الحالة النفسية وفقدان الذاكرة

الحالة النفسية وفقدان الذاكرة تعد مشاكل الذاكرة المرتبطة بالحالة النفسية من الأعراض الشائعة للكثير من المشاكل النفسية والاضطرابات. وبالرغم من أن فقدان الذاكرة النفسي يمكن أن يكون حالة مؤقتة قد تزول بعد زوال الصدمة. ولكن بعض الحالات تحتاج إلى تدخل طبي من أجل تشخيص حالة المصاب. بالإضافة إلى تحديد نوع حالة فقدان الذاكرة مع متابعة العلاج الملائم. لذا سوف نتعرف في هذا المقال على أعراض وأسباب فقدان الذاكرة النفسي.

الحالة النفسية وفقدان الذاكرة

فقدان الذاكرة النفسي يطلق عليه أيضًا اسم فقدان الذاكرة الانفصالي أو الوظيفي وهو اضطراب تكون فيه الذاكرة غير طبيعية حيث تحدث تلك الحالة عن وجود تلف هيكلي بالدماغ أو لسبب بيولوجي أو عصبي معروف. كما تحدث تلك الحالة نتيجةً لآثار الإجهاد والتعب الشديدان أو تعرض الدماغ لصدمة نفسية وليس نتيجةً لسبب فسيولوجي أو جسدي.

ومن أهم أعراض إصابة الشخص بفقدان الذاكرة النفسي التالي:

• فقدان جزئي أو موضعي للذاكرة: يؤثر فقدان الذاكرة على مجالات مختلفة من المعرفة أو على جوانب من حياة الشخص مثل النسيان وفقدان الذاكرة عن أحداث أو فترة معينة خلال الطفولة. ويحدث غالبًا بسبب التعرض لصدمة معينة.
• فقدان الذاكرة العام: وفيه يؤثر فقدان الذاكرة على الجوانب الرئيسية من حياة الشخص أو يؤثر على هويته مثل عدم قدرة الإنسان على التعرف على اسمه أو على وظيفته أو على عائلته وأصدقائه.
• الشرود: بالإضافة إلى الأعراض السابقة هناك الشرود الانفصالي حيث يفقد الإنسان ذاكرته الكلية بكل شيء يتعلق بحياته وتفاصيلها بما فيه عائلته وأهله ووظيفته واسمه وأيضًا هويته بحيث لا يدري شيئًا عن ماضيه أو نفسه.
• تختلف حالة فقدان الذاكرة الانفصامي أو النفسي عن فقدان الذاكرة الذي ينتج عن المشاكل الطبية كالسكتات الدماغية أو الأمراض أو إصابات الدماغ. وإذا كان فقدان الذاكرة بسبب طبي نادرًا ما يتم استرجاع الذكريات.
• لكن أغلب حالات فقدان الذاكرة من النوع الانفصالي تكون قصيرة نسبيًا وتعود الذكريات فجأة وبصورة كاملة.
• القلق: يعتبر من أكثر الأعراض المزمنة لحالة فقدان الذاكرة النفسي حيث يقلق المريض من كل شخص ومن كل شيء من حوله وحتى دون أي أسباب منطقية أو مبررات.

أسباب الحالة النفسية وفقدان الذاكرة كما وضح الدكتور علي الربيعي

تختلف الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بفقدان الذاكرة النفسي وبالرغم من اختلافها فجميعها يرجع إلى العامل النفسي. وهنا نذكر أهم الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بحالة فقدان الذاكرة النفسي:

• الإصابة بحالة فقدان الذاكرة النفسي بسبب القتال خلال الحرب وهنا نجد أن الحالة النفسية وفقدان الذاكرة أمران مرتبطان جدًا.
• التعرض إلى الاعتداء سواء جسدي أو جنسي أو عاطفي.
• الوقوع ضحية لجريمة ما أو رؤية جريمة بالعين.
• المرور بتجربة نفسية شديدة كمعايشة إعصار أو زلزال.
• العيش في ضغط نفسي شديد مثل المشاكل المالية والأسرية ومشاكل العمل بالإضافة إلى المشاكل الاجتماعية.
• الإصابة بمشكلة في إنتاج DA: حيث يتم إنتاج الـ DA حيث يحاول الدماغ التعامل مع مختلف الذكريات السيئة بالإضافة إلى الحماية من الأحداث والتجارب المؤلمة والتخفيف من ألمها ومن الحزن الذي ينتج عنها. ولكن يتداخل الضغط الذي ينتج عن المواقف السيئة والصعبة مع قدرة الدماغ على استرجاع الذكريات المرتبطة بهذه المواقف والأحداث.

علاج فقدان الذاكرة النفسي كما وضح الدكتور علي الربيعي

يعتمد علاج فقدان الذاكرة المرتبطة بالحالة النفسية أو الانفصالي على أساس التخفيف من الأعراض مع  محاولة إعادة استرجاع الشخص لذكرياته المفقودة.

ويعتمد أفضل علاج لفقدان الذاكرة النفسي على المريض ونوع فقدان الذاكرة بالإضافة إلى مدى حدة الأعراض. ويمكن أن يشمل العلاج الطرق التالية:

• العلاج النفسي: ويطلق عليه أيضًا “العلاج بالكلام” وهو العلاج الأساسي للاضطرابات الانفصامية.
• العلاج السلوكي والمعرفي: يعتمد ذلك النوع من العلاجات النفسية على التغيير في أنماط التفكير وفي السلوكيات والمشاعر السلبية.
• التخلص من حساسية حركة العين بالإضافة إلى إعادة المعالجة: وقد تم تصميم تلك التقنية من أجل علاج الأشخاص الذين لديهم كوابيس مستمرة ومن تطاردهم ذكريات الماضي وغيرها من أعراض اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD).
• العلاج بالسلوك الجدلي: يعتمد ذلك النوع من العلاجات النفسية لمن يعانون من أي اضطرابات شخصية تتسم بالشدة وخاصة بعد أن يتعرض الشخص إلى الصدمة أو سوء المعاملة.
• العلاج الأسري: يساعد العلاج الأسري في تعريف الأسرة بأهم الاضطراب والأعراض التي تصيب المريض.
• العلاجات الإبداعية كالعلاج بالفن بالإضافة إلى العلاج بالموسيقى: حيث تتيح تلك العلاجات للمرضى معرفة أفكارهم وتجاربهم ومشاعرهم والتعبير عنها في جو آمن وإبداعي.
• تقنيات الاسترخاء والتأمل: تساعد في التعامل بشكل أفضل مع الأعراض الانفصالية كما يصبحون أكثر إدراكًا ووعيًا بحالاتهم الداخلية.
• التنويم المغناطيسي السريري: وهو علاج يستخدم في التركيز والاسترخاء الشديد والاهتمام لتحقيق حالة مختلفة من الوعي كما يسمح للأفراد باستكشاف الذكريات والأفكار والمشاعر التي يمكن أن يخفونها عن عقلهم الواعي.
• الدواء: ليس هناك دواء محدد لعلاج الخلل والاضطرابات الانفصامية. ولكن يمكن علاج المريض باضطراب فقدان الذاكرة الانفصالي بالأدوية المضادة للقلق والاكتئاب.

أهداف علاج فقدان الذاكرة النفسي كما وضح الدكتور علي الربيعي

ومن أبرز أهداف علاج فقدان الذاكرة النفسي التالي:

• التعامل مع الأحداث والمواقف المؤلمة وإدارتها بكل أمان وبشكل مجدي قائم على أسس علمية.
• تطوير مهارات التكيف والتأقلم بالإضافة إلى تعليم الشخص المهارات الحياتية الجديدة.
• العودة للعمل قدر المستطاع.
• تحسين العلاقات الأسرة والاجتماعية والإنسانية.

الوقاية من الحالة النفسية وفقدان الذاكرة كما وضح الدكتور علي الربيعي

يمكن الوقاية من الإصابة باضطرابات فقدان الذاكرة الانفصالي النفسي باتباع الطرق التالية:

• ممارسة الرياضة وغيرها من الأنشطة الحركية والبدنية: حيث يساعد النشاط البدني على تدفق الدم للمخ والجسم كله. مما يعمل على المحافظة على نشاط وقوة الذاكرة. كما يوصى بممارسة الرياضة بانتظام لأن الاستمرار والمواظبة على ممارسة التمارين الرياضية يحمي من الإصابة بحالة فقدان الذاكرة النفسي في حال كان هناك أي صدمة نفسية أو أي مسبب.
• المحافظة جيدًا على النشاط العقلي: حيث تساعد الأنشطة الذهنية في تنشيط العقل بالإضافة إلى الحماية من حالة فقدان الذاكرة. ومن أبرز الأمثلة على الأنشطة الذهنية والعقلية: لعبة الكلمات المتقاطعة. أو العزف على أحد الآلات الموسيقية. والتطوع في مختلف الأنشطة  الاجتماعية والإنسانية وغيرها من النشاطات التي تحث العقل على التركيز.
• التفاعل بالإضافة إلى التواصل الاجتماعي المنتظم: يساعد التواصل الجيد مع الآخرين بالإضافة إلى التفاعل الاجتماعي على التقليل من فرص الإصابة بالضغط النفسي والاكتئاب. وهما من العوامل المسببة للإصابة بفقدان الذاكرة الانفصالي أو النفسي. لذا ينصح بمشاركة الأشخاص الآخرين في المناسبات ومختلف الأنشطة الاجتماعية.
• التنظيم: يعتبر الشخص الفوضوي هو الأكثر تعرضًا إلى الإصابة بحالة فقدان الذاكرة النفسي وذلك لأنه يعود عقله وذاكرته على عدم تذكر الأماكن والمواعيد والأشخاص كما يعتمد على غيره من الأصدقاء في تذكرها.
• اتباع نظام غذائي سليم ومتوازن: يؤثر بشكل كبير النظام الغذائي على صحة الإنسان بشكل عام وعلى صحة العقل  والقلب. لذا ينبغي تناول الأطعمة الصحية التي تحتوي على جميع العناصر الغذائية اللازمة للجسم وتزويد الجسم بها بصورة دورية بالإضافة إلى تجنب تناول الدهون والوجبات السريعة.

إلى هنا نصل إلى نهاية موضوع اليوم عن الحالة النفسية وفقدان الذاكرة حيث تم التعرف على تأثير الحالة النفسية على الذاكرة. بالإضافة إلى أعراض وأسباب فقدان الذاكرة النفسي وطرق العلاج.