الشعور بالذنب وعلاقته بشخصيتك ونفسيتك وهل يجعلك ضعيف

الشعور بالذنب هو الشعور بالمسؤولية عن فعل غير مشروع. ولكن المميز في هذا الشعور أنه يدل على رغبة نشطة في تعديل أو تصحيح الخطأ. يمكن أن يلعب الشعور بالذنب أيضًا دور في تركيبتنا النفسية وهويتنا. لذا سوف نوضح في هذا المقال الشعور بالذنب وعلاقته بشخصيتك ونفسيتك وهل يجعلك ضعيف بالإضافة إلى أسبابه وطرق التعامل معه.

الشعور بالذنب وعلاقته بشخصيتك ونفسيتك وهل يجعلك ضعيف

اعتمادًا على الظروف قد يكون لهذا الشعور بالذنب عواقب إيجابية أو سلبية على تطور شخصيتنا. يميل الشعور بالذنب التكيفي إلى حل المشكلات بشكل إيجابي ومحاولات تصحيح الأخطاء من خلال التفكير الأخلاقي الذي يتمحور حول المسؤولية وتحسين السلوك.

يسمح هذا النوع من الشعور بالذنب للأفراد بالاعتراف بأخطائهم بصدق من أجل اكتساب نظرة ثاقبة عن أنفسهم. مما يقودهم نحو عمليات صنع قرار أفضل بشكل عام. عندما يتم الشعور بالذنب التكيفي بشكل صحيح. يمكن أن يخلق إحساسًا بالتوازن داخلنا من خلال العمل كدليل لأفعالنا لأننا نحاول ليس فقط النجاح الخارجي ولكن أيضًا النمو الشخصي.

بشكل عام يعد فهم علاقة المرء بالشعور بالذنب أمرًا مهمًا خاصةً عند تقييم سمات الشخصية الفردية عند استخدام هذا الشعور بشكل صحيح يمكن أن يساعد في تحقيق التنمية من حيث بناء نقاط القوة في الشخصية مثل النزاهة والحب والصبر وما إلى ذلك.

أسباب الشعور بالذنب وعلاقته بشخصيتك 

الشعور بالذنب هو عاطفة تؤثر على الشخص بعدة طرق مختلفة. غالبًا ما يجعلنا نشعر بالحرج والحزن والغضب والخوف والخجل. عادة ما يرتبط الشعور بالذنب بفعل خاطئ أو غير أخلاقي. ويمكن أن يسبب ضائقة شديدة وألمًا نفسيًا لأنه يذكرنا بأفعالنا وتجاوزاتنا الماضية. لكي يظهر الشعور بالذنب يجب أن يكون ناجمًا عن شيء ما. لذلك دعونا نلقي نظرة فاحصة على العوامل التي يمكن أن تثير هذه المشاعر القوية.

التجاوزات الأخلاقية

أولاً وقبل كل شيء غالبًا ما يكون الشعور بالذنب بسبب التجاوزات الأخلاقية. إذا ارتكبنا شيئًا خاطئًا أو غير أخلاقي انتهك قيمة الشخصية أو معيارًا مجتمعيًا.

فقد يؤدي ذلك إلى الشعور بالخزي والندم. ينشأ الشعور بالذنب أيضًا عندما نفشل في الحفاظ على توقعاتنا ربما نكون قد فشلنا في الوفاء بوعدنا أو أهملنا واجباتنا بطريقة ما. بالإضافة إلى ذلك قد تثير بعض المواقف مشاعر الندم إذا ذكرتنا بوقت تصرفنا فيه بشكل سلبي أو غير مسؤول.

أفعال معينة تحدث من قبل الآخرين

يمكن أن يحدث الشعور بالذنب أيضًا من خلال أفعال من قبل أشخاص آخرين. قد تؤدي اختلالات القوة مثل تلك الموجودة بين أفراد الأسرة والزملاء والمعلمين والطلاب إلى الشعور بالذنب بسبب عدم القدرة على الوفاء بمسؤوليات الفرد.

علاوة على ذلك قد تؤدي مشاهدة فعل الظلم إلى الشعور بالمسؤولية حتى لو لم نتورط بشكل مباشر في الفعل المذكور. ببساطة لأن إحساسنا بالأخلاق يخبرنا أنه كان خطأ وأن على شخص ما أن يفعل شيئًا حيال ذلك.

أمراض الصحة العقلية

علاوة على ذلك يمكن لقضايا الصحة العقلية مثل القلق والاكتئاب أن تغذي الأفكار غير الصحية التي تؤدي إلى الحكم الذاتي المستمر والشك. وبالتالي تخلق حلقة تنشأ فيها الأفكار المستمرة التي تسبب الشعور بالذنب من الداخل وليس من مصادر خارجية. غالبًا ما يكون من الصعب التخلص من هذا النوع من التنافر المعرفي دون مساعدة مهنية لأن الأحاديث السلبية المستمرة تؤثر على كل التفكير الإيجابي الذي يحدث داخل العقل.

أضرار الشعور بالذنب وعلاقته بشخصيتك 

يمكن للمشاعر مثل الشعور بالذنب أن تلحق أذى عقليًا وجسديًا هائلاً بالأفراد. في جميع أنحاء العالم يعاني ملايين الأشخاص من أضرار مرتبطة بالشعور بالذنب ناتجة عن أشياء فعلوها إما عن غير قصد أو عن قصد.

• تحدث أكثر أنواع الضرر المرتبط بالذنب شيوعًا عندما يرتكب الفرد شيئًا خاطئًا إما أخلاقيًا أو قانونيًا. على سبيل المثال قد يشعر الشخص الذي ارتكب جريمة ما بالذنب الشديد تجاه تأثيرها على الآخرين وكيف ستؤثر العواقب الناتجة عليهم لسنوات قادمة.
• غالبًا ما يؤدي هذا النوع من الشعور بالذنب إلى تغييرات جسدية مثل الأرق والاكتئاب وإهمال الذات والتجنب الاجتماعي والإحباط.
• يمكن أن تؤدي هذه الأعراض بعد ذلك إلى مشاكل أخرى مثل تعاطي المخدرات ومشاكل في العلاقات. قد يجد الفرد الذي ارتكب جريمة خطيرة نفسه غير قادر على مسامحة نفسه أو التخلص من الشعور بالخزي الذي يحمله معه كل يوم.
• في بعض الحالات يمكن أن يتسبب الشعور بالذنب في حدوث ضرر حتى لو لم تحدث مخالفات فعلية ولكن لا يزال الشخص يشعر بالمسؤولية عن نتيجة خارجة عن سيطرته. مثال على هذا النوع من الضرر يمكن أن يكون أحد الوالدين الذي عانى طفله من مرض أو أصيب بسبب إهمال شخص آخر على الرغم من إدراكهم أن ذلك لم يكن خطأهم. إلا أنهم ما زالوا يشعرون بالذنب لعدم بذل المزيد من الجهد لمنع حدوث ذلك.

طرق التعامل مع الشعور بالذنب

الشعور بالذنب هو عاطفة معقدة يمكن أن تنتج عن أي موقف أو حدث مثل ارتكاب خطأ في المدرسة أو العمل. إلى التجاوزات الجسيمة مثل إلحاق الأذى بشخص آخر. بغض النظر عن مصدر هذا الشعور. من المهم أن تتعلم كيفية التعامل معه بطريقة مناسبة وصحية. فيما يلي خمس طرق شائعة للتعامل مع الشعور بالذنب:

1. اعترف بمشاعرك: الخطوة الأولى للتعامل مع الشعور بالذنب هي إدراك أنك تشعر بالذنب والاعتراف بالسبب. يمكن أن يساعدك تخصيص الوقت للتفكير فيما حدث واستيعاب هذه المشاعر في مواجهة شعورك بالذنب بشكل مباشر. قد يساعدك هذا أيضًا على تحقيق السلام مع نفسك.
2. الاعتذار والتعويض: إذا كان شعورك بالذنب ناتجًا عن أفعال تسببت في الأذى أو الألم للآخرين. فإن الاعتذار ومحاولة تصحيح الأمور من خلال تقديم التعويض غالبًا ما يكون مفتاحًا للتخفيف من الشعور بالذنب. حتى لو لم يقبل الطرف المظلوم اعتذارك أو يرفض جهودك للتعويض. فالشيء المهم هو أنك حاولت.
3. التحدث إلى شخص ما: قد يكون التعبير عن المشاعر الصعبة أمرًا صعبًا لكن التحدث عما يحدث مع شخص متفهم يمكن أن يكون بمثابة راحة لكثير من الناس. يمكن للأصدقاء الداعمين أو أفراد الأسرة تقديم نظرة ثاقبة مفيدة حول ما يزعجك وكيف يمكنك تجاوزه بنجاح. بالإضافة إلى ذلك قد تساعد جلسات العلاج مع المتخصصين أيضًا.
4. سامح نفسك: بمجرد أن تتعرف على أخطائك بشكل صحيح وتفعل كل ما هو ممكن لتصحيحها. اغفر لنفسك حتى تتمكن من المضي قدمًا بشكل بناء.
5. مارس الرعاية الذاتية: أخيرًا إيجاد طرق للتخلص من التوتر من خلال أنشطة مثل التمارين واليوجا والرسم هي خطوات مهمة عند تعلم كيفية التعامل مع المشاعر مثل الشعور بالذنب بشكل أكثر فاعلية وإيجابية بمرور الوقت.

بشكل عام تتطلب مواجهة مشاعرنا العميقة مثل الشعور بالذنب بطريقة بناءة جهد كبير ولكنه ضروري لقيادة نمط حياة أكثر صحة بشكل عام. تذكر أن الغد يجلب دائمًا فرصًا جديدة للنمو الشخصي حتى لو لم يسير اليوم كما هو مخطط له تمامًا. وبذلك نكون وصلنا إلى نهاية حديثنا عن الشعور بالذنب وعلاقته بشخصيتك ونفسيتك وهل يجعلك ضعيف حيث تعرفنا على. اسبابه وأضراره وطرق التعامل معه.