د. علي الربيعي نصاب زكاة المال
تعتبر الزكاة ضرورة أساسية لكي يتم الإنسان المسلم دينه، و هي إحدى أركان الإسلام الخمسة الأساسية. و تأتي الزكاة في الركن الثالث، و يجب على الجميع أن يتموها و يدفعوها وفق أحكامها الصحيحة. و قد حدثنا د. علي الربيعي عن ضرورة معرفة أصول الزكاة و من هم الذين يستحقون أن يأخذوها. و أول مرة تم فيها إطلاق حكم الزكاة كان في السنين الأولى بعد الهجرة. على وجه التحديد كانت في السنة الثانية بعد الهجرة.و نصاب الزكاة كما وضحها لنا د. علي الربيعي هو أقل مبلغ يتوجب عليك دفعه لإتمام زكاة المال. و ذلك على حسب عملك و مدخولك و أرباحك، و بالتالي يختلف النصاب من شخص لآخر ومن حالة لأخرى.
أهمية زكاة المال كما حددها لنا د. علي الربيعي:
زكاة المال تعتبر كفيلة لكي تحافظ على رزقك و على عملك، و لكي يبارك لك الله. في أعمالك و بالتالي لا يضيع عليك تعباً أو جهداً في أعمالك اليومية. و يمنحك الله المزيد من الرزق و المال الوفير.
و للتأكد من أهمية زكاة المال فقد ذكرها الله لنا في عدة مواضع في كتابه القرآن الكريم. ذكرها بالترافق مع الصلاة و ذلك في اثنان و ثمانين موضعاً، و منها قوله تعالى في الآية الكريمة:
( و أقيموا الصلاة و آتوا الزكاة و اركعوا مع الراكعين)
كما أكد لنا الرسول الكريم في أحاديثه أهمية زكاة المال و ضرورتها. و وجوبها على كل مقتدر، و هي تعتبر بمثابة كفارة لذنوبنا و ضرورة لا بد منها لكي يتم الإنسان دينه.
و قد أكد د. علي الربيعي أن زكاة المال جاءت بمثابة رحمة من الله تعالى. ذلك لكي يتشجع المسلمون على التعاضد مع بعضهم و مساندة بعضهم في السراء و الضراء، و بالتالي يقفون إلى جانب بعضهم. و يعطفون على بعضهم البعض كل حسب قدرته، من أجل ذلك وضعها الله تعالى بمثابة ركن من أركان الإسلام حتى يلتزموا بها و يؤدونها حسب مقدرتهم.
شاهد أيضاً: ماهي الأشياء التي تقوي الذاكرة ؟
ما هي فوائد زكاة المال على الإنسان؟
بين لنا د. علي الربيعي الفوائد التي تعود بها الزكاة على الإنسان و الخيرات التي تعم عليه و ذلك عبر النقاط التالية:
- تعليم الإنسان أن يعطي من خيره و ماله، و ذلك لكي يتعلم الكرم. و بذل الخير في سبيل إسعاد الناس و مساعدتهم.
- تعتبر الزكاة نوع من أنواع الشكر لله تعالى على كل خيراته و نعمه. و بالتالي تأدية واجب حمد الله تعالى و شكره.
- تساهم الزكاة في إزالة كل أفكار و مشاعر الطمع في نفس الإنسان، كذلك تساهم في مساعدة الناس الفقراء و المحتاجين على التخلص من كل مشاعر الحقد و الحسد للناس الأغنياء. و بالتالي العيش في مجتمع سليم معافى تسوده الأخلاق الحميدة.
- تدعم أخلاق الإنسان و تزيد من أعماله الحسنة، كما أنها تمكنك من الوقوف إلى جانب الناس. في مشاكلهم و أحزانهم و مد يد العون لهم.
- تمكن الشخص من تقديم كل أساليب الصدق في شكر الله تعالى.
- تعم الخيرات و البركات في أموالك، و يزيد الله لك من مالك و رزقك الحلال.
قيمة نصاب زكاة المال كما وضحها لنا د. علي الربيعي:
لقد بين لنا د. علي الربيعي بعض من قيم نصاب زكاة المال و ذلك وفقاً لعدة عوامل، و ذلك كما يلي:
- يبلغ قيمة نصاب الزكاة للمحاصيل الزراعية للناس الذين يزرعون المحاصيل و يملكون الأراضي الزراعية بمقدار 653 كغ من المحاصيل الزراعية.
- تبلغ قيمة نصاب زكاة المال للناس الذين يقومون بتربية الأبقار و الظباء و الجاموس بمقدار 30.
- و أما الناس الذين يربون الأجمال و يكسبون منها و من تربيتها بمقدار 5 جمال.
- أما الناس الذين يربون المواشي و يكسبون من حليبها و صوفها بمقدار أربعين رأساً.
و هذا بعض من نصاب الزكاة الموضحة و المبينة حسب تعاليم الإنسان.
ما هي الشروط التي تجب فيها الزكاة؟
حدثنا د. علي الربيعي عن الشروط التي تجب فيها الزكاة وهي مايلي:
- أولاً يجب أن يكون الشخص الذي يقوم بالزكاة مسلماً، حيث لا تقبل الزكاة من الإنسان الكافر الذي لم يؤمن بالله تعالى.
- يجب أن يكون الشخص الذي يقوم بالزكاة هو من يملك المال، أي يجب أن يكون المال الذي يزكي منه هو ملكه بالكامل و دون أن يشاركه به أحد، و ذلك لكي تصح الزكاة و يستفيد المسلم منها.
- الحرية: يجب أن يكون الإنسان حراً و ليس عبداً لكي يتمكن من أداء الزكاة، و قد تم القضاء على ظاهرة العبودية منذ زمن طويل.
- يجب أن يكون المال الذي يزكي منه المسلم قابلاً للنمو و الإزدياد.
قد يعجبك: حفظ السنة الحديثة ومحاسنها
ما هو الفرق بين زكاة المال و زكاة الفطر؟
قد يعتقد الكثير من الناس أن زكاة المال و زكاة الفطر متشابهتان و تنطبق عليهما الأحكام ذاتها، و لكن في الحقيقة تختلف زكاة المال عن زكاة الفطر كثيراً، و لا يجوز علينا الحكم أنهما متشابهتان دون الرجوع إلى كتاب الله و التعاليم النبوية الشريفة، و أيضاً علينا أن نعلم أن الصدقة كذلك تختلف عن الزكاة و تختلف عن زكاة الفطر، فهي ليست واجبة وليس لها أحكام، فهي تنبع من رغبة المسلم نفسه بالتبرع بشيء ما أو مال معين لشخص يراه محتاجاً.
و إليك بعض الفوارق بين الزكاة و زكاة الفطر:
- تشير زكاة المال إلى ما قمت بتخزينه و ادخاره من أموال، و أما زكاة الفطر فهي تدل على أشخاص واجب عليك الإنفاق عليهم.
- لا يتوجب عليك دفع زكاة المال إلا عندما تكون قد امتلكت نصاب زكاة المال. أما بالنسبة لزكاة الفطر فهي غير مقيدة بنصاب معين و تجب على كل من امتلك الطعام اللازم له و لعائلته و الأشخاص المجبر الإنفاق عليهم ليلة العيد.
- يمكنك قضاء زكاة المال في أي وقت بعد أن تكون قد امتلكت نصاب الزكاة بعام كامل. و أما زكاة الفطر فهي حكماً مرتبطة بأدائها بشهر رمضان.
- تكون قيمة زكاة المال ما يقارب ربع المال، أما قيمة زكاة الفطر تكون كأسان من القمح أو الأرز أو أي شيء يأكله الناس. و من الممكن أن يدفع الإنسان مالاً يقابل هذه القيمة.
و قد أكد الشيخ د. علي الربيعي أنه يجب على كل مسلم أن يؤدي فريضة الزكاة في وقتها المحدد و ألا يتأخر عنها. و ذلك لكي يكسب ثوابها في الدنيا و الآخرة. كما يجب على المسلم المقتدر أن يتصدق من فترة إلى أخرى عن ماله و رزقه و صحته و صحة أولاده، و ذلك لكي يزداد ميزان حسناته. و لكي يساعد إخوته المسلمين في أيامهم الصعبة و ذلك تأكيداً على وقوف الناس جنباً إلى جنب في المآسي و في الأفراح أيضاً. فيسود المجتمع جو من الأخلاق الحميدة و الإخلاص و الوفاء و الصدق و المحبة و هذا ما أراده منا رسول الله ودين الإسلام الحنيف.