ما هو النشاط العقلي للقراءة؟

ما هو النشاط العقلي للقراءة؟

النشاط العقلي للقراءة هو أمر بالنظر العميق إليه يلاحظ أنه دقيق للغاية ومعقد. إذ أن مثل هذا النشاط بطبيعة الحال لن يكون سهل التركيبة. حيث أن القراءة عملية تحتاج عمل أكثر من مهارة وقدرة عقلية. تابع معنا وتعرف على تفاصيل نشاط القراءة العقلي وأهم مميزاته.

مفهوم النشاط العقلي للقراءة 

النشاط العقلي للقراءة يتضمن العمليات العصبية التي تتفاعل في الدماغ لفهم النص وتحليله وخلق صلة مع المعنى والمفهوم. وتشمل هذه العمليات قراءة الكلمات وتحليل المعنى والتعرف على الأفكار الرئيسية والفرعية وتفسير الصور والتشكيلات والمعلومات الجديدة. وقد يحتاج النشاط العقلي للقراءة الى استخدام الذاكرة القصيرة والطويلة والملاحظة والتحليل والتركيز والتفكير النقدي.

العمليات العصبية بالدماغ الخاصة بالنشاط العقلي للقراءة

من أجل تفسير النشاط العقلي للقراءة بشكل أكثر دقة لابد أن نعلم أنه عندما نقرأ يحدث العديد من العمليات العصبية في الدماغ. وفيما يلي نوضح بعض هذه العمليات:

  1. الإدراك المرئي حيث تبدأ عملية القراءة بتلقي العين للإشارات البصرية من الحروف والكلمات المطبوعة على الورق ثم تقوم المعلومات المرئية بالتحويل إلى إشارات عصبية وترسل إلى الدماغ.
  2. ومن ثم التفاعل اللفظي الذي بمجرد وصول الإشارات العصبية إلى الدماغ. سيقوم نظام اللفظ بالتعرف على الحروف والكلمات والجمل وتفسيرها.
  3. التخزين المؤقت حيث يتم تخزين الكلمات في الذاكرة المؤقتة قبل إعادة تكرارها أو استخدامها في تشكيل الجمل.
  4. المعالجة اللغوية حيث تقوم الدماغ بمعالجة مختلف الجوانب اللغوية التي تتضمن فهم المعاني. والقدرة على الإملاء والقدرة على التعبير الشفهي والكتابي وغيرها.
  5. الرد الحركي حيث أنه بعد إجراء العمليات العصبية المختلفة لفهم النص. يتم إرسال الإشارات الحركية من الدماغ إلى العضلات المسؤولة عن تشكيل الكلمات والجمل وإنتاج النطق السليم.
  6. يتطلب كل هذه العمليات العصبية وغيرها عملًا تناسقيًا دقيقًا بين البصر. القدرة اللفظية و المعالجة اللغوية في الدماغ. ويؤدي أي خلل في أي من هذه العمليات إلى صعوبات في القراءة والكتابة عند الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات تعلم القراءة والكتابة.

سبل تطور النشاط العقلي للقراءة

من أجل العمل على تطوير النشاط العقلي للقراءة لدى الإنسان لابد من اللجوء إلى السبل التالية بانتظام:

  • القراءة الدائمة حيث يمكن تحسين النشاط العقلي من خلال القراءة الدائمة والنظامية. فمن خلالها يتم تحفيز المخ على التفكير والتحليل أثناء قراءة النصوص المختلفة.
  • التمارين العقلية حيث يعتبر تدريب الدماغ على حل الألغاز وحفظ الأرقام والتفكير في مشاكل معينة وتحليل الصور أدوات فعالة لتحسين النشاط العقلي للقراءة.
  • المناقشة حيث يمكن تحسين النشاط العقلي بالمناقشة مع الآخرين حول ما تم قراءته وذلك يساعد على توسيع الأفق الذهني والتفكير من وجهات نظر الآخرين
  • الكتابة فمن خلالها يمكن تحسين النشاط العقلي. وإعادة صياغة الأفكار التي تم قراءتها. مما يساعد على تحسين قدرة الشخص على التعبير والتحليل.
  • التعليم المتواصل حيث يمكن أن يساعد التعليم المتواصل في تحسين النشاط العقلي. حيث يتم الحصول على معلومات ومعارف جديدة وتقنيات أخرى لتحسين القراءة والفهم.

علاقة الذاكرة القصيرة والنشاط العقلي للقراءة

تلعب الذاكرة القصيرة دورًا هامًا في القراءة حيث تسمح للقارئ بتذكر التفاصيل الأساسية للنص بعد قراءته. مما يساعده على فهمه بشكل أفضل وتطبيقه في حياته. لذلك يجب على القارئ تطوير قدرته على الذاكرة القصيرة من خلال الممارسة الدائمة للقراءة وتدريب نفسه على حفظ التفاصيل الرئيسية للنصوص التي يقرأها.

كما يمكن استخدام بعض التقنيات والأدوات المساعدة في تحسين الذاكرة القصيرة. مثل استخدام المصطلحات البديلة وإعادة صياغة المعلومات باختصار وتكرارها لزيادة فرص الحفظ.

علاقة التفكير النقدي بالقراءة

تعتبر القراءة بمثابة ممارسة للتفكير النقدي. حيث تتطلب من القارئ الانتباه والتركيز لفهم المعاني المختلفة الموجودة في النص وتقييمها بشكل مناسب. ويشمل التفكير النقدي في القراءة القدرة على تحليل الأفكار والحجج الموجودة في النص. وفهم العلاقات الموجودة بينها والتأكد من صحتها ومنطقيتها.

ومن خلال تشجيع التفكير النقدي في القراءة. يمكن للأشخاص تطوير مهاراتهم الفكرية والتحليلية وزيادة فهمهم للتحديات المختلفة التي تواجههم في الحياة اليومية. ويعتبر التفكير النقدي في القراءة أداة قوية لتنمية الحس النقدي في الأشخاص وتحقيق التفكير الناضج والمستنير في مجالات الحياة الأخرى.

كما أن القراءة الناجحة تتطلب أسلوبًا نقديًا يسمح للقارئ بفهم وتقييم المعلومات الموجودة في النص. وبناء رأيه الخاص الذي يستند إلى المعرفة والحدس والخبرة. ونتيجة لذلك. فإن التفكير النقدي في القراءة يساعد الأشخاص على تكوين وجهات نظر مستقلة وصحيحة ومدروسة.

سمات القراءة الإحترافية النشاط العقلي للقراءة

إن النشاط العقلي للقراءة الناجح والمميز هو الذي يتضمن سمات القراءة الإحترافية التي تشمل عدة عوامل منها:

  1. القدرة على التركيز حيث أن القارئ الاحترافي يتمتع بالقدرة على التركيز وعدم الانحراف عن النص المقروء وذلك لتحقيق فهم شامل للنص.
  2. القدرة على التحليل حيث يجب أن يستطيع القارئ الاحترافي تحليل النصوص بشكل دقيق وعميق. وفهم جميع المعاني الكامنة والتفاصيل الدقيقة الموجودة فيها.
  3.  القدرة على النقد حيث أنه على القارئ كذلك أن يكون لديه القدرة العالية على النقد بحيث يتميز برؤية نقدية مستقلة. ويتمكن من تقييم المعلومات والأفكار والحجج بشكل منطقي وعلمي.
  4. القدرة على توظيف المعرفة المسبقة حيث امتلاك معرفة كافية بالثقافة العامة والتاريخ والأدب وغيرها من المعارف الأخرى. مما يساعده على فهم المصطلحات والنماذج والتمثيلات المستخدمة في النص الذي يقرأه.
  5. القدرة على التفاعل حيث يتسم القارئ كونه حريص على التفاعل مع النص المقروء عن طريق التعليق والنقاش وتبادل الآراء مع الآخرين.
  6. القدرة كذلك على استخدام التقنيات القرائية المختلفة والمتنوعة التي على شاكلة الحواشي الخاصة بالنص. والملاحظات والعلامات وذلك لتحليل وتفسير المعلومات المقروءة بطريقة أعمق وأكثر دقة وعمق.
  7. إذن فإن القراءة الصحيحة هي تلك التي تتميز بأنها تركز على الفهم الكامل والمتعمق للنص. وتحتاج إلى قدرة عالية على القراءة النقدية والتفكير العلمي.

أسئلة شائعة حول نشاط القراءة العقلي

ما المانع عند البعض من القراءة الجيدة؟

البعض تكون قراءته ضعيفة وهو ما يعرف في الغالب بعسر القراءة. إذ يواجه صعوبة في القراءة تلك الصعوبة منشئها خلل ما إما في الدماغ أو الوظائف الخاصة بها. فالأمر في الغالب يكون بفعل مشكلة لغوية وليست ضعف سمع أو إبصار أو غير ذلك.

هل القراءة ذات تأثير إيجابي على الدماغ؟

بالطبع القراءة لها تأثير إيجابي كبير على دماغ الشخص القارئ. فهي حافز مناسب للدماغ ومنشط لها ومقوي للمهارات العقلية. كما أنها تجعل العقل في حالة من النشاط واليقظة وتساهم في رفع نسبة الذكاء. وتجنب الأشخاص الإصابة ببعض الأمراض ذات الصلة بالعقل.

لماذا علينا أن نقرأ بوجه عام؟

القراءة لها أهمية كبيرة في حياتنا سواء كنا في مقتبل العمر أو في أرذله إذ أنها تنمي معارف الإنسان وتزيد من تثقيفه. وتساهم في بناء الشخصية ورفع الثقة بالنفس وتحسين الحالة النفسية والحفاظ على صحة العقل.

في النهاية النشاط العقلي للقراءة جزء منه وراثي والآخر مكتسب مما يعني أنه بإمكان الإنسان تطوير مثل تلك الهبة. وجعلها أفضل ما يكون مع الوقت. حيث أن القراءة أساس التثقيف والتعلم والحياة بوجه عام.

اشترك في دورة إنعاش العقل

Similar Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *