كيف تبدأ ذاكرة الانسان وكيف تنتهي

كيف تبدأ ذاكرة الانسان وكيف تنتهي يمكن تعريف الذاكرة بأنها مجموع ما يتذكر الإنسان. فهي تمنح الإنسان القدرة على التعلم من خلال الخبرات السابقة من أجل بناء العلاقات. حيث تمثل قدرة الإنسان على تذكر الأحداث والخبرات الماضية بالإضافة إلى عملية استدعاء التجارب والحقائق والانطباعات وأيضًا العادات والمهارات السابقة للعقل. وكذلك تعديل سلوك أو هيئة من خلال التذكر.

كيف تبدأ ذاكرة الانسان وكيف تنتهي

تعتبر الذاكرة البشرية عملية معقدة تتم على مساحة الدماغ بشكل كامل وهي أساسية حتى ندرك من نحن. وكلما ازدادت معرفة الإنسان أكثر عن ذاكرته كلما عرف أكثر طرق تحسينها.

صوت بكاء الطفل الأول لك  وطعم الخبز الذي تصنعه جدتك، بالإضافة إلى رائحة هواء المحيط كلها تعتبر ذكريات تشكل خبرتك المستمرة في تلك الحياة. كما تعطيك شعور بذاتك. وأيضًا تجعلك مرتاح للأشخاص المألوفين والمحيطين بك. كما تربط ماضيك بحاضرك؛ وتوفر لك إطار للمستقبل. فالذاكرة هي مجموعة تراكمية للذكريات الخاصة بنا والتي تجعلنا نحن.

معظم الأشخاص يتحدثون عن الذاكرة وكأنها غرض يملكونه مثل العيون المصابة أو مثل الشعر الجيد. إلا أن  الذاكرة لا تتواجد بالطريقة نفسها التي يتواجد فيها بقية أعضاء الجسم. فهي غير ملموسة. ولكنها عبارة عن مفهوم يدل على عملية التذكر.

ومعظم الخبراء في الماضي  كانوا مغرمين جدًا بوصف ذاكرة الانسان وكأنها عملية تعبئة لحجرة صغيرة تعج بالمجلدات الفرعية حيث تقوم بتخزين المعلومات. والبعض الآخر ربط ذاكرة الانسان بكومبيوتر عصبي متقدم ومثبت أسفل فروة الرأس. ولكن اليوم مقتنعون بأن الذاكرة تعتبر أكثر تعقيدًا وأكثر غموضًا. وهي غير موضوعة في مكان معين بالدماغ وذلك لأنها كما ذكرنا عملية تتم على مساحة الدماغ بشكل كامل.

هل يمكنك تذكر ما الذي تناولته على الفطور في هذا الصباح؟! إذا رأيت صورة طبق كبير يحتوي على البيض المقلي في عقلك. فأنت لم تقم باستخراجها من المتجاوبات العصبية بخارج الوعي. بل ظهرت بسبب قوة ابتنائي تعرف بالذاكرة. وكل شخص منا يمتلك تلك القوة. ويشبه إعادة تجميع و(ابتناء) الانطباعات المختلفة الخاصة  بالذاكرة شبكة الإنترنت، والذي يتم من خلال خلايا منتشرة على كامل مساحة الدماغ.

مكونات الذاكرة كما وضح الدكتور علي الربيعي

تتكون ذاكرة الانسان من عدد من الأنظمة التي لكلًا منها أدوار مختلفة في إنشاء وتخزين بالإضافة إلى استرجاع الذكريات. فحينما يعمل الدماغ على معالجة المعلومات بصورة طبيعية فإن كل تلك الأنظمة سوف تعمل سويًا لكي تقدم لك تفكير متماسك.

أما عن الذكرى الواحدة فهي  شيء معقد للغاية. وإذا فكرت بشيء معين مثل القلم فإن دماغك سوف يسترجع اسم ذلك الشيء بالإضافة إلى شكله ووظيفته وأيضًا صوته عندما يلامس الورقة. فكل جزء خاص بذكرى القلم يأتي من مناطق متنوعة من الدماغ. كما أن التصور الكامل لماهية القلم سوف يعاد بناؤه من خلال تنشيط مناطق متنوعة من الدماغ.

لو كنت تقود دراجتك فإن تذكرك لطريقة تشغيلها يأتي من خلال مجموعة واحدة من الخلايا بالدماغ. وتذكرك لكيفية الوصول إلى مكان ما يأتي من خلال مجموعة أخرى من الخلايا أخرى. في حين أن تذكر القواعد المرتبطة بالقيادة الآمنة يأتي عن طريق مجموعة ثالثة. بالإضافة إلى أن الشعور بالتوتر عندما تنحرف سيارتك بطريقة خطيرة يأتي من خلايا رابعة. ولكن إلى الآن نحن لا ندرك هذه التجارب العقلية التي تتم بشكل منفصل وتأتي من خلال مجموعة مختلفة من أجزاء دماغك. وهذا لأن كل تلك الخلايا تعمل معًا بشكل جيد. ويقول العلماء أنه لا يوجد فرق واضح بين التفكير والتذكر.

وتلك المقولة ليس معناها أن العلماء قد تمكنوا من اكتشاف كيفية عمل ذلك النظام. حيث لم يفهموا كيف التذكر أو ما الذي يحدث عندما يتم استرجاع الذكريات. وإن البحث في ذلك الموضوع بدأ منذ عدة عقود ولم ينتهي بعد. ولكن الآن أصبح لدى العلماء معلومات كافية تساعدهم على وضع فرضيات أو تخمينات. حيث تبدأ عملية التذكر بالترميز encoding ومن ثم تتواصل بالتخزين storage وبعدها تنتهي باسترجاع واسترداد المعلومات retreval.

نصائح لتحسين أداء الذاكرة كما وضح الدكتور علي الربيعي

يقدم الدكتور علي الربيعي في السطور التالية أهم النصائح لتنشيط الذاكرة ومنها ما يلي:

1. اجعل التمارين البدنية جزء دائم من روتينك اليومي: وذلك لأن النشاط البدني يعمل على زيادة تدفق الدم للجسم كله. وتشمل الدماغ. مما يزيد من قوة ذاكرتك. لذا ينصح بممارسة حوالي 150 دقيقة أسبوعيًا من التمرينات المعتدلة كالمشي السريع أو حوالي 75 دقيقة أسبوعيًا من الأنشطة البدنية الشديدة مثل الهرولة. ومن الأفضل توزيع ذلك على مدار أيام الأسبوع. وفي حال لم يكن لديك الوقت الكافي لممارسة التمارين بشكل كامل. فيمكن تقسيمها إلى فترات تشتمل على 10 دقائق من المشي اليومي.

2. ممارسة النشاط العقلي باستمرار فكما أن النشاط البدني يساهم في الحفاظ على اللياقة البدنية للجسم، فأيضًا الأنشطة التي تحفز العقل تعمل على تنشيط العقل. ويمكن أن تساهم في الوقاية من حالة فقدان الذاكرة. حيث يمكنك لعب الكلمات المتقاطعة. وممارسة لعبة البريدج.

3. التفاعل الاجتماعي بشكل منتظم حيث يساعدك التفاعل مع الآخرين على منع الإصابة بالاكتئاب والحد من التعرض  للضغط النفسي. وذلك لأن كليهما يمكن أن يسبب فقدان الذاكرة. لذا حاول البحث عن فرص مناسبة للاجتماع مع الأصدقاء والاحباء وغيرهم خاصةً لو كنت تعيش بمفردك.

4. التنظيم يتعرض الكثير من إلى نسيان الأشياء وخاصةً عندما يكون المنزل فوضويًا ولو كانت أشيائك مبعثرة. لذلك دون المواعيد والمهام والأحداث المهمة في مفكرة أو دفتر مذكرات أو على برنامج للتخطيط الإلكتروني.

ذاكرة الانسان وتحسينها

كما يمكنك تكرار كل مهمة بصوت عال عندما تقوم بتسجيلها مما يساعد على تثبيته في ذاكرتك. وقم بتحديث قائمة المهام بشكل مستمر وقم بتمييز المهام المكتملة. وقم بتخصيص مكان معين تضع فيه مفاتيحك ومحفظتك ونظارتك بالإضافة إلى الضروريات الأخرى.

وحاول التقليل من الأشياء التي تسبب لك التشوش. ولا تقم بفعل الكثير من الأشياء في وقت واحد. ولو كنت تركز على المعلومات فحاول الاحتفاظ بها. وبذلك ستتمكن من تذكرها فيما بعد. ويمكن أن يساعدك ربط الأشياء التي ترغب في الحفاظ عليها مع أغنية محببة أو مع شيء آخر معتاد لك.

5. نم جيدًا حيث يلعب النوم الكافي دورًا مهمًا في تحسين ترسيخ ذكرياتك. لكي تتمكن من استرجاعها في أي وقت بالمستقبل. لذلك اجعل الحصول على قدر كاف من ساعات النوم من أولوياتك. ويحتاج أغلب البالغين ما يتراوح بين سبع إلى تسع ساعات من النوم كل يوم.

6. اتبع نظام غذائي صحي يشتمل على كل العناصر الغذائية الضرورية لصحة الجسم وتعزيز ذاكرتك. حيث يمكن أن يكون النظام الغذائي المتوازن جيدًا للعقل كما هو أيضًا جيد للقلب. لذلك تناوَل الخضراوات والفواكه والحبوب الكاملة. بالإضافة إلى اختيار مصادر البروتين التي تحتوي على القليل من الدسم، مثل اللحوم والأسماك.

إلى هنا نصل إلى نهاية موضوع اليوم عن كيف تبدأ ذاكرة الانسان وكيف تنتهي. حيث تم تعريف الذاكرة وتوضيح مكونات الذاكرة. كما تطرق المقال إلى عرض أهم النصائح لتنشيط الذاكرة وتحسين الأداء.