ما الفرق بين المرض النفسي و العقلي؟

ما الفرق بين المرض النفسي و العقلي؟

هل هناك حقًا فرق بين المرض النفسي و العقلي. وهل يمكن أن يكون هناك مريض يعاني من أعراض عقلية ونفسية معًا. وما العلاقة بين المرض العقلي والمرض النفسي. تابع معنا لكي تتمكن من التفريق بين المصطلحين. وتتعرف على أعراض ومسببات تلك الأمراض.

الفرق ما بين المرض النفسي و العقلي

المرض النفسي و العقلي يشيران إلى حالة صحية لها علاقة بالدماغ والعقل والنفس. وعادة ما يستخدم المصطلح المرض النفسي للإشارة إلى حالات الاضطرابات النفسية المرتبطة بالصحة النفسية. مثل القلق والاكتئاب والفصام والاضطراب الوسواسي القهري.

 في حين يستخدم المصطلح المرض العقلي عمومًا لوصف الاضطرابات والأمراض الناجمة عن حالات صحية في الدماغ. مثل الصرع والخرف والتوحد والشلل الدماغي. ويمكن استخدام كلا المصطلحين بديلًا عن الآخر حسب السياق. حيث أن المختصين في الرعاية الصحية النفسية يستخدمون المصطلحين بشكل متبادل وفق المرض والوضع.

اختلافات واضحة بين المرض النفسي و العقلي

بالرغم من أنه يلاحظ أن المرض النفسي و العقلي يتداول ذكرهم وكأن لا فارق كبير بينهم. إلا أن هناك بعض الفروق الملحوظة التي يمكن تحديدها على النحو التالي:

  • المرض النفسي يشير إلى المشاكل والاضطرابات النفسية التي تؤثر على السلوك والنشاطات اليومية للفرد. في حين أن المرض العقلي يشير إلى المشاكل التي تؤثر على الوظائف العقلية والسلوكية للفرد.
  • يتم استخدام مصطلح المرض النفسي لوصف الاضطرابات النفسية الأكثر شيوعاً التي لا تستدعي الرعاية العلاجية المستمرة أو الدواء. بينما يستخدم مصطلح المرض العقلي لوصف الاضطرابات النفسية الأكثر حدة. وتدفع إلى تلقي الرعاية الطبية الشاملة والدواء.
  • كما يستخدم مصطلح المرض النفسي بشكل أكثر في المجالات غير الطبية. مثل الإعلام والشعر والأغاني. بينما يتم استخدام مصطلح المرض العقلي بشكل أكثر تقنية من الناحية الطبية والعلمية.
  • باختصار فالاثنان يشيران إلى المشاكل النفسية والعقلية التي يمكن أن يتعرض لها الإنسان. وتحتاج إلى العلاج المناسب والرعاية الجيدة التي لابد منها لتحسين وضع المريض في النهاية.

أسباب الأمراض النفسية والعقلية

هناك العديد من العوامل التي يمكن أن تساهم في حدوث المرض العقلي والمرض النفسي. ومن تلك العوامل ما يأتي ذكره:

  1. عامل الوراثة والذي يلعب دورًا لا يمكن إنكاره في ظهور بعض الأمراض النفسية والعقلية. حيث يرتبط بعضها بالجينات الموروثة من الأجيال السابقة حيث الآباء والأجداد.
  2. التعرض للضغوط النفسية التي من شأنها إذا كانت متكررة وشديدة. أن تزيد من خطر الإصابة بأمراض نفسية مثل الاكتئاب والقلق واضطراب النوم وغيرها.
  3. التعرض للإيذاء الجسدي أو العاطفي. حيث يمكن أن يؤثر العنف أو التعرض للإيذاء الجسدي أو العاطفي على صحة الشخص النفسية والعقلية.
  4. وجود اضطرابات في الهرمونات حيث أن هذا النوع من الاضطرابات من شأنه أن يتسبب في بعض الحالات في مشاكل نفسية وعقلية.
  5. المخدرات والكحول حيث لهم تأثير سلبي على الصحة النفسية للشخص وكذلك العقلية. كما أنها يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بالأمراض النفسية.
  6. العوامل البيئة مثل الفقر والظروف السكنية والتعرض للتلوث حيث تلعب دور في حدوث بعض الأمراض النفسية والعقلية.
  7. وهناك عوامل أخرى يتم الكشف عنها عبر الفحص الطبي والمراجعة النفسية وتكون خاصة بالمريض وطبيعة مرضه.

أعراض الأمراض النفسية العقلية

 تختلف أعراض الأمراض النفسية والعقلية اعتمادًا على نوع المرض المصاب به الشخص وشدة ودرجة الإصابة به. لكن بعض الأعراض تكون من النوع المشترك وتشمل:

  • التغييرات الواضحة في مزاج المريض فتارة حزن مفرط وتارة أخرى فرح شديد بدون سبب وهكذا.
  • شعور بالقلق والتوتر الزائد. وشعور بالعجز واليأس وفقدان الثقة في النفس.
  • الإصابة بالهلع والخوف الشديد والاتجاه إلى العزلة الاجتماعية والانطواء عن الآخرين.
  • التعرض للهلوسات والأفكار الوهمية والصوتية.
  • الإصابة بالأمراض الجسدية المستمرة بدون سبب واضح.
  • حدوث تغيرات في الوزن وأسلوب وطريقة النوم والجهد الذهني.
  • الاضطرابات الغذائية مثل الشهية المفتوحة أو المغلقة.
  • العند والسلوك القاسي والتمرد وكذلك الاصطدام بمشكلات الواقع ومشكلات العلاقات الاجتماعية.
  • الميل إلى الاغتصاب والعنف والافتقار أحيانًا إلى الطاقة والحيوية.
  •  الميل إلى تعاطي المخدرات وكذلك شرب الكحول.

أمثلة على الأمراض النفسية والعقلية

هناك أمراض يمكن الجزم بأنها عقلية فقط والمريض في غالب الأمر يكون غير واعي للوضع الذي يمر به. وأمراض أخرى نفسية والمريض واعي بمشكلته وأخرى نفسية عقلية معًا. وهذه أبرز الأمراض العقلية والنفسية:

  • كذلك الاكتئاب وهو حالة انخفاض المزاج والاهتمام بالحياة ويمكن أن يتسبب في الشعور بالتعب والخمول والحزن الشديد.
  • الفصام الذي يتسبب في فقدان الاتصال بالواقع وتخيل أمور غير موجودة واستمرار الخيالات.
  • القلق وهو حالة تتسبب في التوتر المفرط وصعوبة التركيز وفي بعض الأحيان الاضطراب العصبي الشديد.
  • الاضطراب الثنائي القطب الذي يؤثر على مزاج الشخص. وينتقل بين مراحل الاكتئاب والهياج الشديد.
  • اضطرابات الأكل التي تتسبب في أعراض مثل القلق والتوتر بشأن الطعام. وتؤدي إلى حدوث الالتهابات وأحياناً الأمراض.
  • أيضا الانفصام الوهمي الذي يشعر فيه الشخص أنه يسمع أو يرى أشياء غير موجودة. مما يجعله غير واقعي.
  • اضطرابات الشخصية حيث الشعور بعدم الأمان وقلة الثقة بالنفس مما يؤدي إلى الإنسحاب من العلاقات الاجتماعية.
  • الإجهاد المزمن الذي يشعر فيه الشخص كونه متعب للغاية ولديه حالة من التوتر والحزن الشديد الذي يكون مستمر.
  • مرض الذهان الذي يحدث خلاله تشويه للواقع والأحداث التي تدور خلاله. ويكون ملئ بالتصورات الخيالية التي لا تمت إلى الواقع بصلة.
  • اضطرابات الهلع حيث القلق الشديد والهلع الذي يصعب التحكم في نوباته أو توقيفها فهي غير إرادية.
  • اضطرابات الهوية التي يكون فيها المريض فاقد للقدرة على التعرف على نفسه وغير متذكر لذاته وحياته.
  • أيضا اضطرابات الإدراك وهي التي يكون فيها إدراك المريض منخفض للغاية مما يضعف اتصاله بالواقع. ويجعله غير مدرك أو فاهم للأمور بشكل صحيح.
  • اضطرابات الاتصال الاجتماعي وهي باختصار مشاكل حقيقية لا يستهان بها في التواصل والتفاعل الاجتماعي مع الآخرين في مجتمع ومحيط المريض.

أسئلة شائعة حول المرض النفسي و العقلي

هل هناك مرض عقلي مميت؟

لا يوجد مرض عقلي مميت بالمعنى الحرفي للكلمة. ومع ذلك يمكن أن يكون هناك بعض الاضطرابات النفسية والعقلية التي يمكن أن تؤدي إلى الموت في حالات نادرة. مثل اضطرابات الأكل الشديدة والانتحار. ومعالجة هذه الاضطرابات واستشارة الطبيب في حالة الشعور بالاكتئاب أو القلق الشديد يمكن أن تساعد في منع المشكلات الصحية الخطيرة.

كيف تدعم الأسرة المريض النفس؟

من خلال تقديم الدعم النفسي والعاطفي فهو مهم جدًا في الشفاء وتقليل مستوى القلق والإحباط. والحفاظ على التواصل معه وإظهار الاهتمام به. والاستماع لمشاكله وذلك للتخفيف من معاناته. وتزويده بالمعلومات الخاصة بحالته بشكل مناسب. وتشجيعه على التقدم في العلاج والمتابعة مع الطبيب المعالج باستمرار.

في النهاية نجد أن المرض النفسي و العقلي من الأمراض التي لا يمكن إهمالها. إذ أن حالة المريض إذا تركت بدون تشخيص وعلاج فإنها معرضة للتدهور. لذلك يجب الاهتمام وعدم الإهمال والصبر لأن نتائج علاج تلك الأمراض يطول وقد لا يشفى المريض تمامًا. وإنما يجد تحسن وتطور إيجابي في حالته.

اشترك في دورة إنعاش العقل

Similar Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *