيقه بصعوبة.

هذه الديناميكية تسهم في تعزيز الإدمان على اللعبة، حيث يشعر اللاعب بأنه مضطر للعودة باستمرار.

نتيجة لذلك، يهدر الكثير من الوقت الذي كان من الممكن استثماره في أنشطة أكثر فائدة. مثل ممارسة الرياضة، تنمية المهارات الشخصية، أو حتى الاسترخاء الصحي بعيدًا عن الشاشات.

الاضطرابات النفسية

هل الألعاب الإلكترونية تؤثر على التركيز؟ تشكل الألعاب الإلكترونية مصدرًا محتملاً للاضطرابات النفسية عند البعض، خاصةً تلك التي تحتوي على محتوى عنيف.

 حيث يمكن للمحتوى العنيف أن يترك آثارًا نفسية سلبية على اللاعبين، ما يجعلهم يميلون إلى سلوكيات عدوانية وعنيفة في حياتهم الواقعية.

البعض الآخر قد يُصاب بالإحباط أو التوتر نتيجة التعرّض المستمر للصور العدوانية والمشاهد العنيفة التي تهيمن على بعض الألعاب، مما يؤدي إلى اضطرابات عاطفية ونفسية.

بالإضافة إلى ذلك، هناك العديد من الاضطرابات النفسية الأخرى التي قد تنجم عن إدمان الألعاب الإلكترونية، ومنها:

التعلق المفرط والهروب من الواقع: يلجأ بعض اللاعبين إلى الألعاب كوسيلة للهروب من مشكلاتهم الواقعية، مما يؤدي إلى قمع مشاعرهم السلبية، مثل: الحزن والخوف.

 هل الألعاب الإلكترونية تؤثر على التركيز؟ مع مرور الوقت يصبح من الصعب عليهم مواجهة هذه المشاعر أو التعبير عنها بطريقة صحية.

الانطواء وضعف الثقة بالنفس: يعاني العديد من الأطفال. خاصة المدمنين على الألعاب، من انعزال اجتماعي ينعكس سلبًا على ثقتهم بأنفسهم، مما يؤدي إلى تراجع احترامهم لذواتهم وشعورهم بقلة الحيلة.

القلق والاكتئاب والغضب: الاستخدام المفرط للألعاب الإلكترونية قد يُسبب مشاعر دائمة من القلق والاكتئاب، بالإضافة إلى زيادة الانفعالات الغاضبة التي قد تترجم إلى سلوكيات عنيفة أو غير متزنة.

ألكسيثيميا (صعوبة في التعبير عن المشاعر): يعتبر الإدمان على الألعاب الإلكترونية سببًا شائعًا لحالة نفسية تعرف باسم “ألكسيثيميا”. حيث يواجه الفرد صعوبة في التعرف على مشاعره الداخلية أو التعبير عنها بوضوح.

وبصورة عامة، تؤثر هذه الأعراض النفسية على الصحة العقلية والرفاه النفسي للشخص. ما يجعل الإدمان على الألعاب الإلكترونية مشكلة خطيرة تحتاج إلى معالجة فعّالة وتدخل مبكر للحد من آثارها السلبية.

بالرغم من تعدد السلبيات المرتبطة بالإدمان على الألعاب الإلكترونية، إلا أن لهذه الألعاب فوائد كثيرة، خصوصًا عند ممارستها باعتدال وبأسلوب منظم، يمكن استعراض هذه الفوائد في النقاط التالية:

1. تعزيز مهارة حل المشكلات

تعتبر بعض الألعاب الإلكترونية أداة فعّالة لتدريب الدماغ. حيث تحفز القدرات العقلية والمعرفية بشكل كبير.

 يتم ذلك من خلال دفع اللاعبين إلى مواجهة تحديات متزايدة الصعوبة في مختلف المراحل. مما يتطلب التفكير النقدي، والإبداع في إيجاد حلول جديدة.

هذه التمارين الذهنية المستمرة تُساعد على تحسين مرونة العقل. وقد أظهرت الدراسات أن ممارسة الألعاب ثلاث مرات أسبوعيًا لمدة عشرين دقيقة فقط.

 تُساهم في تحسين القدرات الإدراكية بطريقة ممتعة ومبتكرة، مما يجعل الألعاب وسيلة فعّالة لتحفيز العقل وتقوية الذاكرة.

2. تعزيز مهارة أداء المهام

تساعد الألعاب الإلكترونية في تطوير القدرة على أداء المهام بكفاءة وفعالية. هذا التطوير ينبع من تحسين التنسيق بين اليد والعين، حيث يتطلب اللعب اتخاذ قرارات سريعة ودقيقة بناءً على معلومات متغيرة باستمرار.

بالإضافة إلى ذلك، تُعزز هذه الألعاب القدرة على التركيز والانتباه لفترات طويلة، وهو أمر مفيد للغاية في الحياة اليومية وفي بيئات العمل أو الدراسة التي تتطلب التركيز المطول.

3. تخفيف القلق والاكتئاب

تلعب الألعاب الإلكترونية دورًا هامًا في التخفيف من أعراض القلق والاكتئاب عند ممارستها باعتدال. إذ توفر هذه الألعاب وسيلة ترفيهية تساعد الأفراد على الخروج من مشاعر الحزن أو القلق. إلى جانب ذلك

 يمكن أن تُسهم في بناء علاقات اجتماعية وتحفيز التفاعل مع الآخرين. سواء كان ذلك من خلال الألعاب الجماعية عبر الإنترنت أو النقاش حول الألعاب المشتركة.

كما أن هذه الألعاب تساعد الأشخاص الذين تعرضوا لصدمات عاطفية أو مروا بظروف صعبة على تحسين مزاجهم العام وإعادة الاندماج في المجتمع بروح إيجابية وطاقة متجددة.

4. تحسين الذاكرة

تُظهر الدراسات أن الألعاب الإلكترونية يمكن أن تلعب دورًا في تحسين الذاكرة وتعزيز قدرات الدماغ.

على سبيل المثال، وفقًا لدراسة أجراها فريق من علماء الأعصاب في جامعة كاليفورنيا، فإن ممارسة ألعاب الفيديو ثلاثية الأبعاد تُساهم في تحسين الذاكرة وتعزيز نمو الخلايا العصبية.

أُجريت الدراسة على مجموعتين: المجموعة الأولى لعبت ألعابًا ثنائية الأبعاد لمدة نصف ساعة يوميًا على مدى أسبوعين، بينما لعبت المجموعة الثانية ألعابًا ثلاثية الأبعاد لنفس المدة الزمنية.

قد أظهرت النتائج تحسنًا في ذاكرة المجموعة الثانية بنسبة 12%، بينما لم يُلاحظ أي تحسن لدى المجموعة الأولى.

اشترك في دورة إنعاش العقل

Similar Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *