ما هي خطورة الأجهزة الذكية على أدمغة الأطفال

أصبحت الأجهزة الذكية جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية. نستخدمها للتواصل مع الأصدقاء والعائلة والحصول على المعلومات وممارسة الألعاب وغيرها من الأشياء. ولكن في حين أنها توفر الراحة تؤدي الأجهزة الذكية أيضًا إلى مشاكل صحية خطيرة لدى الأطفال والمراهقين. لذا من المهم فهم التأثيرات التي يمكن أن تحدثها هذه الأجهزة على عقول وأجساد الشباب. وذلك يجعلنا نتساءل ما هي  خطورة الأجهزة الذكية على أدمغة الأطفال وما هي الخطوات اللازمة لتجنب خطورتها؟ هذا ما سنتعرف عليه في هذا المقال.

ما هي  خطورة الأجهزة الذكية على أدمغة الأطفال

ينبعث من شاشات الأجهزة الذكية الضوء الأزرق والذي ثبت أنه يعطل دورة النوم والاستيقاظ الطبيعية للجسم. يمكن أن يؤدي التمرير أو اللعب في الهاتف في وقت متأخر من الليل إلى صعوبة نوم الأطفال خاصة. وأن هذه الأجهزة غالبًا ما ترتبط بالأنشطة الترفيهية. لا يؤثر هذا الاضطراب في روتين وقت النوم المعتاد على جودة نومهم. فحسب بل قد يؤدي أيضًا إلى الإرهاق طوال اليوم ويجعل من الصعب على الأطفال التركيز في المدرسة أو عند إكمال المهام.

بالإضافة إلى التأثير على أنماط النوم يمكن للأجهزة الذكية أن تعيق تنمية مهارات التفكير النقدي بين الأطفال بسبب طبيعتهم التي تسبب الإدمان. يقضي المراهق العادي أكثر من 4 ساعات يوميًا في النظر إلى الشاشة. وينتج عن ذلك تأثيرات غير مرغوب فيها. مثل تقليل الفضول والإبداع عن طريق الحد من وقت الاستكشاف الذي يساعد عادةً في تطوير مهارات. مثل حل المشكلات والتحليل. علاوة على ذلك يمكن أن يؤدي قضاء الكثير من الوقت على الهواتف أو الأجهزة اللوحية إلى ضعف التنظيم الذاتي عندما يتعلق الأمر باحترام الذات والعلاقات مع الأقران والجوانب الأخرى للنمو الشخصي.

أخيرًا تم ربط التعرض المفرط للهواتف المحمولة وخطورة الأجهزة الذكية على أدمغة الأطفال بمستويات أعلى من القلق والاكتئاب بين المراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 11 و 19 عامًا وفقًا لبحث حديث أجرته جامعة ستافوردشاير.

كما يعزز الاستخدام المعتاد سلوك تشكيل العادات حيث يصبح الشباب معتمدين على التكنولوجيا كمصدر للإلهاء. أو المساعدة ما يؤدي إلى زيادة مستويات التوتر عند فصلهم عن أجهزتهم.

أهم الدراسات حول خطورة الأجهزة الذكية على أدمغة الأطفال

أحدثت التكنولوجيا ثورة في عالمنا وأوجدت بذلك فرصًا مذهلة للتواصل والراحة والترفيه. ومع ذلك ظهرت مخاوف متزايدة بشأن المخاطر المحتملة التي يشكلها عصرنا الرقمي الجديد أي آثار وقت الشاشة الطويل على أدمغة الأطفال. وخطورة الأجهزة الذكية على أدمغة الأطفال

تخبرنا الدراسات الحديثة التي تبحث في هذا الصدد أنه من الضروري توخي الحذر عند تحديد تأثيرات الأجهزة مثل الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية على الأطفال الصغار. حيث أصبحت الهواتف الذكية أدوات منتشرة في كل مكان للتواصل الاجتماعي والتفاعل مع الوسائط والتعلم ولكن يمكن أن يكون لها آثار ضارة دائمة إذا تم استخدامها كثيرًا أو بطرق غير مناسبة. وأصبح من الواضح أن الآباء يجب أن يكونوا حريصين على مراقبة استخدام أطفالهم للهواتف الذكية من أجل الحماية من أي ضرر محتمل.

دراسة حول خطورة الأجهزة الذكية على أدمغة الأطفال

في دراسة نشرتها JAMA Pediatrics في نوفمبر 2018 أجرى الباحثون تجربة حيث نظروا في التغيرات في أداء الدماغ بين 463 مراهقًا تتراوح أعمارهم بين 12 و 17 عامًا. والذين طُلب منهم الانخراط في الأنشطة اليومية دون الوصول إلى الهواتف الذكية أو أجهزة الكمبيوتر المحمولة ومن ثم الوصول إليها.

خلال فترة الامتناع عن استخدام التكنولوجيا التي استمرت خمسة أيام فقط أظهر المشاركون أوقات رد فعل أسرع وتحسن الانتباه مقارنةً بأولئك الذين كانوا يستخدمون أجهزتهم. يشير هذا إلى وجود ارتباط سلبي بين استخدام الجهاز وبعض مؤشرات وظائف المخ بين المراهقين. مما يشير إلى أن انخفاض استخدام الهواتف الذكية قد يؤدي إلى نتائج معرفية فائقة.

دراسة أخرى حول خطورة الأجهزة الذكية على أدمغة الأطفال

وجدت دراسة أخرى نشرتها مجلة The Lancet Child & Adolescent Health Journal المزيد من الارتباطات بين الاستخدام المكثف للأجهزة ونتائج الصحة العقلية السلبية بين المراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و 15 عامًا. بعد إجراء مسح لأكثر من 21000 مراهق من جميع أنحاء البلاد حول عاداتهم التكنولوجية. خلص الباحثون إلى أن الاتصال بالإنترنت لأكثر من 7 ساعات يوميًا (بما في ذلك أي لعبة مشتركة / وسائط اجتماعية / بث فيديو). يمكن أن يساهم بشكل كبير في الشعور بالاكتئاب أو أعراض القلق لاحقًا.

ولعل الأمر الأكثر إثارة للقلق هو أنهم اكتشفوا أيضًا صلة بين زيادة استخدام الجهاز وتدهور الأداء الأكاديمي بما يتجاوز الاضطرابات النفسية العامة.

بشكل عام تشير هذه النتائج إلى أن هناك بعض الأضرار المرتبطة باستخدام الأجهزة الذكية والتي لا ينبغي تجاهلها بل يجب أن يفهمها المعلمون وأولياء الأمور وأطباء الأطفال. لذا يمكن أن يبدأ التدخل في أقرب وقت ممكن إذا لزم الأمر. على الرغم من أن البحث الحالي لا يزال غير حاسم عندما يتعلق الأمر بالفهم الكامل لساعات طويلة من التحديق في الشاشات التي قد تؤثر باستمرار على أدمغة الأطفال. إلا أننا نعرف أن الوعي المتزايد يمكن أن يساعد في منع العديد من هذه المشكلات قبل أن تتجذر أو تزداد سوءًا إلى أجل غير مسمى.

الخطوات اللازمة لتجنب خطورة الأجهزة الذكية على أدمغة الأطفال

أصبحت الأجهزة الذكية وتقنياتها التي تعتمد على التطبيقات شائعة بشكل متزايد في حياتنا. وفقًا لبعض التقديرات يوجد الآن أكثر من 4 مليارات فرد في جميع أنحاء العالم لديهم إمكانية الوصول إلى هاتف ذكي وهو مؤشر واضح على أهمية هذه الأدوات بالنسبة لنا.

ولكن بقدر ما نعتمد على أجهزتنا الذكية تشير الأبحاث إلى أنه يمكن أن تكون هناك عواقب سلبية خطيرة على أدمغة الأطفال عند تعرضهم لمثل هذه التكنولوجيا في سن مبكرة. في الواقع شفت الدراسات الحديثة عن وجود صلة مباشرة بين الاستخدام المفرط للأجهزة من قبل الأطفال والاكتئاب والقلق وأعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه وتأخر اللغة والأرق والصداع وآلام الجسم. فكيف يمكن للآباء ضمان بقاء أطفالهم بأمان أثناء استخدام الأجهزة الذكية؟. فيما يلي بعض الخطوات الضرورية:

ضع حدودًا مناسبة لاستخدام الأجهزة الذكية

يجب على الآباء تذكير أطفالهم بحدود “وقت الشاشة” المناسبة المتعلقة بأنواع الأنشطة والوقت الإجمالي الذي يقضونه على الأجهزة الإلكترونية. ولتجنب خطورة الأجهزة الذكية على أدمغة الأطفال ضع في اعتبارك أن جميع الأطفال خاصة أولئك الذين تقل أعمارهم عن 12 عامًا يحتاجون إلى الكثير من وقت اللعب غير المنظم كل يوم لتطوير مهارات اجتماعية قوية وإبداع.

استخدام إعدادات الرقابة الأبوية الصارمة

اتأكد من حظر أو قفل مواقع الويب أو التطبيقات أو الأنظمة الأساسية المنتشرة حتى يتم إدخال كلمة المرور فهي طريقة رائعة لإبعاد الأطفال الصغار عن المحتوى الضار الذي قد يصادفهم أثناء البحث عبر الإنترنت. وتجنب خطورة الأجهزة الذكية على أدمغة الأطفال بالإضافة إلى ذلك تسمح إعدادات الرقابة الأبوية للآباء بتعيين أوقات نوم محددة تمنع الشاشات بعد ساعات معينة حتى إذا لم تتم مراقبة الأنشطة بشكل كافٍ خلال جميع الساعات الأخرى من اليوم.

راقب ما يشاهده أطفالك عبر الإنترنت

 تأكد من مراجعة أي محتوى يشاهده أطفالك على الإنترنت قبل الموافقة عليه وهذا يشمل التحقق من التصنيفات العمرية ولكن أيضًا استغراق الوقت في فحص المقاطع بنفسك حتى تعرف. بالضبط ما يشاهدونه عندما يكونون على أجهزتهم الخاصة. تعمل هذه النصيحة بشكل أفضل إذا تم تنفيذها بشكل صارم.

إلى هنا نصل إلى نهاية موضوع اليوم عن ما هي  خطورة الأجهزة الذكية على أدمغة الأطفال حيث تم التعرف على أضرار استخدام الأجهزة الذكية على دماغ الأطفال. وكيف يمكن تجنب خطورة الأجهزة الذكية على أدمغة الأطفال من خلال بعض الخطوات البسيطة.